صفقة القرن لا طريق لها إلأ الفشل

المبادرة الاميركية لتسوية الصراع الفلسطيني مع الكيان الاسرائيلي او مشروع محاولة تبخير فلسطين على يد الولايات المتحدة والصهيونية “الصفقة” والتي تحوي ما مضمونها إقامة دولة فلسطينية جديدة على أراضي قطاع غزة، والضفة الغربية (باستثناء الأراضي المحتلة التي تضم مستوطنات إسرائيلية قائمة) ، أو ما يعرف بـ “صفقة القرن”، والتي كانت موضع نقاش منذ سنوات عديدة، بدأت بالظهور شيئا فشيئا وهي وصمة عار في جبين الذين يسعون اليها وسط تمسك الشعب الفلسطيني بثوابت لا تشملها الخطة الأميريكية التي تعتمد على الحلول الاقتصادية انما الحوار والعودة الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 وفق القرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام و لا تريد الإقرار لان حل القضية الفلسطينية يجب أن تبدأ بالمسائل السياسية قبل الاقتصادية وهذا واقع بأن الرئيس ترامب يعتقد انه سيعالج كل القضايا الجوهرية بما فيها القدس واللاجئين كما يقول. ولن ترى صفقة القرن النور و تسوية هذا النزاع من دون حوار امر غير ممكن وان اميركا تعيش التخبط وتفتقر للدراية والنظرة الثاقبة في هذه القضية. والكثير من الاخفاقات التي تعيشها في الوقت الحالي بسبب سياسات الرئيس دونالد ترامب المتهورة .كما أن الأمل في الدول العربية “أصبح مفقوداً بشكل تام وخصوصاً ونحن نشهد التواصل العربي مع الإسرائيليين باستمرار ومنهم الانظمة المسوقة للصفقة( السعودية ومصر والبحرين والامارات المتحدة ) اما الاردن “مفروض” عليه للمشاركة في إنقاذ “صفقة القرن”، حسب اعتقاد واشنطن وهو ما ترفضه عمان لان، الصفقة لا تخلو من تداعيات سلبية على التركيبة السكانية للأردن إذا تضمنت تجنيس الفلسطينيين أو “فرض” اتحاد كونفدرالي أو اتخاذ الأردن وطنا بديلا وهناك دول خلف الستار تنتظر النتائج و الذي لا يمكن الوثوق بهم في دعم الشعب الفلسطيني وهم من اوائل المتصالحين مع الاحتلال”، في حين تسعى الإدارة الأمريكية لتهدئة مخاوف الحكومة الاردنية، “على اعتبار أن الصفقة لن تضر بالمملكة، ولن تحولها وطنا بديلا للفلسطينيين، فيما يدير الملك مناورة سياسية بهدف تقليل أضرار الصفقة ببلاده”.

ولاشك ان معركة النفس الطويل التي يخوضها الفلسطينيون في مسيرات العودة التي انطلقت في ظروف غاية الصعوبة وهذا النبض الحي في الشعب الفلسطيني منذ هبة (موسم) النبي موسى في 1919 وحتى الآن خير سلاح بمجابهة الأفكار المطروحة من ترامب بما يُعرف بهذه الصفقة “، وساهمت هذه المسيرات بإعادة الحياة من جديد للقضية الفلسطينية وتكون في مقدمة الأجندة العربية والاسلامية .

أن استمرار بث الإشاعات والتسريبات حول ما يسمى ملامحها التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية، إضافة إلى الاستمرار في محاولة إيجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة هي محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود، لأن العنوان لتحقيق السلام العادل والدائم هو القيادات الفلسطينية التي تؤكد أن أية طروحات تتعلق بالمسيرة السياسية يجب أن تكون على أساس أي خطة سلام لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها كامل القدس الشرقية على حدود عام 1967 سيكون مصيرها الفشل . وما يخص المخططات المسربة سابقا، والخاصة بقطاع غزة، فهي تتطابق مع ما نشرته الصحف الإسرائيلية، حيث قالت بأن مصر ستبني مطارا، ومصانع، ومناطق تجارية وزراعية في سيناء، بهدف تأجيرها إلى دولة فلسطين الجديدة.. في الوقت الذي سيُمنح فيه أهالي غزة أراض قاحلة من شبه جزيرة سيناء المصرية، تضم إسرائيل غور الأردن، الواقع بين بحيرة طبريا، والبحر الميت، على أرض بطول 105 كم وعرض 10 كم، وتعد من أخصب الأراضي الزراعية لارتفاع درجة حرارة الطقس ورطوبة المنطقة. يبدو أن إسرائيل تلقت في مشروعها هذا الدعم من الولايات المتحدة، ومصر، ودول الخليج العربي، التي دست رأسها في الرمال ومن المتوقع أن تكون محاولات لاجبار الفلسطينيين على القبول بهذه المواد أو مواد أخرى شبيهة. والصفقة تعني المساومة على إنسان الأمَّة، وأرضها، ومقدَّساتها، ودينها، ووحدتها ورأيُ الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة هو الرفض والشجب والمواجهة لكل من يرفع صوته مع هذه الصفقة.

وتبقى الشعوب الحرة والمقاومة والمدافعة يرفضون الصفقة ، ويتبرأون ممَّن يعمل على تنفيذها، وتسهيل الطريق أمامها، ويتجاوز إرادتهم وموقفهم المضاد لها. ومعهم شعوب الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة يصرون على الرفض والشجب والمواجهة لكل من يرفع صوته مع هذه الصفقة ، والحكم عليها من الأمّتين لأنها تصفية ظالمة للقضية الفلسطينية، ومؤامرة خطيرة على الأرض والإنسان والمقدّسات، والحاضر والمستقبل. وإنَّ القضيةَ قضيةُ أمّةٍ بكاملها، لا يمتلك الكلمة فيها إلا من يملك تمثيلها بكاملها -في حربها، وصلحها، والشأن العام لها- كما هو الثابت. وصفقة القرن ما هي إلا واحدة من جرائم ومؤامرات من أجل تقوية الكيان الاسرائيلي أمنياً واقتصاديا على حساب الأردن والسلطة الفلسطينية، وصولا لتحقيق سلام اقتصادي دون حل المشاكل الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.هذه هي الواقعة التي ارتكبت في حق القضية الفلسطينية لأحباط الإرادة الإيمانية للأمة ووعي أبنائها وصمودهم وشراسة مقاومتهم، فلن تجد هذه الصفقة إلا الفشل الذريع، ولن تحقق إلا العار والشنار لمن يلهث وراءها وقد كشف تسجيل صوتي مسرب لوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو يعلن فيها ان خطة الرئيس دونالد ترامب فاشلة وغير قابلة للتنفيذ .

ان الامة الاسلامية كلها مستهدفة في هذه الصفقة يراد منها محاولة تمزيق الشعوب كما حصل ضد سوريا وقبلها العراق واليمن وليبيا وفشلت تلك المساعي وجوبهت بمقاومة شعوبها .اذاً ان استنهاض الأمة، والعمل على وحدة شعوبها بكل تياراتها السبيل الاساسي لانهاء هذه الصفقة وافشالها في مهدها وهي بيد الشعوب لا الحكومات المتواطئة والمنبطحة وهذه المرحلة هي مرحلة اختبار ارادتهم الحقيقية ،أمام مرحلة تسوية بل أمام مرحلة تصفية”. لقضايا الامة المهمة والسيطرة على كل مقدراتها .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here