أمن إقلیم کوردستان والحكومة الجديدة

عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي [email protected]

19 /6/2019

على الرغم من التأخیر المتعمد و باسالیب ملتویة بین الاجتماعات المتکررة و المملة و الرجوع عن ما تم الاتفاق علیە، الا ان عمیلة تشکیل حکومة اقلیم کوردستان بدأت خطواتها العملیة بانتخاب السید (نیچیرڤان بارزانى) رئیسا للاقلیم و السید (مسرور بارزانى) مکلفا بتشکیل الحکومة ، حیث بدأ بجولة للاجتماعات مع الاطراف السیاسیة التى سبقت ان اتفقت على المشارکة فى الحکومة القادمة مما یشير الى ان الخروج من هذە الازمة التى طالت امدها بدأت تلوح فى الافق .

مما لا شك فیە ان کل کابینة وزاریة تضع لها برنامجا خاصا فى سبیل خدمة المواطن و یکون الاهنمام ببعض الجوانب و الامور اکثر من غیرها ، و لذا فانها ترسم سلما لأولویات عملها حیث تبدأ بالاهم ثم المهم .

احدى الوظائف الرئیسة لایة حکومة هى تأمین الامن العام بالاضافة الى السکينة العامة و الصحة العامة وفق القوانین و الانظمة فالامن تأتى على رأس جدول اهتماماتها لارتباط الجوانب الاخرى بە ، فانعدام الامن تعنى عدم القدرة على تأمین السکينة العامة و تتبعثر جهود تقدیم الخدمات الاخرى ، لذا فان تأمین الامن و الاطمئنان تمثل الاطار العام لجمیع الاعمال الحکومیة بکافة وزاراتها و تشکیلاتها .

ان وجود هذا الکم من السفارات و القنصلیات و الممثلیات للدول و المنظمات فى الاقلیم و الاعداد الغفیرة من المهاجرین و النازحین ناهیک عن السیاح الذین یأتون من کل صوب الى الاقلیم و الشرکات الاستثمارية العاملة ، دلائل على الاستقرار و الحیاة الامنة فیە ، و انها نتاج الجهود الحثیثة و عرق جبین الآلف من الجنود المجهولین الذین یعملون لیل نهار ، و انهم عیون ساهرة تراقب و تتابع کل من مسؤل لە نفسە ان يعکر صفوة الحیاة فى الاقلیم ، لیضربە بید من حدید و ینال جزاءە العادل طبعا ، و بکل اخلاص تعاون المواطنین معهم و شعورهم بالمسؤولیة ، و کان للسید (مسرور بارزانى) دورا

ممیزا فى هذا الجانب لانه کان مستشارا لمجلس امن الاقلیم فى الفترة السابقة .

ان استقراءً سریعاً للاحداث الدولیة و الاقلیمیة و العراقیة ، تشیر الى ان المنطقة مقبلة على المزید من التغییرات سواء فى الانظمة الحاکمة او الحدود المرسومة او الوجوه و الاسماء و یوماً بعد اخر تزداد حدة التوتر و لهجة التهدید نحو التصعید ، و تتجمع الاسلحة المدمرة و هى على ما یبدو ستکون منطقتنا ساحة صراع مثلما کانت سابقا.

اذاً المرحلة القادمة تتطلب المزید من الجهود و تکثیف المساعى و الاهتمام اکثر بالاجهزة الامنیة فى الاقلیم لتقوم بدورها على ادق و اتم شکل فان مسؤولیة الحکومة القادمة تکون صعبة و کبیرة لان النیران تلتهب و الارهاب تفتک و الجرائم تنشر وتلف حول الاقلیم ، لذا و من اجل ضمان استمرارالامن فى الاقلیم للفترە القادمة تقترح على السید رئیس الحکومة المکلف المشاریع التالیة : ــ

1 ــ تأسیس مجلس الامن القومى فى الاقلیم یشترك فیە جمیع القوى السیاسیة و الوزارات أسوةً بالدول والدستور العراقي والقوانين المعنية منح الاقليم مهمة تأمين أمنه .

2 ــ تفعیل دور اللجان الامینة فى المحافظات و الاقضیة و النواحى لتقوم بدورها المنشود حسب القوانين الصادرة .

3 ــ الاهتمام بالاجهزة الامنیة فى الاقلیم و توفیر المستلزمات اللازمة لهم للقیام و الاستمرار فى عملهم .

4 ــ عقد مؤتمر امنى لتدارس الوضع الامنى و تحدید مصادر التهدید الموجهة الى الأقليم .

5 ــ زیادة التعاون الدولى في المجال الامنى و تشکیل هیئة علیا بهذا الخصوص لتبادل المعلومات و المجرمین و المطلوبین .

وفي سبيل خدمة أمن أقليم كوردستان فلدينا (مشروع تأسيس مجل امن اقليم كوردستان ومشروع تفعيل اللجان الامنية في المحافظات والاقضية والنواحي) مستعد لتقديمها الى الجهات المعنية إذا لزم الأمر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here