ثورة عبدالكريم حررت العبيد والمستضعفين

نعيم الهاشمي الخفاجي
ثورة الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم حررت العبيد من عبوديتهم لكنها فتحت وعبدت الطريق للبعثيين الانجاس لحكم العراق واستعباد اهله وفق الدين والمذهب والقومية، العبودية كانت مستشرية بالعراق، حيث كان لدى شيوخ الاقطاع الكثير من الناس ذو البشرة السوداء عبيد لديهم، مضاف لذلك تسلط الكثير من شيوخ الاقطاع لابارك الله بهم على رقاب الفلاحين وخاصة فلاحي الجنوب الشيعة بحيث الشيخ الاقطاعي يحكم بقتل الضحية بدون العودة للسلطات القضائية العراقية، بل عمد الاقطاعيون على تصفية واغتيال كوادر مثقفة بسبب انتماء الضحايا للحزب الشيوعي وتمنيت الشيوعيين العراقيين ان يفتحون هذا الملف المؤلم، بذلك الوقت الشباب المثقف الشيوعي كان يدعوا للحياة الكريمة، جاء عبدالكريم قاسم ليوجه اعنف ضربة لتسلط النظام الاقطاعي البغيض، انا لم اكن بالدنيا بيوم ثورة الزعيم رحمه الله لكن حدثني والدي ووالدتي رحمهم الله، حال اعلان بيان الثورة خرجت الجماهير بمسيرات فرح وتم سحق رؤوس البغي والتخلف من النظام الاقطاعي البغيض، تحرر العبيد والفلاحين من سطوة جلاديهم شيوخ الاقطاع والذين وصل اغلبهم بغفلة ليتسلطوا على رقاب الفلاحين بمساعدة المحتل البريطاني الذي وهب لهم الاراضي بعد قيام المحتل في عمل السدود وهذا يحسب للمحتل ان اقام الينا السدود لكن فسح المجال لتسلط مجاميع لتحكم الفلاحين بالسياط، عبدالكريم كان بحق زعيم وطني وقتل لاسباب مذهبية لكونه متشيع وهو ابن اخت لقبيلة خفاجة حيث والدة الزعيم من قبيلتنا قبيلة خفاجة، وقف ضد امريكا ومعسكرها ودعم الفلسطينيين وللاسف بالانقلاب وقفت الفصائل الفلسطينية المسلحة مع الانقلابيين، ثورة عبدالكريم حررت العراقيين من العبودية لكنها فتحت الطريق لوصول البعثيين لسدة الحكم واجرامهم بحق الشعب العراقي، هناك حقيقة نحن ابناء الجنوب الشيعة عبر تاريخنا مضطهدين حتى من ابناء جلدتنا، النظام الاقطاعي وبالذات شيوخ الاقطاع بالمحافظات الجنوبية اجرموا بحق مواطنيهم بحيث هرب الكثير من الفلاحين لطلب الحماية واللجوء لدى شيوخ شمر وزبيد الكرام امثال الشيخ حامد السيد الشمري رحمه الله والشيخ الحاج مزهر السمرمد شيوخ عموم زبيد رحمه الله، الشيخ حامد السيد الشمري والشيخ الحاج مزهر السمرمد الزبيدي شيوخ قبائل وايضا شيعة لكنهم يحكمون بالعدل مع رعاياهم ولم يسجل لهم التاريخ انهم اهانوا او اعتدوا على فلاح بسيط مطلقا، بحقبة الاربعينيات من القرن الماضي اضطر مئات الاف الفلاحين الشيعة للهرب من ظلم النظام الاقطاعي بالجنوب الى بغداد، بحقبة البعثيين ابتلانا الله بالكثير من البعثيين الشيعة تجدهم ممسوخين يتفنون بكتابة التقارير لاعدام بني جلدتهم، وابتلينا بالكثير من الشيوعيين الشيعه تجدهم يكفر بالله وبالمقدسات ويكذب ويفتري بدون اي مبرر، ذات مرة خرجنا بتظاهرة ضد الارهاب في كوبنهاكن بعد سقوط صدام احدهم انزعج من شابة قالت بسم الله الرحمن الرحيم ورد عليه بعض الاخوة الشيوعين كلامنا لايشمل الكل لكن يشمل نسبه عالية، للاسف نحن متطرفين بكل شيء، وعندما سقط صدام الجرذ ابتلانا الله بسيطرة احزاب اسلامية تنتحل صفة شيعية قادوا البلد بعقلية معارض خنيث وجبان بحيث عجزوا عن اعدام الذباحين والقتلة، وبسبب مناكفات احزابنا الشيعية تجرأ علينا ضباع وثعالب وكلاب فلول البعث المخانيث وحرقوا البلد وقتلوا ٢ مليون انسان بفضل تدجين قادة احزاب الشيعة للجماهير المليونية الشيعية ولاحول ولاقوته الا بالله العلي العظم، في ثورة عبدالكريم ارتكب البعثيين ومشتقاتهم جريمة مخزية في قتل عائلة الملك فيصل بطريقة وحشية فتحت على العراق وشعبه ثقافة القتل والسحل واستمرت ليومنا هذا، مانراه من تخبط بالعراق يعود لتاريخ ١٩٢١ يوم رسم المحتلون حدود هذا العراق المبتلي بدمج ثلاث مكونات بدون وجود اتفاق مابين تلك المكونات، مانراه من ارهاب بعد سقوط نظام صدام نفس هذا الارهاب ونفس الوجوه القبيحة التي وقفت ضد الزعيم عبد الكريم قاسم ولو اجرينا فحص لرؤوس ارهاب اليوم تجدهم ابناء واحفاد لنفس الحثالات الطائفية والقومية التي وقفت ضد الشهيد السعيد عبدالكريم قاسم، الرحمة للشهيد عبدالكريم قاسم يكفي انه حرر العبيد والفلاحين من سطوة الاقطاعيين وظلمهم واجرامهم والخزي والعار للبعثيين وجرذهم الهالك صدام القذر.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here