جدلية الحب والخوف

منتظر الزيدي
الحب وليس الخوف هو من يجعلنا متوازنين في حياتنا ونعمل الصالح ونبدع في الأداء ..
الخوف يجعلنا نطبق كل شيء لكن مكرهين عليه، وما ان يزول عامل الخوف حتى تجد الامور انقلبت على عقبيها.ان ما يجعل الانسان سوياً، ليس الخوف مع عقوبة الحبيب بل الخشية من زعله… وثم فقدانه.
الذي يجعل الحياة اكثر سعادة وأكثر سهولة وأكثر تنظيما هو الحب ، الخوف يجعلنا اكثر انضباطاً لكن اقل ولاءً .
هل شاهدتم معدلات الجريمة والنهب التي حلت ببلادٍ ما بعد احتلال او كارثة طبيعية؟؟ ولماذا تفقد القيم حال ابتعاد الرقابة الصارمة؟ لاننا وببساطة تعلمنا مبدأ العقاب قبل الثواب، الخوف قبل الحب واذا زال المسبب زالت العقبة . اتسائل في كثير من الأحيان : لماذا تختلف اخلاق سائق السيارة عن الراجل في معظم الأحيان؟ فتجده لا يعطي المجال لشخص يقطع الطريق او سيارة مارة بجانبه، ناهيك عن معزوفة السباب والشتائم التي اختبرها معظمنا.ووجدت السبب -حسب اعتقادي-في ما أنف ذكره .فاننا حين نغلق باب السيارة نكون في مقصورتنا المنعزلة عن الجمع .ولاؤنا للمجموعة وقاعدة السلوك تتبخر . لاننا في مأمن من الاخرين ونعتبر مجرد عجلات من حديد وزجاج ، وما ان تركن العجلة تعود بقدرة قادر الى ذلك الانسان الذي يحافظ على منظره بين الناس وينتظرهم يمروا قبله بكل محبة وهدوء ..
بعد الحرب العالمية الثانية وتحطيم ألمانيا وعاصمتها برلين
عجزت الكاميرات عن التقاط صورة لألماني وهو يسرق من بلاده رغم الرعب الذي كان قد سببه لهم هتلر، لكن حب ألمانيا كان راسخا ومتجذرا، اما الخوف فكان مرحلة زمنية . الحب ليس بحاجة الى رقيب على العكس من الخوف. اننا بحاجة الى ترسيخ الحب في كل شي الوطن الاسرة العمل ..الخ وحينها لن نكون بحاجة لهذا الكم الهائل من الشرطة والقضاة وكاميرات المراقبة.
منتظر الزيدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here