المأزق الأخلاقي للشيوعيين والإسلاميين في دول اللجوء

خضير طاهر
بداية عامة البشر لديهم قدرة على تبرير شتى المواضيع لدرجة يستطيعون نفسيا التخلص من وطأة الشعور بالذنب والحرج والتناقض ، وإبتكار تسويات زائفة بأقنعة فكرية مبدئية ومنطقية !
في دول اللجوء نجد الإسلاميين يمارسون النفاق والحقد الدفين على دول أوربا وأميركا وكندا وإستراليا رغم انها فتحت أبوابها لهم وأنعمت عليهم من خيراتها ، لكنهم يغرفون من هذه الخيرات وفي نفس الوقت يحملون أفكارا عدوانية تكفيرية ضد دول اللجوء ، وبعض الإسلاميين إرتكب جرائم إرهابية بشعة ضد الدول التي رعته ومنحته الإقامة على أرضها !
بخصوص الشيوعيين وخصوصا العراقيين في دول اللجوء فهم أكثرهم هرب من دول المعكسر الشيوعي لأسباب مالية حتى قبل إنهيار الشيوعية ، وطلب اللجوء في الدول الرأسمالية ، وتنعم فيها وإستفاد من قوانين اللجوء وحقوق الإنسان فيها ، ووجدوا في بلدان مثل : هولندا والسويد والدنمارك والنرويج وغيرها .. تطبيقا رائعا لمباديء العدالة ورعاية الإنسان بدرجة لاتوجد حتى في الأحلام داخل الدول الشيوعية حينما كانت قائمة.
لكن الغريب ان الشيوعيين العراقيين لايزالون يعانون من تصلب دماغي ديناصوري وجمود على شعارات بائدة دفنت تحت حطام جدار برلين ، والمثير للسخرية انهم أسسوا شبه تنظيم شيوعي على الفيوسبوك يرددون على صفحاته نفس المقولات والشعارات حول (الرأسمالية المتوحشة ) بينما هم يتنعمون بقيم الرأسمالية الإنسانية النبيلة التي إستقبلتهم وقدمت لهم متخلف مزايا الرعايا والعطاء في الجانب المالي والسكني والصحي والتعليمي وغيرها .
طبعا مشكلة الشيوعيين والإسلاميين وكل من على شاكلتهم هي من إختصاص الطب العقلي ، فالدماغ عندما يتم تغذيته بأفكار معينة وتكون الشخصية من الأساس هشة مضطربة .. سوف تحدث عملية قولبة وبرمجة وإستيلاب لدرجة الإستعباد بحيث يغدو الشخص منقادا بعادات وأفكار محددة بشكل قهري منزوع الإرادة ، ولنا ان نتخيل الأفراد في المجتمعات العربية والدول الإسلامية المتخلفة صحيا وحضاريا والذين وهم في بطون أمهاتم تغزوهم الإعتلالات النفسية والعقلية والإستعداد للإنمساخ !
لاشك ان الإسلاميين والشيوعيين سيكتشفون مأزقهم الأخلاقي كبيرجدا لو وقفوا أمام أنفسهم بصدق وصراحة من منطلق جعل الواقع الرائع والعظيم في الدول الرأسمالية هو الحاكم والمقياس وليس توصيفات الأيديولوجيات العدوانية ودعايتها المضادة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here