لماذا السويديون يفضلون السيارات القديمة؟‎

إيهاب مقبل

تُقدر الاحصاءات الرسمية أن نحو 85 في المئة من السويديين لديهم على الأقل سيارة واحدة في مرآب المنزلِ. وتقل النسبة في المناطق الحضرية، وذلك لتوفر وسائل نقل بديلة مثل الباصات والقطارات وسيارات الأجرة. بينما يبلغ متوسط العمر الإفتراضي للسيارات نحو 17 عامًا، في بلدٍ يشتهر بأسواقه الحُره واقتصاده الجيد.

واحد من الأسباب الرئيسية الذي يدفع السويديين لعدم شراء السيارات الحديثة هو تفضيلهم أمتلاك شقة أو فلة بدلًا من سيارةٍ جميلةٍ. على سبيل المثال، قدْ نشتري اليوم سيارة حديثة بسعر ثلاثمئة ألف كرون سويدي، بينما يكون سعرها بعد سنة مئتي ألف كرون، وهكذا نخسر مئة ألف كرون دون فائدة. ولذلك، ينتقد السويديون سلوكيات المهاجرين، الذين يفضلون أمتلاك السيارات الحديثة الجميلة بدلًا من امتلاك منزل أو كوخ صيفي في جزيرة. وبمعنى أدق، شعارهم في الحياةِ أن وطن الإنسان هو المنزل وليس السيارة.

وهناك أسباب أخرى تدفع السويديين لعدم شراء السيارات الحديثة، منها استخدامهم السيارات في الأساس لأغراض العمل أو التسوق، وهذه الأغراض لا تتطلب سيارة حديثة جميلة. وزيادةً على ذلك، تتمتع السيارات القديمة بروح المغامرة خلال قضاء أوقات الترفية، إذ تجتاح الشدائد والمخاطر دون الخوف عليها. يقول أحد السويديين: «امتلك سيارة عمرها 22 عامًا، إلا أنها مازالت أكثر متعةً في القيادة، ولديها إدارة أفضل للطرق مقارنة بمعظم السيارات الحديثة، بل وتنافسالسيارات الحديثة في السباقاتِ».

ولعل أبرز مشكلة في السيارات الحديثة أن التأمين لا يغطي نفقات إصلاحها، كما يصعب إصلاحها دون اللجوء إلى مختصين، وذلك لاحتوائها على أجهزة تكنولوجية حديثة. وفي المقابل، صُنعت السيارة القديمة بطريقة يسهل على المالك إصلاحها بنفسه، وذلك لعدم احتوائها على رموز أو شفرات. إما أبرز مشكلة في السياراتالقديمة تحديها للبيئة، ولذلك تُحفز السلطات السويدية السائقين على استعمال السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here