تقلب الوزن يزيد مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية

الصورة:

كشفت دراسة كورية أن الأشخاص الذين يعانون من تقلبات كبيرة في الوزن وضغط الدم ومستوى الكوليسترول والسكر في الدم أكثر عرضة للإصابة بأزمات قلبية وسكتات.

وقال الدكتور سيونج هوان لي، الذي قاد فريق الدراسة ويعمل في الجامعة الكاثوليكية الكورية في سيول، إن السمنة والارتفاع المستمر في ضغط الدم والكوليسترول والسكر ارتبطت دائماً بزيادة مخاطر الإصابة بأزمات قلبية وسكتات والوفاة.

عوامل

وأضاف أنه مع ذلك لا يُعرف الكثير عما يحدث عندما يعاني الناس من تقلبات فيما يسمى «عوامل الخطر المرتبطة بالتمثيل الغذائي» مع مرور الوقت، خاصة إذا لم يتم تشخيص إصابتهم بأمراض مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

وخلال الدراسة، فحص لي وزملاؤه بيانات جمعها نظام التأمين الصحي الوطني في كوريا الجنوبية في الفترة من 2005 إلى 2012 لأكثر من 6.7 ملايين شخص لم يعانوا من قبل من أزمات قلبية أو مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو زيادة في الكوليسترول. وخضعوا جميعا لثلاثة فحوص طبية على الأقل خلال فترة الدراسة، وتابع الباحثون نصفهم لأكثر من سنة ونصف السنة.

وخلال فترة المتابعة حدثت نحو 55 ألف حالة وفاة، وأكثر من 22 ألف سكتة، وما يزيد على 21 ألف أزمة قلبية.

وبالمقارنة مع الأشخاص الذين يعانون من اختلاف بسيط في الوزن وضغط الدم والكوليسترول ومستويات السكر في الدم، كان الأفراد الذين يعانون من أكبر قدر من التقلبات في هذه القياسات أكثر عرضة بنسبة 2.3 مرة للوفاة خلال فترة الدراسة، كما زادت احتمالات تعرضهم لأزمة قلبية أو سكتة بأكثر من 40%.

وقالت ماري بيير ستونغ، الباحثة في مركز إيفرينغ الطبي في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك: «سيكون من الحكمة بالنسبة للمرضى تجنب تكرار فقدان الوزن واستعادته من أجل الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية».

مخاوف

وذكرت ستونغ، التي لم تشارك في الدراسة، أنه لا ينبغي إثناء الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة عن محاولة فقدان الوزن الزائد بذريعة المخاوف من أن تقلبات الوزن قد تضر بصحتهم. وبدلاً من ذلك يجب أن يضعوا أهدافاً لإنقاص الوزن قابلة للتحقيق ستمكنهم من الحفاظ على ما فقدوه من كيلوغرامات وتجنبهم اكتساب الوزن مرة أخرى.

وأشارت ستونغ إلى أن «زيادة الوزن تشكل ضغطاً على الجسم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات».

فقدان الوزن

إلى ذلك، فقد يكون فقدان الوزن دون سبب، أو فقدان الوزن دون محاولة لإنقاص الوزن؛ لا سيما إذا كان بدرجة كبيرة أو مستمراً؛ علامة على وجود مشكلة طبية كامنة.

ولا يمكن بالفعل تحديد النقطة التي يمكن عندها أن يصبح فقدان الوزن ـ دون سبب ـ مشكلة طبية. لكن يتفق الكثير من الأطباء على أنه من الضروري إجراء فحص طبي لتقييم الحالة إذا كان فقدان الوزن أكثر من نسبة 5 في المائة من إجمالي الوزن خلال مدة ستة أشهر إلى سنة، لا سيما إذا كان الشخص كبير السن. على سبيل المثال، فقدان الوزن بنسبة 5 في المائة لدى شخص يزن 160 رطلاً (72 كغم) هو 8 أرطال (3.6 كغم). أما للشخص الذي يزن 200 رطل (90 كغم)، فيكون فقدان الوزن 10 أرطال (4.5 كغم).

ويتأثر فقدان الوزن بامتصاص السعرات الحرارية، ومستوى النشاط، والحالة الصحية العامة، والعمر، وامتصاص المواد الغذائية، وعوامل اقتصادية واجتماعية.

الأسباب

إن فقدان الوزن دون سبب له عدة أسباب، منها ما هو طبي ومنها ما هو غير طبي. في الغالب هناك مجموعة من الأشياء تؤدي إلى انخفاض عام في مستوى الصحة وفقدان الوزن تبعاً لذلك. وفي بعض الأحيان لا يمكن اكتشاف سبب بعينه.

