إحدى عشرة قرية توقّع وثيقة قناديل للعيش المشترك والمصالحة الوطنية في قضاء الحمدانية

متابعة وتصوير – جميل الجميل

ضمن مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى أقامت منظمة جسر إلى “UPP الإيطالية” إجتماعا ومأدبة ونشاطاً لأوّل مرّة يحصل في هذه القرى التابعة لناحية النمرود – قضاء الحمدانية في محافظة نينوى بين المسلمين الشبك والعرب والتركمان وبحضور الكاكائيين والإيزيديين والمسيحيين عصر هذا اليوم المصادف 27 حزيران 2019 في قرية تلّ حميد.

بدأت الإحتفالية بإستقبال الضيوف من القرى المستضافة في مضيف الشيخ حازم علي السعدون في قرية تل حميد ، وبعد ذلك بدأ البرنامح بالكلمة الترحيبية التي قرأها منسّق الحمدانية لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى الفنّان وسام نوح حيث رحّب بالحاضرين بأسمى رايات المحبّة والسلام، ومن ثم الوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح شهداء العراق مع عزف للنشيد الوطني العراقي ، وبعد ذلك كلمة مديرة مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى “ئالا رفيق” حيث أشارت إلى دور المنظمة في تعزيز السلام والتعافي للمجتمعات التي تأثرت بالنزاعات الطويلة والحروب وآخرها حرب داعش وعن دور المنظمة في تعزيز السلم المجتمعي وتقديم الدعم اللامحدود للمجتمع العراقي في تعزيز المجتمع المدني في كافة محافظات العراق والترويج لثقافة التنوع وقبول الآخر، وبعد ذلك ، ومن ثمّ كلمة قائممقامية قضاء الحمدانية التي قرأها وسام نوح نيابة عن قائممقام قضاء الحمدانية عصام دعبول وأشار فيها إلى أنّ الكل مشمول في الإعمار والبناء وبناء الإنسان والمحبّة أهمّ من كلّ شيء بالإضافة إلى أنّ تعزيز التعايش أصبح من الامور المهمة في محافظة نينوى بعد الحرب الاخيرة على داعش ومن دواعي سرور القائممقامية والمحافظة بهذا اللقاء المثمر الذي يحصل لأوّل مرّة في هذه القرى لتعزيز المصالحة الوطنية وتسليط الضوء على هذه القرى أيضا ، ومن ثمّ كلمة لمدير ناحية النمرود وكلمة أخرى لمجلس ناحية النمرود وكلمة للقوّات الامنية في هذه القرى ومن ثمّ وقّع الشيوخ أدناه وبحسب الأسماء وثيقة قناديل للمصالحة الوطنية والعيش المشترك :

– حازم علي سعدون ممثّلا عن قرية تل حميد

– عبد السلام محمد برهو ممثّلا عن قرية شنّف

– عدنان خليل مجيد ممثّلا عن قرية خرابة سلطان

– محمود الفرحان الحياني ممثّلا عن قرية أبزخ

– أمجد مصطفى حمزة ممثّلا عن قرية اسطيح

– جاسم سعدون تمّو ممثّلا عن قرية كبرلي

– كهلان موفق الحاصود ممثّلا عن قرية الحاصودية

– فاضل عادل أحمد ممثّلا عن قرية قرقشة

– فتحي أحمد خضير ممثّلا عن قرية عمر مندان

– محمود يونس حيدر ممثّلا عن قرية قريطاغ

– صدّام كامل ترف ممثّلا عن قرية كنهش

– رائد ميخائيل شابا الممثّل القطري لمنظمة جسر إلى “UPP الإيطالية”

– ئالا رفيق مديرة مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى

– وسام نوح بطرس منسّق مركز الحمدانية لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى

حيث نصّ الميثاق على ما يلي :

