ريما‭ ‬الجفالي‭: ‬ أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬أفضل‭ ‬سائقة‭ ‬في‭ ‬العالم

‏تعيش المرأة السعودية عصرها الذهبي، وتحلِّق بحريةٍ في سماء الإبداع، وتحقق الإنجاز تلو الآخر، سعوديًا وخليجيًا وقاريًا وعالميًا.  ولعل من أكثر المجالات التي برزت فيها السعوديات، المجال الرياضي بمختلف أنواعه، من ذلك رياضة سباق السيارات. ومؤخرًا، خاضت السائقة السعودية ريما الجفالي غمار أحد أكثر سباقات الفورمولا تحديًا في العالم الـفورمولا 4 في بريطانيا على حلبة ابراندز هاتشب في إنجلترا مع فريق ادوبل آر ريسنجب، وسطَّرت اسمها بأحرف من ذهب في هذا النوع من السباقات، كأول سعودية تشارك في السباق.   

تم اختيارها للسباق؛ تتويجًا لما حققته من إنجازات سابقة، فهي أول سعودية تُتوَّج بلقب بطولة لرياضة السيارات، وتحديدًا في كأس «تي آر دي 86» على حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وأثبتت بما لا يدع مجالًا للشك بأن قرار السماح للنساء بممارسة الرياضة في السعودية قد أثمر عن نتائج مذهلة. «سيدتي» التقت البطلة ريما الجفالي؛ احتفاءً بهذا الإنجاز، فكشفت لنا أبرز ما مرّت به قبل وخلال خوض هذا السباق، والشروط التي يجب أن تتوفر في الفتاة لتصبح سائقة «فورمولا»، ورسالتها للمرأة السعودية.

أهداف عدة

بدايةً، كيف تصفين شعورك بتحقيق هذا الإنجاز على حلبة سباق «براندز هاتش» في إنجلترا؟

وضعت لنفسي أهدافًا عدة، والحمد لله، تمكَّنت من تحقيقها، لذا أنا سعيدة جدًا بذلك. انتهيت من السباقات الثلاثة، واستطعت تسجيل بعض النقاط، حيث حصلت على المركز الـ12 في السباق الافتتاحي في 6 إبريل، وفي اليوم الثاني، الذي شهد سباقين، حققت المركز التاسع في السباق الأول، والـ11 في الثاني.

ما رأيك في فريق «دوبل آر ريسنج»؟

فريقٌ رائع، ويكفيني فخرًا أنني شاركت فيه إلى جانب «لويس فوستر، وسيباستيان ألفاريز». الفريق، الذي أسَّسه «كيمي رايكونين»، متسابق فورمولا 1 الشهير، سبق أن فاز ببطولة فورمولا 4 البريطانية عام 2018.

بماذا شعرتِ حينما علمتِ باختياركِ للمشاركة في السباق؟

بالفخر والتحدي والسعادة. اللحظات التي أجلس فيها خلف مقود السيارة تكون أسعد لحظات حياتي.

هل تواصل معكِ أحد من الهيئات الرياضية في السعودية لتهنئتك بالمشاركة في «فورمولا 4» ببريطانيا، أو توفير ما تحتاجين إليه؟

نعم. عملت بشكل وثيق مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، والهيئة العامة للرياضة.

التدريب المستمر

حدِّثينا عن استعدادكِ للحدث العالمي؟

ركزت كثيرًا على التدريب المستمر، والتكيُّف جيدًا مع المقعد الوحيد في سيارة فورمولا 4.

أين تدرَّبتِ؟ وما المدة التي كنت تقضينها يوميًا؟

في المملكة المتحدة، وكنت أقود سيارتي نحو 100 كيلومتر في اليوم، وهذا برنامجي طوال الوقت. معظم الاختبارات تكون قبل بداية الموسم، لذا كنت مشغولة جدًا.

ما أهم التحديات التي واجهتكِ قبل المشاركة في السباق؟

هذا الأمر كان جديدًا عليَّ، لذا كان يجب أن أتكيَّف مع ذلك، خاصةً مع المسار والسيارة وظروف الطقس المتقلِّبة.

أين تقيمين حاليًا؟

أتنقَّل بين المملكة المتحدة والسعودية.

السباقات الدولية

ما الذي يميِّز السباقات في بريطانيا؟

السباقات التي تجرى في المملكة المتحدة من أهم السباقات الدولية، ويشترك فيها أهم السائقين في العالم، ولعل ما يميِّزها عن غيرها تغيُّر الطقس كثيرًا.

ما السيارة التي شاركتِ بها في السباق البريطاني؟

سيارة سباق بمقعد واحد، خاصة بسباقات فورمولا 4 «Mygale M14»، بمحرك F4 Ford EcoBoost.

بماذا تتميز هذه السيارة؟

تصنعها شركة فورد، وتتميز بمحركها EcoBoost فائق الشحن، الذي تم ضبطه وفقًا لأقصى المعايير «160PS» المسموحة من قِبل «FIA»، كذلك من السهل إصلاحه، أما الهيكل فمصمم وفق متطلبات فورمولا 3.

