ستعود السويد قريبًا دولة ذات شعر أشقر وببشرة بيضاء‎

إيهاب مقبل

من حق كل أمة تقرير مصيرها ونسلها، واليوم لدى معظم السويديين توجه شعبي عام نحو تقرير مصيرهم: (دولة لا دينية ذات شعر أشقر وببشرة بيضاء). وبمعنى آخر، لن يكون هناك مكان للشعر الأسود الداكن أو البشرة غير البيضاء في البلاد الإسكندنافية خلال السنوات القليلة القادمة. هذا ما تطمح إليه حركة مقاومة الشمال النازية، سواء بالوسائل القانونية أو بسفك الدماء.

يرى النازيون أن السويد عندما كانت دولة بشعر أشقر، كانت تظم قائمة طويلة من العلماء من أمثال كارل لينيوس، وإمانول سفيدنبوري، ويوهان كوتليب كاهن، وكارل مان سيغبان، وغيرهم، إما اليوم وبعد إختلاط السويديين بعناصر الشعر الأسود الداكن والبشرة غير البيضاء، فلا يوجد في البلاد سوى عالمين أثنين أو ثلاثة علماء على أكثر تقدير. ويعلل النازيون سببب الإنحدار إلى أن الأشخاص ذوي الشعر الأسود الداكن أو البشرة غير البيضاء هم في الواقع أقل تطورًا من نظرائهم الأشخاص من ذوي الشعر الأشقر أو البشرة البيضاء. ويؤمن النازيون، بما فيهم الزعيم القومي الراحل أدولف هتلر، بنظرية التطور الإلحادية لتشارلز داروين ونظريات كارل لينيوس في تقسيم الناس إلى طبقات بحسب لون بشرتهم وعرقهم. ويؤكد ذلك أبقراط الملقب بأبو الطب، وهو أول مدون لكتب الطب في القرن الثامن قبل الميلاد بقوله: (الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يتصفون بالجُبن والضعف، أما الأشخاص ذوي البشرة البيضاء فإنهم شجعان ويقاتلون ببطولة). كما أكد ذلك فيتروفيو، الكاتب والمهندس الروماني: (إن الأشخاص ذوي الشعر المجهد والبشرة داكنة اللون والعيون السوداء، يملكون كمية ضئيلة من الدم نتيجة تعرضهم للشمس، وهو ما يجعلهم أقل قدرة على المواجهة بشجاعة أثناء الحروب، وذلك على العكس من ذوي البشرة البيضاء وساكني البلدان الباردة والذين يملكون قدرًا أكبر من الدم والشجاعة لحمل السلاح). فعلى سبيل المثال، يمكن ملاحظة في عصرنا الحديث كيف أحتل ثلاثين ألف جندي أمريكي فقط ثاني أكبر عاصمة في البلاد العربية، وهي بغداد، ذات التعداد السكاني الذي يزيد عن خمسة ملايين نسمة سنة 2003م.

وحاولت السويد في وقت سابق تحسين السلالات البشرية في البلاد من خلال المعهد الوطني لعلم تحسين النسل، والذي تأسس في مدينة أوبسالا سنة 1922م، فكانت النتيجة مأساوية، حيث قُتل نحو 70 ألف طفل وامرأة في التجارب الطبية خلال الفترة بين 1922-1976م، ومعظم القتلى كانوا من أصحاب الشعر الأسود الداكن أو البشرة غير البيضاء. ولكن التجارب حينها لم تركز كثيرًا على التطوير، بل ركزت على الاستئصال مثل استئصال الرحم من النساء ذوات الشعر الأسود الداكن أو البشرة غير البيضاء للحيلولة دون إنجابهن الأطفال، فكان الهدف من ذلك تنظيف العِرق الأبيض والقضاء على الأمراض والمعاناة عبر خَلق جيل جديد صحي وبشعر أشقر وبشرة بيضاء طويل العنق والقامة. وهكذا بحسب وجهة نظرهم سيكون المجتمع خالي من التدهور والإنحدار العرقي أو التسمم بالإعراق الآخرى.

وتمكنَ الطبيب السويدي هيرمان برنارد لوندبورغ (1868-1943م) في سنة 1934م من إصدار قانون يسمى بـ”قانون التعقيم”، حيث إستهدفَ المرضى عقليًا وذوي الإصابات التنموية والجسدية والنساء المنحدرات من أسر فقيرة، وقد كانَ عمله في المعهد الوطني لعلم تحسين النسل يجرى على أساس تعسفي إلى حد ما، فأدى إلى مقتل الآلاف من النساء، حتى إلغاء القانون سنة 1976م.

يذكر أن السويديين ينتمون إلى العرق الجرماني، كحال الألمان والدنماركيين والنرويجيين والفنلنديين والايسلنديين، ولذلك تميل بشرتهم إلى اللون الأبيض، وشعرهم إلى اللون الأشقر، كما لا يرتبط العرق الجرماني بود أو تألف مع الأعراق الأخرى كالعرق الخزري الروسي أو العرق الأفرنجي الفرنسي أو العرق الرومي اليوناني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here