عادة سيكون للسرطان غير المُكتشف أعراض أخرى أو مشكلات في الاختبارات المعملية، بالإضافة إلى فقدان الوزن دون سبب.

من الأسباب المحتملة لفقدان الوزن دون سبب ما يلي:

Ⅶ مرض أديسون (قصور الغدة الكظرية)

Ⅶ مرض السرطان

Ⅶ الداء البطني

Ⅶ تغيرات في النظام الغذائي أو الشهية

Ⅶ تغيرات في حاسة الشم

Ⅶ تغيرات في حاسة التذوق

Ⅶ مرض الانسداد الرئوي المزمن

Ⅶ داء كرون

Ⅶ الخرف

Ⅶ مشكلات الأسنان

Ⅶ الاكتئاب

Ⅶ داء السكري

Ⅶ فشل القلب

Ⅶ فيروس نقص المناعة البشري (HIV)/ متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز)

Ⅶ فرط كالسيوم الدم

Ⅶ فرط الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية)

Ⅶ قصور الدرقية (قصور نشاط الغدة الدرقية)

Ⅶ الأدوية

Ⅶ مرض باركنسون

Ⅶ القرحة الهضمية

Ⅶ تعاطي المخدرات (الكحول والكوكايين وغيرها)

Ⅶ مرض السل

Ⅶ التهاب القولون التقرحي.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

إذا كنت تفقد الوزن دون قصد منك وكنت غير متأكد من السبب، فاستشر طبيبك؛ خصوصاً إذا كنت تفقد 5 في المائة من وزنك خلال ستة إلى 12 شهراً. وإذا كنت ضعيفاً، وكبيراً في السن، فتحدث مع طبيبك ليحاول مساعدتك في تقليل النسبة التي تضطر إلى فقدها من وزنك. وسيتعاون معك الطبيب ليحاول تحديد سبب فقدان الوزن. في البداية سوف تتضمن هذه الإجراءات الحصول على تاريخ مرضي شامل وفحص بدني واختبارات معملية أساسية. في العادة لن تكون الفحوصات الشاملة على الجسم مفيدة عند البحث عن السرطانات الخفية إلا إذا كانت هناك مؤشرات أخرى تؤكد على وجود سرطانات خفية.

وفي بعض الأحيان، إذا كانت نتيجة الفحص الأساسي سلبية، فيكون الوضع تحت الملاحظة لأشهر قليلة خطوة تالية معقولة. وقد تحتاج إلى اتباع نظام غذائي خاص لمنع المزيد من فقدان الوزن أو لاستعادة الوزن الذي فقدته.

فقدان الوزن بين كبار السن قد يضر بقوة عظامهم

حذرت دراسة طبية من أن فقدان الوزن بين كبار السن قد يقلل من كثافة وقوة العظام.

وأظهرت الدراسة التي نشرت في دورية أبحاث العظام والمعادن أن حجم التغيرات في الهيكل العظمي مهما من الناحية الطبية، كما اتضح أن فقدان الوزن على المدى الطويل قد يكون مرتبطا بتراجع كثافة وسمك مسامية العظام بين كبار السن.

نقص

وقال الدكتور دوجلاس بي أستاذ أمراض العظام في كلية الطب بجامعة (نيويورك) «أظهرنا أن الرجال والنساء الذين لديهم نقص في الوزن على المدى القصير أكثر من 4 إلى 6 سنوات وفقدان الوزن على المدى الطويل على مدى 40 عاما، كان لديهم تدهور في عظامهم أكثر من الأشخاص الذين لم يفقدوا الوزن». وشملت الدراسة 769 امرأة و595 رجلا بلغ متوسط أعمارهم 70 عاما، وتم استخدام قياسات الوزن التي تم أخذها ما بين 4 – 6 سنوات لتقييم التغير الأخير في الوزن على مدى 6 سنوات، والتغير طويل الأجل على مدار 40 عاما.

تأثيرات

وقالت الدكتورة إليزابيث ساميلسون: «إنه يجب أن يكون كبار السن الذين يفقدون الوزن على دراية بالآثار السلبية المحتملة على الهيكل العظمي، وقد يرغبون في التفكير في مواجهة هذه التأثيرات من خلال التدخلات مثل التمارين التي تحمل الوزن وتناول وجبات متوازنة». وأضافت أنه بالنظر إلى أن فقدان الوزن شائع جدا لدى كبار السن، فهناك حاجة لمزيد من العمل لتقييم ما إذا كان من الممكن منع هذه العوائق العظمية من خلال التدخلات أو العلاج.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here