الانتحار ومجلس النواب العراقي

عبد الرضا حمد جاسم

ملاحظة: كنتُ قد اشرتُ في نهاية المقالة السابقة “الانتحار في العراق (4)” الى إني سأتطرق الى موضوع المخدرات في العراق…لكن وجدت ان اختم سلسلة مقالات الانتحار بهذه المقالة عن “البحث” الذي نشرته دائرة البحوث/قسم البحوث في مجلس النواب العراقي عن الانتحار في العراق وذلك في نيسان عام 2014 “””لأهميته”””

…………………….

نشر مجلس النواب العراقي الدورة الانتخابية الثانية /السنة التشريعية الرابعة / الفصل التشريعي الثاني، دائرة البحوث/قسم البحوث /نيسان 2014 بحث بعنوان: [انتشار الانتحار في العراق (أسبابه، مقترحات)]. هذا “البحث ” ورد في (14) صفحة…

الصفحة رقم (1): كانت تحت عنوان “الملخص التنفيذي”. وصفحة رقم (2) كانت حول: مفهوم الانتحار وطرقه ووسائله. اما صفحة رقم (3) و(4) فقد ضمت أسباب الانتحار. وصفحة رقم (5) كانت فارغة بيضاء ناصعة. اما صفحة رقم(6) فقد ضمت جدول رقم (1) تضمن احصائيات مجلس القضاء الأعلى. وصفحة رقم (7) ضمت رسم بياني توضيحي لأعداد حالات الانتحار في العراق حسب إحصائية مجلس القضاء الاعلى. اما صفحة رقم (8) فقد ضمت جدول رقم (2) حالات الانتحار في العراق حسب إحصاء وزارة الداخلية وهنا “مأساة البحث والمهزلة الكبرى”. اما صفحة رقم (9) فقد ضمت رسم بياني توضيحي رقم(2) عن حالات الانتحار حسب وزارة الداخلية. وصفحة رقم(10) و(11) ضمت محور المقترحات. وصفحة رقم(12) و(13) ضمت مصادر البحث ال (19). اما الصفحة الأخيرة اي رقم (14) فقد ضمت المحتويات…اتمنى الاطلاع على البحث لتجدوا ان ما ورد فيه عن عنوان البحث لا يشكل حتى نصف او حتى ربع عدد الصفحات ال(14)…اليكم رابط البحث:

http://parliament.iq/wp-content/uploads/2017/05/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.pdf

في الصفحة الأولى وتحت عنوان هو: “الملخص التنفيذي” ورد التالي:
1.(تشير الاحصائيات بازدياد هذه الظاهرة في العراق بشكل كبير خلال الأعوام العشرة الماضية و بحسب احصائيات ل (مجلس القضاء الأعلى) بلغ مجموع حالات الانتحار خلال الفترة الواقعة من (2003 ـ 2013) م ب (1532) حالة انتحار اذ سجل عام 2013 م (439) حالة و عام 2012 (276) حالة مما يمثل اعلى معدل سنتين بالنسبة لحالات الانتحار.[(هذه الأرقام وردت مجلس النواب بكتاب مجلس القضاء الأعلى، دائرة العلاقات العامة والشؤون العام، العدد:797، التاريخ10.02.2014)]. “منقول من هامش ص6 من البحث”

وبلغ مجموع حالات الانتحار بحسب إحصائية ل (وزارة الداخلية) للفترة من (2003 ـ 2013) (906) حالة وأعلى معدل حالات للانتحار كان في عام (2012) ب (182) حالة تليها عام 2011 ب (153) حالة. [(هذه الأرقام وردت بكتاب وزارة الداخلية، (الى مجلس النواب، الأمانة العامة، دائرة البحوث)، الكتاب المرقم 383، العدد 1643، التاريخ 18.03.2014)].”منقول من هامش ص8 من البحث”] انتهى

2. [يهدف هذا البحث الى تسليط الضوء على ظاهرة الانتحار التي تزايدت في الآونة الأخيرة وخاصة بين فئة الشباب نظراً لأهمية الموضوع نرى من الضروري الوقوف على أسباب هذه الظاهرة تجنباً لزيادة انتشارها بين الشباب. وقد تضمن البحث احصائيات مسجلة لحالات الانتحار بالإضافة الى تقديم بعض المقترحات التي نرجو ان تساهم في الحد من هذه الظاهرة] انتهى.

