ستار شدة ورد ..نصف قرن تنث عطر الشهادة

ماجد زيدان

في العادة يؤبن الشهداء في يوم رمزي لجميعهم ، اما ان يكون وطنيا او خاصا للجهة التي ينتمون اليها وجادوا بانفسهم تحت لوائها لكثرة اعدادهم وتوزعهم على كل فئات شعبنا وطبقاته واديانه وطوائفه .

آل الحيدر وبعض اخر استثنوا شهدائهم مما درج عليه ، رغم انه من طينة كل رفاقه وابناء شعبنا يدعون انهم جبلوا منها ، عرفوا بالايثار والتضحية لاجل هدف لايزال مطمح ليس لهم فحسب ،وانما للبشرية ، للانسانية وهو مكمن القوة والصلابة ازاء الجلاد والضعف الجسدي البشري انه “وطن حر وشعب سعيد “. ربما يقيم آل الحيدر تابينهم هذا لمناسبة الذكرى الخمسين لشهيدهم ، و شهيدنا ستار خضيرلهم اسبابهم لفداحة الخسارة وعظم المصاب ولانعاش ذاكرة وطن وحزب .. وانا ارى الجرج ما يزال فاغرا والدم يستصرخ الضمائر الحية لكشف ملابسات الجرائم التي ارتكبت بحق الذين وهبوا ارواحهم لقضية شعبهم ..

للاسف الجناة من ازلام النظام الدكتاتوري الذين خططوا ونقذوا فعلتهم الشنيعة تمكنوا من النفاذ الى الان ، برغم ان الظروف مناسبة وملائمة لملاحقتهم وكشف اليات ارتكاب الجريمة باعادة التحقيق واجراء محاكمة عادلة ومنصفة وانزال العقاب بالاثمين .

لم يكن اختيار القتلة لتصفية ستار اعتباطا او وليد صدفه انه نهج انتهجه حزب البعث ومنظماته السرية والعلنية والاجهزة الامنية وشعبها واقسامها في ملاحقة مناضلي القوى الوطنية وخص منها حزبنا واعضائه من الاقليات الدينية والقوميات بقسط وافر من القسوة والشناعة .

كان البعث يتابع من لديهم سمات مميزة وقيادية ويعول عليهم في حاضرهم ومستقبلهم لبناء حزب قوي وجماهيري منافس ذا شأن في الحياة السياسية العراقية متوهما انه سيحوله الى مجموعة صغيرة لاحول لها ولا قوة ..

كان ” مكافح ” وهو الاسم الحزبي للشهيد اسم على مسمى وبر في الوعد الى اخر لحظة ، لقد امتلك صفات انسانية واجتماعية وعملية ثرية فانتقل قسرا من معلم مدرسة بسبب الفصل التعسفي لارائه ومعتقداته الى معلم في الحياة ،اذ عمل في مهن شتى الى ان تفرغ للعمل الحزبي مما اكسبه معرفة عملية بطباع الناس ومزاجهم وعاداتهم واندمج في تفاصيل حياتهم اليومية ، وتصدر نضالاتهم وتظاهراتهم وشارك في وثباتهم وحيثما يكونون يكون فنارا مرشدا لسبيلهم .

لذلك لم نجده غريبا او بالاحرى منعزلا عن البيئات والاوساط التي عمل فيها، بل مندمجا في المجتمعات المحلية التي اسند ت اليه فيها مهام حزبية ، فهو العامل والحرفي والكاسب متقلبا من كار الى كار على وفق ظروف العمل الحزبي ومتطلباته لا مستنكفا ولا متعاليا ، لقد عمل في محافظات مختلفة بما في ذلك منظمة الاقليم واجاد وابدع ، ورغم هذه التنقلات الجغرافية الا انها لم تحد وتعزل التنظيمات التي كان مسؤولا عنها من التوسع الى خارجها وبناء الركائز في استشفاف للمستقبل قل نظيره وموثوقيته حسبما يشير رفاقه في ذكر سجاياه الطيبة .

ليس غريبا ان جعل الشعراء من بسالته رمزية نظمت القصائد ببطولته تغنى الفنانون بها مخلدين فيه كل من جاد بحياته لاهداف شعبنا النبيلة .

لقد خسر الحزب الشيوعي العراقي والوطن قائدا مميزا ، انه وسام ،هو والشهداء جميعا يعلق على صدرونا ، واخوته كرموا الشهداء بصناعة بعضا منها في مناسبات الحزب . كما ارى ضرورة ان تحشد الطاقات لاجله ولغيره من الشهداء في مدنهم لتسمية معلم من المدينة باسمائهم لكي لا تندرس ذكراهم .

المجد والخلود لشهداء حزبنا الشيوعي العراقي !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here