نحو فكر سياسي جديد .. الجاسوس الشريف

خضير طاهر
في أغلب الأحيان العموميات والمطلقات والأحكام الجاهزة ليست صحيحة وبعيدة عن الواقع ، والمطلوب التعامل من زاوية نسبية والنظر الى كل فكرة وحالة على حدا بما هي عليه دون تحميلها الأحكام المسبقة .
على سبيل المثال : ليس جميع حالات الجاسوسية عمل شرير وخيانة .. بل توجد حالة تجسس لغايات شريفة ونبيلة لخدمة مصالح البشر والسلام ومحاربة الشر .
من بين نماذج الجاسوسية الشريفة قصة العقيد في جهاز الإستخبارات الروسي أوليغ بنكوفسكي الذي بادر هو إبتداءا من عام 1960 للإتصالات بأميركا ثم بريطانيا بدافع حب السلام وكراهية الظم والإضطهاد والمخططات العدوانية نحو دول العالم الذي مارسها النظام الشيوعي في الإتحاد السوفيتي سابقا .
لقد ساهم ذلك الجاسوس النبيل في الكشف عن ترسانة الأسلحة النووية لدى الإتحاد السوفيتي ، وكان له دورا كبيرا في فضح عملية زرع صواريخ نووية روسية في كوبا ضد الولايات المتحدة الأميركية .
ان التعامل مع الدول الديمقراطية المتحضرة مثل : أميركا وأروبا الغربية لايعتبر عملا تجسسيا سلبيا ، بل على العكس العمل لصالح هذه الدول هو عمل شريف من أجل السلام ومحاربة الشر واللإرهاب والحفاظ على حياة البشر ومنجزات الحضارة .
بينما حدث العكس حيث شهد العالم خيانة العديد من الشيوعيين لبلدانهم وتجسسوا لصالح النظام الشمولي الدكتاتوري في موسكو وعززوا سلطة القمع والبطش ، وكذلك ما يجري الآن من تجسس وعمالة لصالح نظام الملالي الظلامي في إيران حيث نشاهد الجواسيس بشكل جماعي في العراق ولبنان واليمن لدعم هذا النظام الوحشي .
فائق الإحترام والسلام الى روح العقيد الروسي أوليغ بنكوفسكي شهيد السلام وحب الخير والحضارة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here