ما رأيكِ في سباق فورمولا E الدرعية، الذي استضافته السعودية عام 2018؟

أعتقد أنه شكَّل فرصة رائعة للسعودية لاستضافة حدث عالمي كبير على هذا المستوى.

القدرة على التكيُّف

ما أهم المهارات والقدرات التي يجب أن تتوافر في متسابق فورمولا 4؟

القدرة الكبيرة على التكيُّف مع مختلف الظروف والأجواء، والمثابرة، والبقاء إيجابيًا، كذلك الثقة في قدراته.

متى بدأتِ ممارسة رياضة سباق السيارات؟

بدأت مهنيًا عام 2018، وتحديدًا قبل ستة أشهر، عندما شاركت في بطولة «TRD 86 Cup».

مَن مثلك الأعلى في هذه الرياضة؟

عدد من أبطال السباق، منهم: «إيرتون سيينا» لشغفه الكبير بالسباق وأسلوبه الرائع في القيادة، و«خوان مانويل فانجيو» لدقته وقوته، و«ميشيل موتون» لشجاعتها وجرأتها.

مَن أبرز السعوديين في رياضة سباق السيارات؟

على سبيل المثال لا الحصر: الأمير عبدالعزيز، الأمير سعود بن تركي الفيصل، فيصل بن لادن، وبندر العيسائي.

بعد هذه المشاركة الناجحة، هل تتوقعين أن تمارس فتيات سعوديات أخريات رياضة السباقات؟

أتمنى أن أرى مزيدًا من الفتيات السعوديات يشاركن في هذه الرياضة. من الأمور العظيمة التي تتعلق برياضة السباقات، أن المرأة والرجل يمكنهما المنافسة ضد بعضهما.

ما أهم المنافسات العالمية التي ستشاركين فيها خلال العام الحالي؟

سأستمر في المشاركة في سباقات فورمولا 4 البريطانية حتى أكتوبر المقبل، وبعدها سأعلن خطوتي المستقبلية.

الثقة بالحدس والقوة

ما رسالتكِ للمرأة السعودية؟

أن تثق في حدسها، وأن تتميز بقوة القلب؛ فلا تخشى من خوض المخاطر، وأن تسعى إلى تحقيق كل ما تحبه. فقط اتَّخذي الخطوة الأولى، فهي الأصعب دائمًا.

هل تمارسين رياضة أخرى؟ وهل تلتزمين بنظام غذائي معين؟

أمارس تدريبات مختلفة، تساعدني في مجالي «رياضة السباقات»، خاصة تلك التي تتعلق بالجزء العلوي من الجسم، أيضًا أمارس السباحة، أما فيما يتعلق بالنظام الغذائي؛ فأنا أتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، لكنني لا أستطيع مقاومة الحلويات، لذا فإن هذا النظام لا يساعد كثيرًا.

ما هواياتكِ الأخرى؟

أحب كرة التنس، والوجود في الماء، ومتابعة كرة القدم.

ما الفريق الذي تشجعينه؟

مانشستر يونايتد.

ما فلسفتك في الحياة؟

أنظر دائمًا إلى الأمام، وأتحدى نفسي كثيرًا. أحيانًا لا تسير الأمور حسبما أريد، لكنَّ الأمر يتعلق بعدم الاستسلام والمضي قُدمًا نحو تحقيق ما أرغب فيه.

أخيرًا، ما أحلامك المستقبلية؟

أتمنى أن أصبح أفضل سائقة في العالم، وأن أنافس على أعلى المستويات في رياضة السباقات.

بطاقة

ريما الجفالي

 العمر: 27 عامًا.

 تركت وظيفتها للخدمات المالية في دبي وتفرغت لرياضة الفورمولا.

 أول سعودية تتوَّج ببطولة في سباقات السيارات، وتحديدًا في كأس «تي آر دي 86» على حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وقد شاركت في الفئة الفضية، وفازت بالمركز الثاني في الجولة الأولى، والمركز الثالث في الجولة الثانية، وبذلك تكون أول سعودية تشارك في أحد سباقات فورمولا 4 في بريطانيا، وتحديدًا على «براندز هاتش» في إنجلترا، مع فريق «دوبل آر ريسنج».

3 سائقات

 ريما الجفالي إحدى ثلاث سائقات من منطقة الخليج العربي يحصلن على رخصة قيادة للسباقات، فقد ظهرت السعودية أسيل الحمد، في سباقات الفورمولا 1 في فرنسا بصورة استعراضية.. وحققت السعودية ريم العبود نجاحًا تاريخيًا العام الماضي كأول وأصغر سيدة سعودية تقود سيارة فورمولا E على حلبة الدرعية بالرياض.

  أكرِّس كل وقتي حاليًا لبطولة فورمولا 4 في بريطانيا التي ستبدأ أكتوبر المقبل وعقب انتهاء البطولة سأعلن خطوتي المستقبلية

 أقطع يوميًا نحو 100 كيلومتر 

قبل أي بطولة

  عندما أجلس خلف مقود القيادة تنتابني حالة من السعادة الغامرة وأكثر ما يلهمني التحدي الذي أخوضه لتحقيق النجاح والفوز في السباقات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here