الصحة العالمية: مليون حالة اصابة جديدة يوميا عن طريق الاتصال الجنسي

قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن اكثر من مليون شخص يصابون يوميا بعدوى الامراض الجنسية، تحديدا الفئات التي تترواح اعمارهم بين 15 و49 عاماً، ودعت الى الصحوة من الغفلة وتمكين الجميع من الوقاية من عدوى هذه الأمراض المنهكة وعلاجها.

ونشرت المنظمة على موقعها الرسمي اليوم (7 حزيران 2019) بيانات تفيد بإصابة الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً بأكثر من مليون حالة جديدة يوميا من حالات عدوى الأمراض المنقولة جنسيا القابلة للشفاء، وهو ما يمثل عددا يزيد على 376 مليون حالة جديدة سنويا للإصابة بأربع أمراض من عدوى هذه الأمراض – ألا وهي الكلاميديا والسيلان وداء المشعرات والزهري.

وقال المدير التنفيذي لإدارة التغطية الصحية الشاملة وصون الصحة طوال العمر في المنظمة الدكتور بيتر سلامة: “إننا نشهد قصوراً في التقدم المحرز في ميدان وقف انتشار عدوى الأمراض المنقولة جنسيا بجميع أنحاء العالم، وهذه دعوة موجهة للصحوة من الغفلة من أجل تنسيق الجهود الرامية إلى ضمان تمكين الجميع من الحصول في كل مكان على ما يلزمهم من خدمات بشأن الوقاية من عدوى هذه الأمراض المنهكة وعلاجها.”

وبحسب البحث الصادر عن منظمة الصحة العالمية فأن عام 2016 شهد الإصابة بحالات جديدة عددها 127 مليون حالة عدوى بالكلاميديا و87 مليون حالة عدوى بالسيلان و6.3 مليون حالة عدوى بالزهري و156 مليون حالة عدوى بداء المشعرات فيما بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً.

وتؤثر عدوى هذه الأمراض المنقولة جنسيا تأثيرا جسيما على صحة البالغين والأطفال بأنحاء العالم كافة. وإن لم تعالج، فإنها يمكن أن تخلف آثارا صحية خطيرة ومزمنة تشمل الإصابة بالأمراض العصبية وأمراض القلب والأوعية الدموية والعقم والحمل خارج الرحم وحالات الإملاص وزيادة خطورة الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري. وترتبط أيضا عدوى هذه الأمراض بارتفاع معدلات الوصم والعنف داخل المنزل.

وتشير التقديرات إلى أن مرض الزهري لوحده أوقع 000 200 وفاة بين صفوف المواليد في عام 2016، مما يجعله واحدا من الأسباب الرئيسية لحصاد أرواح الرضع على مستوى العالم.

ما زالت عدوى الأمراض المنقولة جنسيا تشكل تهديدا مستمرا للصحة ومن الأمراض المتوطنة بالعالم

ولم يطرأ منذ نشر أحدث البيانات في عام 2012  انخفاض كبير سواء على معدلات الإصابة بحالات العدوى الجديدة أم الحالات القائمة حاليا. ويوجد في المتوسط شخص واحد تقريبا من أصل كل 25 شخصا يصاب بحالة واحدة على الأقل من حالات عدوى هذه الأمراض المنقولة جنسيا وفقا لما تبينه أحدث الأرقام، ويصاب البعض من هؤلاء الأشخاص بعدة حالات عدوى منها في الوقت نفسه.

وتنتشر بالدرجة الأولى عدوى هذه الأمراض عن طريق الاتصال الجنسي غير المحمي، بما فيه ممارسة الجنس عبر المهبل والشرج والجنس الفموي. ويمكن أيضا أن تنتقل عدوى بعض هذه الأمراض – بما فيها الكلاميديا والسيلان والزهري – أثناء الحمل والولادة، أو في حالة مرض الزهري، من خلال ملامسة الدم أو منتجاته الحاملة لعدوى المرض وتعاطي المخدرات بواسطة الحقن.

ويمكن الوقاية من عدوى الأمراض المنقولة جنسيا بفضل اتباع الممارسات الجنسية الآمنة، ومنها المواظبة على استعمال الواقي الذكري بشكل صحيح والتثقيف في مجال الصحة الجنسية.