وثيقة قناديل

منذُ فجرِ أولى الحضاراتِ كانَ العراق. وعلى ضفافِ دجلةَ والفراتَ وُلدتْ مدنٌ. ومعها وُلدَ العراقيُّ، ابنُ الحضارةِ والتاريخ، وعلى أرضِ بلادِ النهرينِ عاشَ العراقيون بفسيفسائهم الجميلِ المتناغمِ مئاتٍ من السنينَ كحقلٍ نمتْ وازهرتْ فيه أجملُ ما ابصرتْهُ البشريةْ. من أجل هذا، نحن اهالي قرى كبرلي, خرابة سلطان, قرقشة, قريطاغ, شنف, كنهش, عمر مندان, ابزخ, اسطيح, الحاصودية, من المكونِ العربي والتركماني والشبكي والكاكائي زحَفْنا الى قريةِ تل حميد في السابع والعشرون من شهر حزيران من العام الفين وتسعة عشر لنمحوَ آثارَ الجرادِ الأسود الذي اجتاحنا بلباس الإسلام في التاسع من شهرِ حزيرانَ من العامِ ألفينِ واربعةَ عشر. وعلى مائدةِ المحبة اجتمعْنا وتقاسمْنا الزادَ والملح, وتبادلْنا رسائلَ المحبة. وأعلنّا أننا اخوةٌ في السراءِ والضراء, وتعهدْنا امامَ اللهِ والتاريخِ على أنْ نتقاسمَ الحياةَ على أرضنا في سهلِنا المتنوعِ بشرف, وأننا في خط شروع واحدٍ نبدأ خطوتنا الواثقة على ما تعهدْنا عليه, ونقسم بأشرف ما لدينا أنْ لا عودةَ الى مآسي الماضي وويلاته. وأنْ نصونَ حقَّ الجيرة التي بيننا, وأنْ نبقي جسور المحبة ممدودةً بيننا، مضاءة، مفروشة بالزهور، مُعبدة، ما دامت أنفاسُنا في صدورِنا. ونوصي بهذا من بعدنا شبابَنا وفلذاتِ أكبادِنا ، نوصيهم أنْ ينهجوا النهجَ نفسه وأنْ لا يُدنسوا ميثاقَنا هذا حفاظا على وحدتنا وكرامتنا ومنهج أبائنا وأجدادنا. وعليه وقعنا نحنُ كممثلين عن قرانا. بحضورِ وشهادةِ راعي هذا التجمع ( منظمة upp / برنامج مد الجسور بين مجتمعات نينوى/ مركز قره قوش ). وحشد غفير من السادة المسؤولين بالدولة ورجال الدين والشيوخ والوجهاء والخيرين من أبناء بلدنا العزيز.

ومن الله التوفيق

قال الشيخ حازم علي السعدون ” إنّها مناسبة عظيمة في هذا اليوم أن تنعقد هذه الوليمة الكبيرة في مضيفي وأن تأتي إحدى عشرة قرية لتوقّع ميثاق المصالحة والعيش المشترك ، وإنّها المرّة الاولى التي تحصل مثل هكذا مبادرات في قرانا بعد مرحلة داعش، ويجب علينا جميعنا كعراقيين أن نعزّز المحبّة والسلام بين مكونات العراق وأن نعيش بفرح وسعادة وننسى الماضي “.

وأكّد مواطنون وشيوخ عشائر ” إنّ هذا النشاط الذي حصل اليوم قد أعاد محبّة تعود لمئات السنوات بين العراقيين وأثبتنا اليوم أمام الجميع بأنّنا إخوة ونحبّ بعضنا البعض وإجتمعنا على هذه المائدة المباركة لنقول نعم للعراق ونعم للإنسانية ونعم للسلام ويتحتّم علينا اليوم أن نعزّز دورنا في محافظة نينوى لبنائها وتخفيف العبئ الذي أصاب جسدها ونعيد الآواصر الإجتماعية بين كافة مكونات نينوى”.

وصرّح المستشار الإعلامي لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى ” بأنّ المجتمع المدني لأوّل مرّة يدخل إلى هذه القرى ، وانّ هذه المبادرة جاءت لتعزيز العلاقات مرّة أخرى بين هذه القرى وإعادة التلاحم والتشابك بين هذه المكونات التي عانت من الحرب الأخيرة، وأنّ الوثيقة التي وقّعها الممثّلون عن إحدى عشرة قرية ستوضع في مضيف كلّ شيخ وتبقى رمزا تاريخيا يربط هذه المكونات للمحافظة على الثقة والسلام والعيش الكريم وبناء نينوى وقضاء الحمدانية بالمحّبة والسلام”.

جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بمرحلته الثانية قد شمل جانبين : الجانب الأول هو إعادة بناء وتأهيل مجموعة من المدارس في محافظة نينوى وبناء قدرات الكادر التربوي وإقامة فعّاليات تعزز السلام مع الطلبة، والقسم الثاني بدأ ببناء قدرات نشطاء المجتمع المدني في مواضيع عديدة وتنمية قدراتهم ليكونوا وكلاء السلام في مدنهم ومانعي الصراعات ، وشمل عدّة أنشطة وفعاليات وحملات والعمل مع الإذاعات لبث برامج السلام ، والمشروع ممّول من الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here