الكعب العالي والتنورة الضيقة.. حروب نسائية ضد ملابس العمل المثيرة

الكعب العالي والتنورة الضيقة.. حروب نسائية ضد ملابس العمل المثيرة

فصلت جورجيا براون قبل عشر سنوات من متجر هارودز الذي كانت تعمل فيه في العاصمة البريطانية لندن، بعدما كسرت قواعد الزي في مكان العمل، وارتدت حذاء مسطحا بدلا من الحذاء ذي الكعب العالي.
تقول في مقال منشور في صحيفة غارديان “ليس مجرد كعب صغير، ولكن خناجر سوداء وأنت تقف على قدميك طوال اليوم ولا يمكنك الجلوس”.
ومؤخرا تغيرت معايير ملابس العمل أو Dress code التي وضعها المتجر منذ أعوام طويلة، وأصبحت السياسة الحالية أن يرتدي الموظفون “ملابس مناسبة ليومهم”.
التغيير الذي حدث في سياسة واحد من أكبر المتاجر العالمية يعد انتصارا في معركة واحدة لأن حرب النساء ضد قواعد اللباس بأماكن العمل مازالت مستمرة حتى تتخلص من الكعب العالي والتنانير الضيقة أو لتحتفظ بغطاء الرأس لمعتقدات دينية.

مسامير في أرجل النساء
ظهرت في اليابان حملة نسائية لتغيير قواعد الملابس في العمل التي تشترط أن ترتدي المرأة الكعب العالي، وفقا لصحيفة إندبندنت.
وبدأت الحملة من خلال الفنانة والكاتبة اليابانية يومي إيشيكاوا التي شاركت بادئ الأمر إحباطها بسبب قواعد اللباس الصارمة، وكتبت على تويتر “آمل أن أتخلص من العرف السائد في يوم من الأيام أن ترتدي النساء الكعب (العالي) في العمل”.
استخدمت الحملة اليابانية وسم #KuToo، وهي هجين بين كلمة حذاء باليابانية “Kutsu” ووسم “مي تو”MeToo الشهير، ونتج عنها عريضة موقعة من أكثر من 19 ألف امرأة تطالب بحظر إجبار النساء على ارتداء الكعب (العالي) في أماكن العمل.
وقد ناهض الحملة وزير الصحة والعمل تاكومي نيموتو بوضوح قائلا بحسب إندبندنت “سواء كان اشتراط أصحاب العمل لارتداء الكعب العالي إساءة استخدام للسلطة أم لا، فهو مقبول اجتماعيا لأنه يقع في نطاق كونه ضروريا ومناسبا من الناحية المهنية”.
ازدواجية معايير؟
يظهر التمييز بين الجنسين بوضوح في أماكن العمل التي تطبق قواعد اللباس عادة على النساء دون الرجال.
فهناك المزيد من الفرص للرجال دون النساء لخرق القواعد المعمول بها مما يجعل بعضهم يرتدون الأحذية الرياضية في أماكن العمل، كما يشير أستريد هومان أستاذ علم النفس التنظيمي بجامعة أمستردام على موقع “بي بي سي”.
شعر واحدة من بين خمس نساء بأن اهتمام رؤسائها بمظهرها أكبر من اهتمامه بنظرائها الذكور، حيث كشفت العديد من النساء أنه تم إخبارهن بارتداء ملابس أكثر استفزازية وأن يكن “أكثر جاذبية” مع شعور حوالي 90% بأن مهنتهن قد تتأثر إذا لم يمتثلن، ويشعرن بالإهانة من تلك التدخلات، وفقا لاستطلاع خبير قانون العمل بشركة المحاماة العالمية “سلاتر و جوردن” Slater and Gordon على ألفي موظف، ونشر على موقع إكسبريس.
وفي الوقت الذي تقول فيه واحدة من كل عشر نساء تقريبا إن رؤسائهن يجبرهن على ارتداء أحذية عالية الكعب بالمكتب ومع العملاء لأن ذلك يجعلهن “أكثر جاذبية” وهو ما يفيد العمل، يؤكد 54% من الرجال أنهم لم يتلقوا أبدا أي تعليقات حول مظهرهم وأن قواعد لباسهم محددة بشكل أوضح من زميلاتهم.
وأكدت ثلث النساء اللائي شملهن الاستطلاع أنهن عانين جسديا نتيجة اضطرارهن الامتثال لقواعد اللباس، مشيرات إلى آلام القدمين بسبب الكعب العالي، والبشرة الحساسة من وضع مساحيق التجميل وعدم الراحة بسبب التنانير الضيقة.
معارك إجبارية
وضع قوانين صارمة للباس يفرض عبئا كبيرا على النساء أكثر، خاصة مع اشتراطها وضع مساحيق التجميل أو الكعب العالي أو الملابس الضيقة، أو منعها من ارتداء غطاء الرأس لأسباب عقائدية.
وتضطر المرأة للكفاح من أجل التمتع بأبسط حقوقها في لباس مريح وأقل إثارة، أحيانا تنجح، وأحيانا أخرى تساعدها الظروف، كما حدث مع المذيعات المحجبات في ماسبيرو (التلفزيون المحلي المصري) حين تم منع ظهور 45 مذيعة على الشاشات لما يقرب من سبع سنوات بسبب ارتدائهن الحجاب، وهو ما لم يكن يتوافق مع قواعد اللباس آنذاك. لكنهن عدن للظهور على الشاشات المحلية في أعقاب ثورة يناير كأحد المكاسب الرئيسية.انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here