ولا غنى عن إجراء الفحوص والحصول على العلاج بالوقت المناسب وبتكلفة معقولة من أجل تخفيف عبء عدوى هذه الأمراض على الصعيد العالمي، جنبا إلى جنب مع الجهود المبذولة لتشجيع الناشطين جنسيا من الأفراد على إجراء فحوص الكشف عن عدواها. وتوصي المنظمة كذلك بضرورة فحص الحوامل منهجيا لغرض الكشف عمّا إذا كن مصابات بالزهري وبفيروس العوز المناعي البشري كذلك.

ويمكن علاج جميع حالات العدوى البكتيرية للإصابة بهذه الأمراض والشفاء منها بواسطة الأدوية المتاحة لعلاجها على نطاق واسع، على أن علاج الزهري بات أصعب بسبب النقص الذي طرأ مؤخراً على إمدادات دواء البينزاثين بنسلين بالعالم اللازم لعلاجه. كما تشكل الزيادة السريعة الطارئة على مقاومة مضادات الميكروبات لعلاجات السيلان تهديدا صحيا متعاظما، وقد تسفر في نهاية المطاف عن تعذر علاج المرض.

توسيع نطاق إتاحة خدمات الوقاية من عدوى هذه الأمراض وفحوص الكشف عنها وعلاج المصابين بها

تتولى المنظمة إعداد التقديرات المتعلقة بتقييم عبء عدوى الأمراض المنقولة جنسيا في العالم ومساعدة البلدان والشركاء الصحيين على التصدي لها. ويشمل ذلك إجراء البحوث اللازمة لتعزيز الوقاية من عدوى هذه الأمراض وتحسين جودة الرعاية المقدمة للمصابين بها واستحداث وسائل تشخيصها في مراكز الرعاية والعلاجات الجديدة للشفاء منها وتوليد الاستثمارات اللازمة لتطوير اللقاحات المضادة لها.

وأتاحت النساء بيانات عن عدوى هذه الأمراض أكثر من الرجال لغرض إعداد تلك التقديرات العالمية، وما فتأت البيانات المتعلقة بمعدلات انتشار عدواها بين صفوف الرجال قليلة على مستوى العالم. وتواصل المنظمة سعيها إلى تحسين ترصد عدوى هذه الأمراض على الصعيدين الوطني والعالمي ضماناً لتوفير معلومات موثوقة عن نطاق عبئها في جميع أنحاء العالم.

وتقوم هذه البيانات التي ورد ذكرها في نشرة المنظمة الصادرة ضمن فئة “الوثائق المنشورة إلكترونيا في نسخ أولية” مقام البيانات الأساسية اللازمة لرصد التقدم المحرز على أساس الاستراتيجية العالمية الصادرة عن قطاع الصحة بشأن مكافحة عدوى الأمراض المنقولة جنسيا، 2016-2021، التي اقترحت، بعد أن اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في أيار/ مايو 2016، إحداث زيادة سريعة في تنفيذ التدخلات وإيتاء الخدمات المسندة بالبينات بشأن إنهاء عدوى هذه الأمراض بحلول عام 2030، لأنها من مشاكل الصحة العمومية التي تثير القلق.

معلومات عن عدوى الأمراض الأربعة المنقولة جنسيا

داء المشعرات هو من عدوى الأمراض المنقولة جنسياً الأكثر شيوعا والقابل للشفاء في العالم، ويسبب عدواه طفيلي أثناء ممارسة الجماع، أمّا الكلاميديا والزهري والسيلان فهي من حالات العدوى البكتيرية.

يمكن أن تشمل أعراض الإصابة بعدوى الأمراض المنقولة جنسياً إصابة الأعضاء التناسلية بالآفات وإفرازات الإحليل أو المهبل والشعور بالألم عند التبول وتعرض المرأة للنزيف في الفترة الواقعة بين دورتيها الشهريتين، بيد أن معظم حالات الإصابة بعدوى هذه الأمراض غير مصحوبة بأعراض، ما يعني أن الفرد قد لا يعرف أنه مصاب بعدواها قبل إجراء فحص الكشف عنها.

الكلاميديا والسيلان من الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض التهاب الحوض والعقم عند النساء. ويمكن أن يسفر الزهري في مراحله الأخيرة عن الإصابة بأمراض خطيرة من أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض العصبية، علماً بأن جميع الأمراض الأربعة تزيد من خطورة الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري ونقله إلى الآخرين.

يمكن أن يخلف انتقال هذه الأمراض أثناء الحمل عواقب وخيمة على الرضع، بما يشمل تعرضهم لحالات الإملاص والوفاة وانخفاض الوزن عند الولادة والابتسار والإصاب بالإنتان والعمى والالتهاب الرئوي والتشوهات الخلقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here