تعليــــــــــــــــق:

1.ورد: [تشير الاحصائيات بازدياد هذه الظاهرة في العراق بشكل كبير خلال الأعوام العشرة الماضية…2003 ـ 2013] انتهى

لو نحسب عدد الأعوام نجدها (11) عام وليس (10) أعوام كما ورد في الملخص التنفيذي وسيظهر ما يؤيد ذلك في الجداول.

2.بحسب مجلس القضاء الأعلى فأن حالات الانتحار للفترة من (2003 ـ 2013) كانت (1532) حالة. وهذا يشكل تقريباً (0.5) لكل مليون على افتراض ان عدد نفوس العراق (30) مليون نسمة وهذا يعني تقريباً (1) منتحر لكل (2) مليون انسان وهو رقم لا يمر على أي دراسة فهو اقل من رقم القتلى بسبب حوادث الطرق أو قتلى النزاعات العادية الجانبية واقل من قتلى الأخطاء الطبية وربما اقل من قتلى الاطلاقات النارية في الاحتفالات. في حين ان المعدل العالمي للانتحار هو أكثر من(1) لكل(100000) انسان.

 أما حسب وزارة الداخلية: لنفس الفترة (2003 ـ 2013) كانت (906) حالة. فهو اقل من احصائيات مجلس القضاء الأعلى ب:

1532-906=526 أي اقل بما يزيد عن 40% أي انه بحدود 0.3 بالمليون. اي منتحر واحد لكل (3) مليون انسان.

ملاحظة: هنا ورد الرقم(1532) كحالة انتحار وسيرد في الجداول ك “دعاوى”

3.حسب احصائيات مجلس القضاء الأعلى كانت اعلى الحالات كما يلي: عام 2013 كان(439) حالة وفي عام 2012 كان (276) حالة]

 وحسب وزارة الداخلية لنفس الفترة كانت في عام (2012) كانت (182) تليها عام 2011 كانت (153) حالة. ولا يوجد ذكر لعام 2013 كان (132) حالة.[ملاحظة: الانتباه لطفاً الى “دعاوى في الجدول التالي”]

وقد تضمن البحث جدولين هما: الجدول رقم (1) والجدول رقم (2).

جدول رقم (1) يبين حالات الانتحار في العراق من (2003 ـ 2013) بحسب إحصائية لمجلس القضاء الأعلى:

ت……………………………..السنوات…………………………….الدعاوى

…………………………………………………………………………………

(1)…………………………..2003………………………………..(13)

(2)…………………………..2004………………………………..(31)

(3)…………………………..2005………………………………..(46)

(4)…………………………..2006………………………………..(51)

(5)…………………………..2007………………………………..(64)

(6)…………………………..2008………………………………..(103)

(7)…………………………..2009………………………………..(95)

(8)………………………….2010…………………………………(161)

(9)………………………….2011…………………………………(253)

(10)………………………..2012…………………………………(276)

(11)………………………..2013…………………………………(439)

المجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع (1532)

هنا يظهر التالي:

1.ان الفترة ليست (10) أعوام إنما (11) عام كما اشرتُ في اعلاه… يبدو ان الاساتذة الباحثين استخلصوا (10) من :13-3=10.

2. ان الرقم (1532) هو عدد الدعاوى المعروضة امام القضاء العراقي. ولا اعرف هل تلك الدعاوى كانت حول محاولات الانتحار ام على حالات الانتحار…ان كانت على حالات الانتحار فالمنتحرين ماتوا فالدعاوى على من هنا ولماذا وما القصد منها؟ وهذا يدفع الى طرح التالي: قد يُقبل ان دعاوى عام 2013 لم تُحسم، لكن دعاوى ما قبل 2013 نزولاً حتى عام 2003 لماذا لم تُحسم لحد تاريخ البحث “نيسان 2014″؟؟؟

 

تعليق:

1.ملاحظـــــــــــــة: الرجاء الانتباه لما ورد في الجدول بخصوص محافظة واسط. “””مهزلة كبرى”””

2.ان الجدول يتكلم عن الفترة من (2003 ـ 2013) وليس كما ورد في الشرح أسفل الجدول من (2003 ـ 2012).

