محنة الامتياز

مجيد الكفائي

يواجه الممتازون والمصلحون عادة حربا شعواء من قبل الناس عامة و المتضررين من الإصلاح ومن غيرهم من الفاشلين الذين لا يستطيعون ان يكونوا بكبر وروح وصفاة المصلحين خاصة يذهب ضحيتها الناس البسطاء والمستضعفين والفقراء ، ولعل البعض يجد عذرا للمتضررين من أية حركة اصلاحية او نهضوية ، فيعزو محاربتهم تلك الى خوفهم من تضرر مصالحهم الشخصية فيسارعون الى الإمساك بالمعاول والفؤوس لتهديم شخصيات الحركة الإصلاحية وقادتها والنيل منهم بشتى الطرق إبتداءً بالتقليل من شأنهم ونعتهم بالصفاة السيئة وتشويه نهضتهم وأنتهاءً بالتشكيك بقدراتهم الشخصية وحتى العقلية، هذه المشكلة في بعض أفراد وتجمعات المجتمع الإنساني تناولها علماء النفس والاجتماع بالبحث والتدقيق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هيجان وثورة البعض ضد المصلحين والدعاة الى العدالة والتسامح والخير وإحقاق الحق ودفع الباطل والمحاولة للإيقاع بهم وافشال محاولتهم وتدميرها في مهدها، وقد وجد علماء النفس والاجتماع ان هؤلاء المعارضين مصابون بعقدة نفسية أسموها ” محنة الامتياز ” ، حيث وبسب مرضهم هذا يرون في المصلحين مرآة لصورهم وشخصياتهم وأرواحهم فيسعون لتحطيمهم، فهم يعتقدون واهمين انهم احسن من أؤلئك وأفضل وان المكانة التي يحتلها المصلحون في قلوب الناس هي لهم ومن حقهم، فيجن جنونهم ويبدأون بتلفيق الأكاذيب والصور القبيحة والمشوهة لهؤلاء وإشاعتها بين الناس بهدف تحطيمهم والإيقاع بهم وبالتالي يبقون في مكانتهم وعلى الصورة التي يريدون ان تراهم بها الناس فلا ضرر مادي ولا نفسي يلحق بهم عندما يطيحون بالمصلحين.

وهكذا يتعرض الممتازون على مدى التاريخ دون ان يعلموا السبب الى العداوة من قبل الكثير من المرضى والذين يتسببوا في تعطيل حركتهم وربما وأدها وحرمان الآخرين من فرصة الحياة في ظل الحركة الإصلاحية الكريمة التي تهدف الى احقاق الحق ودفع الباطل وتقليل معاناة الناس ورسم طريق واضح لهم بسب عقد نفسية وهوى ومطامع مادية.

ان ما يتعرض له السيد عبد المهدي وحكومته من عرقلة وعقبات وتشكيك داخليا وخارجيا ومحاولات البعض بإعاقة حركته والتشكيك في نواياه وقدراته وخلق الأزمات ووضعها في طريقه لايمكن معرفة سببه الا اذا درج تحت ما اسماه علماء النفس بمحنة الامتياز، فلعل السيد عبد المهدي يتعرض الى ما يتعرض له بسب الامتياز وربما من يعرقل حركته هم أؤلئك الذين يعانون من تلك العقدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here