عاش النفاق العربي والتطبيع

راضي المترفي

يوم امس اتصل بي صوت لم اعتاده ولم يسجل اسم صاحبه في هاتفي ولما تاكد من شخصي عرف نفسه فتبين انه سياسي متمرس من الخط الثاني لكنه ذو قدرة بحشر نفسه مع الخط الاول وسالني عن صحة خبر نية اسرائيل في مد خط للسكك الحديد من حيفا حتى الامارات مرورا بالسعودية . لم استغرب سؤاله لكن غبطته على ذكاؤه وجبنه وحسدته على حظه الذي منحه كلما اراد من كرسي نيابة الى كرسي وزارة الى ملايين الدنانير والدولارات ومع كل هذا يتشاطر علي ويريد معرفة مايحتاجه عن تقبل الناس لفكرة وجود اسرائيل بيننا وانا وجدتها فرصة لاستعرض التاريخ واعلن عن رايي بصراحة فسألته محاولا استفزازه : انت سني ام شيعي ؟ وماعلاقة هذا بقبول اسرائيل ؟ اكيد هناك علاقة تعرفها بعد الاجابة .. قال بهدوء وثقة عالية طيب سجل عندك .. نعم .. انا لا اسلامي ولاعلماني انا صديق الدولار والدينار والمكاسب . وصلت الفكرة وعليه يجب ان ترفع عقيرتك بكل ما تملك من قوة ضد التطبيع مع اسرائيل وارفع صوتك في المحافل حول فلسطين قضية العرب الكبرى ولاتنسى المطالبة بحق تقرير المصير لاخواننا الفلسطينين . لكن لماذا هذه الجعجعة الفارغة وانا لايعنيني حل القضية الفلسطينية او بقاؤها الى حين يبعثون ولست معنيا بتقرير المصير بالنسبة للفلسطينين . كلام منطقي ساجيبك عليه .. يا استاذ انت سياسي بلا ولاء ولاعقيدة سواء على مستوى الوطن او بخصوص الدين يعني بوضوح اشد انت منافق والتطبيع مع اسرائيل سيكون عليك اشد ضررا من التعامل مع داعش او امريكا او ايران او السعودية . لا ارجوك كلامك غير دقيق . كيف ؟ انا في دورتين للبرلمان كنت في الاولى مع السعودية وكان الصيد وفير وفي الثانية كنت مع ايران وكان الحال ممتازا فلماذا لايكون مع اسرائيل كذلك يارجل ولها نفس المصالح في العراق ؟ الاختلاف ليس في المصالح ياصديقي اسرائيل هي المختلفة . كيف بالله عليك ؟ اسرائيل يخاف التطبيع معها المنافقون والضعفاء لانها لاتجامل على حساب مصالحها ولاتتهاون في توفير الامن واحتياجات شعبها وليس لديها القدرة على خداع شعبها لذا ستكون واضحة في تشخيص المنافقين وعدم التعامل مع الفاشلين وانت احدهم وعليه يجب ان تعرف بأنك من مناصري الشعب الفلسطيني والمطالب له بتقرير المصير وتعلن في كل مناسبة عاشت فلسطين حرة عربية حتى تتحول الى عقبة بوجه التطبيع وعاش النفاق العربي من المحيط الى الخليج

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here