دعوات أمريكية إلى معاقبة تركيا بسبب صواريخ «إس 400»

أنقرة تتحدث عن «تهديد كبير».. والكونجرس: أردوغان اختار الخيار الخطأ

تاريخ النشر: 14/07/2019

واصلت تركيا، أمس السبت، استقبال شحنة جديدة من معدات الدفاع الجوي الروسي المتطورة «إس 400»، في خطوة تسببت في غضب واشنطن التي طالب مسؤولون فيها، بتوقيع عقوبات فورية على أنقرة، التي حاولت امتصاص الغضب الأمريكي بالقول إن هذه الصفقة كانت «ضرورة وليست اختياراً»، بسبب تعرض البلاد إلى «تهديد جوي وصاروخي كبير»، في وقت هاجم فيه سياسيون أتراك حزب الحرية والعدالة الحاكم، بسبب الاستمرار في عقد صفقة تحرم البلاد من طائرات «إف-35» المقاتلة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، هبوط طائرة شحن روسية رابعة تحمل أجزاء من أنظمة «إس-400» الصاروخية الروسية إلى قاعدة «أكينجي» في ضواحي أنقرة. وبحسب بيان للوزارة «لا يزال توريد أجزاء أنظمة الصواريخ الروسية مستمراً. وهبطت الطائرة الرابعة في قاعدة أكينجي الجوية». وبدأ توريد أنظمة «إس-400» إلى تركيا أمس الأول، وأكدت مصادر أن 3 طائرات شحن نقلت الجمعة عدداً من الجرارات وسيارات النقل والتحميل إلى قاعدة أكينجي الجوية.

وعلقت الولايات المتحدة على الخطوة التركية، بالتشديد على أن موقفها لم يتغير من صفقة الصواريخ الروسية، ملمحة بذلك إلى استمرار العقوبات. وأرجأ «البنتاجون» أمس الأول، إفادة صحفية بشأن الأمر، لكنّ مسؤولين في الكونجرس الأمريكي طالبوا بمعاقبة تركيا، وإلغاء عملية تسليم طائرات«إف-35» إليها، وفرض عقوبات على المسؤولين الأتراك المنخرطين في الصفقة مع روسيا. وقال إليوت إنجل ومايكل مكفول، العضوان الرئيسيان الديمقراطي والجمهوري في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، في بيان مشترك «منحنا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخيار، واتخذ بشكل واضح الخيار الخطأ».

من ناحية أخرى، تحدث وزير الدفاع مارك إسبر أمس الأول، مع نظيره التركي خلوصي أكار بشأن التطورات الأخيرة. وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان «قال الوزير أكار لنظيره الأمريكي إن تركيا لا تزال تحت تهديد جوي وصاروخي خطر، وإن شراء نظم «إس 400» الدفاعية لم يكن خياراً، وإنما ضرورة» وطالب باستمرار الشراكة بين البلدين في مشروع «إف-35»، مطالباً بتشكيل مجموعة عمل للنظر في التأثير المحتمل بين السلاحين.

من جانبها، أكدت روسيا، أن عملية تسليم منظومة الصواريخ إلى تركيا ستتم على ثلاث دفعات، الأولى والثانية جواً، والثالثة بحراً.

وفي الداخل التركي، وجه سياسيون انتقادات إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب الاستمرار في صفقة الصواريخ الروسية، وطالب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض فائق أوزتراق، بالكشف عن جميع المعلومات المتعلقة بهذه الصفقة، التي ستجعل من الصعب على تركيا الحصول على المقاتلات الأمريكية «إف-35»، فيما طالب آخرون نظام أردوغان بتأجيل نشر هذه المنظومة، وإعطاء الأولوية إلى المحادثات مع حلف «الناتو».

من جهته، قال زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو، إنه يعارض شراء أردوغان ل«إس 400» من روسيا وباتريوت من الولايات المتحدة «إن القيام في وقت واحد بشراء أسلحة لا يتوافق مع بعضها، أمر سيؤدي إلى نتائج سلبية».

وتعارض الولايات المتحدة بشدة شراء تركيا منظومة «إس 400»، معتبرة أن الأنظمة الروسية تتعارض مع أنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يضم تركيا، فضلاً عن رؤية واشنطن خطراً حقيقياً في إمكان الروس كشف الأسرار التكنولوجية للمقاتلة الأمريكية الجديدة «إف-35» التي تريد أنقرة شراءها أيضاً. وأمهلت واشنطن تركيا حتى أواخر الشهر الجاري للاختيار بين المنظومة الروسية، وصفقة الطائرات. (وكالات)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here