هل السويديون شعب بارد؟‎

إيهاب مقبل
 
إذا سألت 90% من الأجانب في السويد حول السويديين سيخبرونك بأنهم شعب كئيب وبارد. وربما نفهم مصطلح «الكأبة»، ولكننا لا يمكن أن نفهم مصطلح «البرود»، فهل يقصد منه برود المشاعر أم الدم أم العلاقات الإجتماعية، وهلم جره؟!
 في البداية، لا يوجد هناك أبحاث علمية تشير إلى وجود برود في المشاعر أو الدم بين مجموعة سكانية في العالمِ، فنحن بشر نتقاسم جميع الصفات الرئيسية، ولكنَ الإختلاف الجوهري بالمقدرة على تغليب العقِل على المشاعرِ.
 يتميز السويديون عامةً بخاصية تغليب العقل على المشاعرِ، وذلك لأن تنشئتهم الاجتماعية في معظمها هادفة ومنظمة. على سبيل المثال، عندما تُقابل سويدي لا تعرفه مسبقًا، أو لا يوجد معه رابط مثل الدراسة أو العمل، ثم تدعوه لتناول القهوة أو العشاء معك، فحينها سيعتبر الدعوة غريبة، وفي الحالات القصوى يعتبرها إنتهاكًا لحيزه الشخصي. فلا تطلب أبدًا من السويدي أن يتناول الطعام أو القهوة معك دون هدف مشترك، وربما لا تراه أبدًا مرة أخرى. ولذلك، يمكنك خلال ساعات الدراسة أو العمل في مؤسسة هادفة تناول الطعام أو القهوة مع السويديين.
و إذا رغب السويدي بمناقشة القضايا الاجتماعية، فحينها سيتوجه إلى منتدى متخصص بمناقشة القضايا الاجتماعية. وإذا رغب السويدي بمناقشة القضايا الفنية، فحينها سيتوجه إلى معرض للفنِ. وإذا رغبَ السويدي بمناقشة مشاكله العاطفية، فحينها سيتوجه إلى الطبيب النفسي. وإذا رغب السويدي بممارسة الجنس، فحينها سيتوجه إلى مواقع التعارف المُخصصة لذلك الهدف. ولذلك، لا توجد صعوبة في تكوين صداقات كبيرة مع السويدي إذا كانَ هناك هدف مشترك بينكما، في نادي أو منظمة أو نشاط رياضي.
وأخيرًا، تجنب الجلوس بجانب السويدي على متن الحافلة أو القطار، عند وجود مقاعد خالية أخرى، حتى إذا ابتسم لك هذا الشخص، وذلك لأن الترحيب الافتراضي السويدي هو ببساطة تحية طبيعية محايدة، تجدها في أي مكان في العالم. 
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here