عندما تدخل بغداد وتفكر في زيارة معابد اليهود، وهي إحدى أهم معالم وآثار العاصمة، لن تجد سوى معبداً واحداً مغلقاً ومهملاً من أصل 33 معبد!.
أغلب تلك المعابد تحولت إلى هياكل مهجورة أو محال تجارية أو مساجد!.. حتى المقابر اليهودية لم تنجُ من المصادرة وتغيير المعالم، اذ تم بناء مدرسة على إحدى هذه المقابر في بغداد، ليختفي بذلك أحد أهم آثار ومعالم مكون أصيل من مكونات المجتمع العراقي وهم اليهود، والذين يعود تاريخ تواجدهم في العراق إلى نحو 4000 عام من الآن.
أما المزارات اليهودية، فأغلبها تحولت إلى مساجد أو تعرضت إلى الإهمال والتهميش، وبحسب موقع (نقاش) البريطاني، فإنه يوجد في العراق خمسة مزارات دينية لليهود، وهي مرقد النبي ناحوم في القوش شمال نينوى، وقبر عزرا أو العزير بين مدينتي القرنة والعمارة جنوب العراق، ومدفن النبي حزقيال (على الأرجح النبي ذو الكفل في الثقافة الإسلامية) بين مدينتي الحلة والنجف، ومرقد يوشع كوهين بجانب الكرخ في بغداد، ومرقد الشيخ إسحق الغاووني بجانب الرصافة في بغداد.
ونقل تقرير مجلة (الأخبار اليهودية) الناطقة بالفرنسية عن أحد قادة مركز البابلي للتراث اليهودي، زفي يهودا، قوله: «لدينا 33 معبدًا يهوديًا في بغداد، لم يبق سوى معبد واحد، وهو مغلق دائماً تقريبًا، ومقبرة دمرت في عام 1958 ماتزال موجودة حسب شهود العيان».
وأضاف يهودا، أن «المقابر والمعابد الأخرى تم استبدالها بمباني مختلفة، منها بناء مدرسة مباشرة على قبور يهودية»، لافتاً إلى أن أشهر القبور قبر النبي حزقيال، والذي بني في محيطه مسجد ضخم ومعبد اليهود مجاور له، «حيث لم يعد بالإمكان الذهاب إليه لأنه يحتاج عبور المسجد، وهذا مستحيل».
وتابع «هذا الوضع أكثر فظاعة، لأنه حتى في عهد النظام السابق، لم يمس المعبد»، مضيفاً «بعد عام2003 فكرت السلطات العراقية في الحفاظ عليه لجذب السياح اليهود، لكنهم وافقوا أخيراً لمطالب الوقف وسمحوا ببناء المسجد».
وظلت المعابد صامدة حتى بعد هجرة اليهود قبل نحو 6 عقود من الآن، إلا أن تلك الآثار انتهت بالإهمال والأعمال التخريبية والمصادرة من قبل مؤسسات الدولة، لتختفي وكأنها لم تكن على الإطلاق.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط