قصة قصيرة، لقد قلتُ

لقدْ قُلتُ…. سيدتان ورجل، مها، زينب وإبراهيم، جمعهم الفيسبوك دون سابق معرفة، وبمرور الزمن تحولت صداقة الفيسبوك السطحية إلى صداقة حقيقية راقية، كأنهم تعارفوا قبل الف عام. كلٌ منهم يعيش في طرف من أطراف الكرة الارضية. الغريب أن لا أحد من الثلاثة يتذكر كيف تم التعارف، أو من بادر بطلب الصداقة. مها وزينب إعتادتا، وكلٌ منهما على حدة وبطريقتها الخاصة، أن تقول له إحداهما: إن مت يا إبراهيم سأقتلك، انت لست هنا لتموت، بل لتحيا. وتقول له الأخرى: إن مت سأدفنك حياً. إختفى إبراهيم عن الفيسبوك دون سابق إنذار، وهو الحاضر كل يوم، هاتفه مغلق، واستمر اختفاؤه عشرة أيام. لم تعرفا له صديقاً او فرداً من العائلة للإستفسار عنه، وحتى لوعرفن، فمن الصعب السؤال عنه، فقد يسبب ذلك إحراجاً مع عائلته وهذا ما لا ترغبان به. ثم ظهر إبراهيم حياً يرزق، ولم يذكر سبباً لإختفائه ، اشتد العتاب والشجار بينهم على الخاص، وصلت إلى تهديد كاذب بإلغاء الصداقة ، .حتى حضر قاضي الفيسبوك ليبُت في الامر.

في قاعة المحكمة الافتراضية.. القاضي: لماذا تجلس يا إبراهيم على نفس الجهة مع الخصم؟ عليك ان تجلس في الجهة الأخرى.

على ألمدعي الوقوف على يميني وعلى ألمدعى عليه أن يقف على يساري. إبراهيم: سيدي القاضي، انا جلست بالقرب منهما. القاضي : اجلس على يساري يا إبراهيم في الطرف الثاني . ابراهيم : سيدي القاضي نحن لسنا طرفين، وإنما طرفٌ واحدٌ . القاضي : حسنا”، رد موفق. لم اختفيت يا إبراهيم دون مبرر او إعلام ؟ إبراهيم : آسف واعتذر. القاضي:انت يازينب هل هددته بالقتل ان مات؟ زينب: نعم سيدي القاضي، وسأفعلها ان فعل. القاضي: مارأيك يا مها، هل هددت بدفنه حياً ان مات؟ مها: نعم ، مرارا”. في كل مرة يغيب فيها طويلاً. القاضي متمتماً مع نفسه : ريا وسكينه ! أم خبلتان؟ القاضي: كيف تعرفت عليهما يا ابراهيم؟ ابراهيم: لا أتذكر سيدي. القاضي : انت يازينب كونك شاعرة معروفة ، فمن الطبيعي ان يكون ابراهيم ضمن متابعيك، خاصة أنه مهتم بالأدب أيضا. وانت يا مها، كيف تعرفت على ابراهيم؟

مها: لا اتذكر سيدي. القاضي: كيف لا تتذكرين، الواضح من صفحتك ان الأصدقاء عددهم محدود، انت انتقائية على مايبدو، كيف لا تتذكرين كيف تعارفتما؟ مها: لا اتذكر سيدي. القاضي: زينب هل لديك أقوالا” أخرى؟ زينب: نعم سيدي ، كتبتُ عنه قصيدة عتاب، وسأنشرها قريباً، وبلا رحمة. القاضي: يبدو أن ّ لدينا لقاء آخر قريباً. وأنت يا مها هل لديك أقوالا”أخرى؟ مها: لقدْ قُلتُ ما أردتُ قوله. ونطق القاضي بالحكم… حكمت محكمتنا الافتراضية، على كل من زينب ومها، بالموت…بُعداً. هنا صرخ إبراهيم ملتفتاً إليهما قائلاً: سنَستأنف ….. وفاء محمد علي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here