 السؤال: كيف تم ذلك والجدول واضح جداً؟

3.هناك في المقدمة يقول البحث ان احصائيات وزارة الداخلية كانت (906) حالة انتحار.

السؤال: كيف تحول الرقم من (906) الى (1517) حسب نفس الوزارة ونفس البرلمان؟؟؟؟؟

4.ورد في الشرح ان هذا العدد موزع على كافة المحافظات العراقية في حين في الجدول مذكور فقط (11) محافظة حيث غابت محافظات إقليم كوردستان وكأنه لا يوجد في البرلمان ممثلي لتلك المحافظات/ الاقليم. غابت ايضاً محافظة الانبار وكربلاء والبصرة وذي قار وبالذات ذي قار التي تكلمت عنها “المصادر التي اعتمدها كل من كتب عن الانتحار من انها المحافظة التي تتقدم كل المحافظات في عدد حالات الانتحار”.

السؤال هنا لماذا لم تدخل هذه المحافظات في الجدول؟ ألا توجد دوائرلوزارة الداخلية فيها ام لا توجد دوائر لمجلس القضاء الأعلى؟؟؟…ربما نعذر “الباحثين” بخصوص محافظة الانبار للظروف التي كانت سائدة عام البحث 2014 وربما ما قبلها لكن كربلاء والبصرة وذي قار لماذا غابت؟

5.ورد اسم محافظة نينوى التي سقطت بيد داعش عند بداية البحث تقريباً وكانت مضطربة جداً قبل بداية البحث حالها حال الانبار.

6.كيف دخلت كركوك ونحن نعلم انها في أحضان إقليم كردستان وكانت فيها او في أطرافها اضطرابات كبيرة.

7.ورد في الجدول ان أكثر حالات الانتحار كانت في محافظة واسط حيث بلغت كما ورد في حقل المجموع في الجدول وفي الشرح اسفله هو (673) حالة انتحار خلال الفترة من 2003 الى 2013 ولو نعود للجدول ونجمع الاعداد حسب الأعوام لحصلنا على ان حالات الانتحار في واسط هي (61) محاولة فقط خلال الفترة 2003 ـ 2013 وكما يلي:

العام………………………………العدد

……………………………………….

2003………………………..(9)

2004………………………..(8)

2005………………………..(5)

2006………………………..(5)

2007………………………..(9)

2008………………………..(5)

2009………………………..(4)

2010………………………..(4)

2011………………………..(5)

2012………………………..(4)

2013………………………..(3)

المجمــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع(61).

 احدى وستون حالة انتحار فقط في محافظة واسط خلال الفترة من 2003 الى 2013 السؤال كيف تحول الرقم من (61) الى (673)؟ وكيف لم تثير مثل هذه الأرقام حسب الأعوام انتباه “الباحثين” ومعهم كل من اطلع على التقرير من دائرة البحوث وقسم البحوث في مجلس النواب اللتين أكيد تعجان ب “الباحثين” “والله يعلم ما هو مستواهم العلمي وما يحملون من شهادات علياً وما يتقدم أسمائهم من حروف ومختصرات وكم مشاركة لهم في دراسات عليا وبحوث ودراسات”……..((الله يساعدك يا عراق)).

الغريب لم أقرأ أي رد او انتقاد او بيان رأي بهذا البحث المهزلة سواء من أساتذة علم النفس او علم الاجتماع او الكتاب الكثر الذين كتبوا عن الانتحار وحتى خبراء علم النفس والمجتمع المشرفين على صفحات علم النفس في الصحف والفضائيات. من الذين صدعوا “المسكين الانتحار” في “مقالاتهم” و”دراساتهم” و”بحوثهم”.

*في ص(3) و(4) حدد البحث أسباب الانتحار بالتالي:

1.اقتصادية.2.نفسية.3.اجتماعية.4.سياسية.5.ثقافية.6.قلة الوازع الديني وعدم الايمان بقضاء الله وقدره.

