رغم تشاركها الولاء لإيران .. لماذا رحبت بعض الميلشيات بقرار هيكلة الحشد ورفضت أخرى ؟

رحبّت بعض الميلشيات المنضوية في “هيئة الحشد الشعبي” بقرار رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي القاضي بإعادة هيكلة المجموعات المسلحة التي تتبع الحشد الشعبي، وضمها رسمياً إلى المؤسسة العسكرية العراقية، في حين عبرت ميلشيات أخرى معروفة بتطرفها الشديد وطائفيتها عن حنقِها من القرار.

وتلاقفت ميلشيا “سرايا السلام” الجناح العسكري للتيار الصدري قرار عبدالمهدي بإشادات، وقال زعيم التيار مقتدى الصدر في بيان ، إن “ما صدر عن رئيس مجلس الوزراء بما يخص الحشد الشعبي أمر مهم وخطوة أولى صحيحة نحو بناء دولة قوية لا تهزها الرياح من هنا وهناك”.

مع ذلك، لم يتوانى الصدر في ابداء قلقه من “عدم تطبيق القرار بصورة صحيحة”. وأوضح الصدر أن “ما يهمه أيضاً أن تكون سرايا السلام التي أمر بتأسيسها سابقاً هي المبادرة الأولى لذلك ومن فورها، وذلك بغلق المقرات وإلغاء الاسم وغيرها من الأوامر”، معلناً في البيان نفسه “انفكاكها بشكل كامل عنه”.

وعلى نفس الخطى، أكد زعيم ميلشيا “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، وزعيم ميلشيا “سرايا أنصار العقيدة” جلال الدين الصغير، بأن قرار عبد المهدي يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح. في حين تجرعت كل من مليشيات “كتائب حزب الله” بقيادة أبو مهدي المهندس ذراع اللواء الإيراني قاسم سليماني في العراق، و”كتائب سيد الشهداء” بقيادة المدعو “أبو آلاء الولائي”، قرار عبدالمهدي على مضض.

وجاء رد ميلشيا “كتائب حزب الله” مملوءً بعبارات التحدي وخطاب التخوين ومهاجمة الآخر، وتبني دور المرشد للحكومة في طريق الإصلاح الأمني ، الأمر الذي عده مراقبون انعكاساً للرؤية الإيرانية تجاه قرار هيكلة الحشد الشعبي.

وهاجمت “كتائب حزب الله” كل من قوات البيشمركة التابعة لحكومة اقليم كوردستان ، و”حرس نينوى” التابعة لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، ورأت أن من “مسؤوليات الحكومة هي إعادة بناء المؤسسة الأمنية، وملاحقة المجاميع الإجرامية التي رفعت السلاح بوجه العراق” وفق تعبيرها.

واعتبرت ضمنياً قرار عبدالمهدي “محاولةَ لتجريمِ المجاهدين والإساءة إليهم بنحو غير مباشر”، مبينة أن “القرار يمكن أن يسبب حالة من الانكفاء للملاكات الأساسية الداعمة للجهد الأمني (في إشارة إلى عناصرها المسلحة)، والذي يعزز توجه العدو الأمريكي لإعادة إنتاج داعش ومثيلاتِها”.

وبلهجة أخف، قالت “كتائب سيد الشهداء” في بيان ، إنها ” مع كل ما يصدر إن كان يحفظ المجاهدين وعناوينهم التي قاتلوا ويقاتلون بها حين ضعفَ الآخرون ولاذوا بالفرار، ومع كل الأوامر التي تحفظ كيانها وهيبتها ودماء شهدائها وتأريخها”. وهو يزيح الستار عن رفضها التام لتفاصيل القرار التي تشير إلى ضرورة التخلي عن كل المسميات والرايات والعقائد، غير الوطنية.

وسعت الكتائب إلى طمأنة الحكومة في محاولة البقاء على وضعها الحالي من خلال تعهدها بـ”حفظ هيبة الدولة وسيادة القانون ويد الحكومة الطولى”، قائلة “لا نخدش لها كيانها ولا نعرض أمنها وسيادتها للفوضى”.

وفي هذا الصدد يقول عضو مجلس النواب العراقي أحمد الجبوري إن “التيار الصدري وقيس الخزعلي وهادي العامري توجهوا مؤخراً إلى التحول التدريجي من العمل المسلح إلى العمل السياسي، وقد بينت الانتخابات الأخيرة ذلك بوضوح”.

ويضيف الجبوري أن “هذا القرار يحفظ ماء الوجه لهذه الشخصيات التي رحبت به؛ إذ إنه سيضمن لمقاتليهم مستقبلاً ضمن صفوف القوات الرسمية، وراتباً ومعاشاً تقاعدياً أفضل مما تقاضوه أثناء انخراطهم في العمل المليشياوي”.

وبشأن الجانب المقابل ، يؤكد الجبوري أن “المليشيات ذات الولاء العقائدي المطلق لإيران مثل كتائب حزب الله وسيد الشهداء تعتمد في تمويلها وبقائها بشكل رئيس على شكل كيانها الحالي”، مضيفاً أن “هذه المليشيات ليست منخرطة في السباق السياسي ما يعني أن فرط صفوفها الحالية وضمها إلى القوات المسلحة الرسمية سينهي مشروع أصحابها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here