بعد قصف السعودية من العراق .. هل أصبحت محافظات الجنوب منصة الحوثيين المفضلة؟

التقارير

تكشفت تفاصيل الهجوم الذي تعرضت له محطات نفط سعودية الشهر الماضي والدور المفترض لجهات عراقية فيها، ما يضع علاقات بغداد مع الدول المجاورة على المحك، في ظل تحول أراضيها إلى منصات مفضلة للحوثيين لاستهداف تلك الدول.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الجمعة، أن مسؤولين أمريكيين خلصوا إلى أن الهجوم بطائرات مسيرة على صناعة النفط السعودية في شهر أيار/ مايو الماضي، كان مصدره العراق وليس اليمن، مما دفع مسؤولين عراقيين لمطالبة واشنطن بمزيد من المعلومات التي تدعم هذا الزعم.

وقالت الصحيفة، إنّ «مسؤولين أمريكيين مطلعين على معلومات المخابرات بشأن الهجمات التي تمت بطائرات مسيرة في مايو أيار قالوا إن مصدرها جنوب العراق»، موضحة أنّ «ذلك يشير على الأرجح إلى فصائل بالمنطقة مدعومة من إيران».

وكشف النائب العراقي السابق، مشعان الجبوري، عن معلومات خطيرة تفيد بانطلاق بعض الطائرات المسيرة التي قصفت المنشآت النفطية في السعودية من العراق.

وأكّد الجبوري، خلال مقابلة متلفزة أن «الولايات المتحدة الأمريكية أخبرت سراً رئيس وزراء البلاد، عادل عبد المهدي، بأنها حددت نقطة انطلاق بعض الطائرات المسيرة من العراق، والتي قصفت منشآت نفطية في السعودية».

لكن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي رد على تصريحات الجبوري المثيرة للجدل قائلاً (25 يونيو)، إنّ «أمريكا أبلغت العراق سراً بأن بعض الطائرات المسيرة التي استهدفت بعض المنشآت النفطية في السعودية انطلقت من العراق، مع تحديد المكان الذي انطلقت منه تلك الطائرات».

وأضاف إنّ «الأمريكيين تحدثوا عن انطلاق الطائرة التي استهدفت الأراضي السعودية من الأراضي العراقية، لكن كل أجهزتنا الاستخبارية وكل قواتنا لم ترصد ولم يثبت لها هذا الشيء».

وأوضح عبد المهدي «الفضاء العراقي معروف، وعندما نتكلم عن مثل تلك الطائرات فإنها إذا انطلقت من العراق تحتاج إلى 975 كيلومتراً، أما إذا انطلقت كما ادعت حركة أنصار الله فإنها تحتاج إلى 600 كيلومتر فقط».

من جهته ذكر خبير أمني أنه «في حالة ثبوت تلك المعلومات، وهي موثوقة بنسبة كبيرة فإنها ستضع علاقات بغداد على المحك مع الدول المجاورة، وستكون هدفاً لعقوبات واشنطن في المستقبل، إذ أن مليشيات الحوثيين تمثل ذراع إيران في اليمن، وبالتالي فإن مساعدتها لا تختلف عن مساعدة إيران».

وأضاف الخبير الأمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ (باسنيوز) أن «المعلومات الواردة تؤكد أن الحوثيين أصبح لهم نشاط ملحوظ في محافظة المثنى، المحاذية للسعودية، خلال الفترة الأخيرة، وذلك في محاولات حثيثة لاستهدافها بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تُفخخ غالباً، وترسل نحو المنشآت النفطية».

وتابع، أن «هناك توطؤاً من قبل الجهات الرسمية تجاه الحوثيين بشكل خاص والحوثيين بشكل خاص، وأتوقع أن الرياض ستتخد موقفًا خلال الأيام القليلة المقبلة من علاقاتها مع بغداد».

ومن شأن تلك التطورات فتح جبهة جديدة داخل الساحة العراقية المتخمة أساساً بالفصائل المسلحة، التي نشطت مع تأسيس الحشد الشعبي عام 2014، ما يجعل العراق ساحة للصراع ليس بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وإنما ميدانًا جديداً لصراع الحوثيين مع المملكة العربية السعودية.

من جهته يرى المراقب للشأن العراقي عماد محمد، أن «لجوء الحوثيين إلى الساحة العراقية يأتي لعدة الاعتبارات؛ الأول أن المحافظات العراقية مثل المثنى هي محاذية للسعودية، وبالتالي سيكون القرب المكاني حاضرًا، فضلًا عن القرب المكاني من إيران، فيما يتعلق بإرسال المعدات العسكرية، وإن كانت في الجنوب، لكنها لا تواجه مصاعب في ذلك».

وأضاف محمد في حديث لـ (باسنيوز)، أن «العامل الآخر المساند للحوثيين هو الساحة العراقية التي تعاني الفوضى وانفلات السلاح سواءً بيد المليشيات التي تُعرف الجهات التابعة لها، أو سلاح العشائر، فضلاً عن ضعف الرقابة على كافة مفاصل الملف الأمني، ما يتيح لأية مليشيا ميداناً ملائماً لتوجيه هجماتها ضد الأطراف التي تحاربها، خاصة وأن الحوثيين يحصلون على دعم كبير من الفصائل العراقية الموالية لإيران والتي تحفز الصراع مع السعودية، وبالتالي لن يجد الحوثيون أي رفض من أية جهة بشأن وجودهم ونشاطهم».

وبحسب صحيفة الأخبار التابعة لحزب الله اللبناني، فإن اتصالاً جرى بين وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في 15 حزيران الجاري، ليبلغه بأن واشنطن تمتلك أدلة تثبت تورّط جهات عراقية في قصف مضخّتَي ‹أرامكو›، وانطلاق الطائرات المسيّرة (التي استُخدمت في العملية) من منطقة جرف الصخر (60 كيلومتراً جنوبي غربي بغداد). وبالنظر إلى تمركز ‹كتائب حزب الله› في تلك المنطقة، فإن واشنطن تحمّلها بالتالي المسؤولية، وفق قناة ‹سي أن أن› الأميركية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here