أبو والله ما أدري ما يكَعد راحة وهو يعتلي ” المنبر ” مجددا !! ..

بقلم مهدي قاسم

برز عديد من رجال دولة في
بلدان أوروبية و أسيوية عديدة ، حيث اتسم نشاطهم السياسي و مسؤوليتهم الحكومية بإنجازات كبيرة تاريخية عظيمة ــ و الأسماء هنا طويلة جدا ــ ولكن ما أن انتهت صلاحية و مدة انتدابهم حتى اختفوا عن المسرح السياسي دفعة واحدة و إلى الأبد ، ليعيشوا حياة مواطنين ” عاديين”
بعيدا أن سوق الهرج والمرج السياسيين و عن الأضواء عموما ، أي على عكس تماما من ساسة و ” قادة” كاريكاتوريين عراقيين الذين قذفهم الطوفان العراقي الخابط إلى السطح ــ ما بعد مرحلة السقوط ــ و الذين لا زالوا يصرّون على البقاء في وسط المسرح السياسي ، بالرغم موجات
النفور و القرف و الاحتقار و النبذ التي يوجهها الشارع العراقي قاطبة نحوهم ، وحيث تتزايد وتيرة و نسبة هذا النفور و الاحتقار و النبذ والقرف يوما بعد يوم كلما كثرت معاناة العراقيين و عذاباتهم اليومية فقرا و خدمات رديئة ..

ومن ضمن هؤلاء الساسة المنبوذين
الدكتور أياد علاوي الذي قرر ” إعتلاء ” كتف ما يسمى ” المنبر العراقي ” ليعب و يضخ أوكسجين السياسة من خلاله بهدف الحفاظ على وجوده السياسي المجوف ــ و المنتهية صلاحيته ــ ليبقى فترة أطول في وسط الأضواء السياسية والتزاحم و التدافع من أجل تقسيم المناصب و المغانم
، سيما بعدما تعرضت حركته السابقة لشبه انقراض بطيء ، ناسيا أو متناسيا ــ أي دكتورنا السياسي المخضرم و قائدنا المعظم !!ــ أنه كان و لازال أحد الأقطاب المخربين و المدّمرين للعراق تفكيكا و إهمالا و إفسادا قل نظيره في العالم، ابتداء من مجلس الحكم البريمي و حتى
الآن ، ممن ساهم في ترسيخ نظام المحاصصة الطائفية والفئوية الطفيلية في العراق ، جنبا إلى جنب مع نشر مظاهر الفساد و بيع وشراء المناصب والمواقع و المقاعد النيابية و تجاهل عمليات البناء و الإعمار و التحديث و التطوير، إذ وما كان إصرار أياد علاوي على تولي منصب نائب
رئيس الجمهورية الثالث إلا دليلا على هذا الدور المحاصصتي و التخريبي الذي كلف خزينة الدولة عشرات مليارات دنانير و التي من خلالها ، كان من الممكن إعالة مئات عائلات فقيرة ومعدمة تقتات على الزبالة و التسول *..

ورغم ذلك فلا زال أياد علاوي
يتشدق بمفردات و مصطلحات وطنية رنانة و طنانة لا تخدع إلا السذج لتكون عباءة لصائدين في مياه عكرة !! :

ــ فهل حقا إن رجلا وطنيا
قحا و صادقا و أصيلا يتصرف هكذا مستّخفا بقيم وطنية ، وهو يشارك و منذ البداية الإسلاميين من ذوي ولاء اجنبي في تخريب البلد و دفعه إلى حافة هاوية من فقر و فساد و تخندق طائفي وتفكيك وتمزيق النسيج الوطني ، و في الوقت نفسه يهدر أموال الشعب بالمليارات على مناصب
ومواقع لا لشيء سوى أن يكون ” شجرة التوت بالبستان هيبة ” في الوقت الذي تصبح لقمة الخبز حسرة على كثير من أطفال عراقيين ” ؟!..

ولكن المذهل من كل هذا هو
انعدام الشعور و الإحساس بالخجل و الحياء عند هؤلاء ــ بتواز مع التظاهر و التصرف ــ بكل راحة ضمير متحجر ــ و كأنهم قد نقلوا العراق من حقبة الظلام والتخلف و الجهل والفقر إلى مرحلة تنوير و تحديث و تطوير و رفاهية و من ازدهار اقتصادي و تمدن و تطور حضاري و تقني
عال وراق !!..

ولا ينقصهم إلا الشكر و الثناء
والتعظيم لهم من قبل الشعب العراقي !!..

بينما لو كان كل شيء في العراق
سليما وصحيحا وقائما على مؤسسات القانون و الدستور والكل مسؤول أمام القانون ، و خاصة أمام نتائج أعماله و سلوكه ، لكان قد جرت عمليات محاسبتهم ومساءلتهم ــ نقصد الطغمة الفاسدة في المنطقة الخضراء سابقا و حاضرا و جميعا وبلا أي استثناء ــ و من ثم إدانتهم قضائيا
وحبسهم حبسا شديدا في زنازين ضيقة و شبه معتمة وعلى رأسهم نوري المالكي و أياد علاوي واليعقوبي و الحكيم والهمام والعلاق و ساسة متنفذين وفاسدين عديدين من المناطق الغربية وما أكثرهم !، وكل ما نخشاه هو أن ينفق هؤلاء لينتقلوا إلى قمامة التاريخ واحدا بعد آخر قبل
أن تجري محاسبتهم ومعاقبتهم على جرائمهم السياسية الكارثية بحق العراق شعبا و أرضا ..

هامش ذات صلة :

*(الدكتور
اياد علاوي يعلن انبثاق المنبر العراقي في محافظة بابل نقلا عن صوت العراق ) .

**رابط فيديو عن عائلات عراقية تتسول في منتصف الليل وربط ذلك بعشرات
المليارات( التي كان قبضها أياد علاوي كنائب لرئيس الجمهورية ــ راتبا ومخصصات ونفقات مكتبه طيلة السنوات الأربع الماضية ) و كيف أن المليارات الطائلة هذه كانت ستُعيَّش هذه العائلات المعدمة لفترة طويلة ، لو كانت العدالة موجودة و سائدة في العراق بالتمام و الكمال

#شاهد #الكارثة في #المثنى مئات العائلات بدون إفطار في رمضان وأطفالهم مصابين بسوء التغذية … الله اكبر هذا مو بلد الخيرات !

Geplaatst door Samer Helin op Zondag 19 mei 2019

هذه وصمة عار في جبين كل سياسي عراقي

Geplaatst door ‎محمد صالح العكيلي‎ op Zaterdag 15 juni 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here