تعليق: لا اعرف أسباب حشر عبارة: “وعدم الايمان بقضاء الله وقدره”… الا يمكن ان تُفسر هذه العبارة على ان الانتحار بلاء من الله والموت هنا موت وهو “أمر محتوم مكتوب ومقدر وكلمن بيومه لا بيه تقديم ولا تأخير”. أم ان الموت انتحاراً ليس للرب/الله دور فيه؟

* صفحة رقم(10) و(11) ضمت محور مقترحات البحث:

التاليات اقتراحات الباحثين والبحث، ارجو الانتباه الى سهولة الطرح وصعوبات التنفيذ وهذه مأساة العراق…هنا أتذكر الحل الوحيد الذي اقترحه/ طرحه الأستاذ الدكتور الراحل علي الوردي طيب الله ثراه عندما كتب في ص(74) من كراسته شخصية الفرد العراقي /1951 حيث كتب حول معالجة “ازدواج الشخصية” ذلك الداء الدفين الذي ابتلي بها الفرد العراقي كما يقول:

[اولاً: إزالة الحجاب عن المرأة ورفع مستواها وإدخالها في عالم الرجل لكي تتوحد القيم ويتشابه الرجل والمرأة فيما يفهمان وما ينشدان من مُثل واهداف] انتهى.

هكذا: إزالة الحجاب وبكل بساطة وسذاجة… هذا الطرح الذي طرحة الدكتور علي الوردي قبل حوالي سبعة عقود من الزمان لا يختلف كثيراً عن مقترحات الحلول التي تضمنها هذا “البحث”.

اليكم المقترحات التي طرحها الباحثون في بحثهم هذا:

1.فتح مشاريع اقتصادية لمكافحة الفقر الذي يعد عامل رئيسي في ازدياد الانتحار بين فئة الشباب.

2.تفعيل ودعم الطب النفسي…الخ.

3.بث التوعية في المجتمع لتثقيف الفرد والاسرة عن طريق وسائل الاعلام…الخ.

4.ضرورة متابعة الأشخاص الذين سبق لهم القيام بمحاولات انتحارية لتقديم النصح والارشاد لهم.

5.اخضاع الظواهر السلبية في المجتمع للدراسة والبحث حتى تعرف أسبابها ودوافعها…الخ.

6. لا يوجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد. حيث قفز الباحث من مقترح رقم (5) الى مقترح رقم (7).

7.مناشدة المؤسسات الدينية والتربوية والحكومية لأخذ دورها الكامل في علاج هذه الظاهرة.

8.الحد من الحصول على وسائل الانتحار كالأدوية والأسلحة ومتابعة الأشخاص الذين سبق لهم القيام بمحاولات انتحارية.

تعليــــــــــــــــــــــــــــق:

1.ورد في صفحة رقم (10) من البحث وهي المخصصة للمقترحات العبارة التالية أتمنى الانتباه اليها والتدقيق فيها لطفاً:

((حالات الانتحار دائماً في ارتفاع وسببها واحد على الرغم من تفرعاته يتمثل في العائلة ومشاكلها المعيشية والبطالة والغلاء إضافة الى المشاكل الداخلية بين افراد العائلة الواحدة والفشل في العلاقات العاطفية)) انتهى…

أي لا تأثير للمجتمع ولا لشكل نظام الحكم ولا للحالة الصحية للفرد……أترك التعليق لكم. والتعليق على سكوت البعض عن هذا.

 2.في (5) ورد “اخضاع الظواهر السلبية في المجتمع للدراسة والبحث…الخ”…سؤال: هل تكون تلك البحوث والدراسات بالمستوى المعيب لهذا البحث والقائمين عليه؟؟؟؟اما بقية النقاط اترك التعليق عليها للقارئ الكريم، “لأهميتها” وامكانية تنفيذها وبالذات نقطة رقم(8) وعلاقتها بنقطة رقم (4) وان لا تُنسى نقطة رقم (6) والتفكير ب “سر” اختفائها عن عيون الباحثين والباحثات الذين ساهموا في انجاز هذا البحث ومعها الصفحة رقم (5) من البحث التي كانت فارغة بيضاء ناصعة.

مصادر البحث:

كانت (19) مصدر.

أتمنى الاطلاع على تلك المصادر لتقفوا على حال بعضها. ولتجدوا ان كلماتها أكثر من كلمات البحث.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here