محطات رياضية مشرقة في تاريخ الكورد الفيليين في العراق.. الجزءالثاني

تحقيق.. عبد الصمد اسد
في هذا الجزء نسلط الضوء على محطات من خزين الذاكرة الرياضية، والتي انطلق منها عدد كبير من الاسماء في مسيرة الرياضة، والتي ظلت تنطلق نحو النجومية وتشارك في رفع اسم الرياضة العراقية في المحافل الدولية رغم تعرضها الى مطبات سياسية ولا انسانية مستمرة الى اليوم…
وبما ان رياضة كرة القدم تستوطن مشاعر الجماهير دون تحيز مشاعري الى لعبتي التي تفضلت عليَّ وعلى الملايين من مثلي بمحبة الجماهير العريضة، وبمستقبل وحياة افضل، لذا ينطلق الجزء الثاني من محطتها الكروية…..

نجوم كرة القدم الكورد الفيليين في العراق.
رغم كل تلك الاحداث اللاانسانية التي جرت بحق الكورد الفيليين من قبل انظمة حكم العراق باستثناء فترة ثورة ١٤ تموز، الا ان شوكتهم لم تنكسر وتطلعاتهم في حياة حرة كريمة وروح الابداع لديهم بقيت عالية في البذل والعطاء من اجل العراق في جميع المجالات ومنها المجال الرياضي، لذا اشتهر عدد كبير من رياضيي الكورد الفيليين ولعدة اجيال ممن مثلوا العراق ضمن المنتخبات الوطنية وحازوا على بطولات وجوائز معها ومع وفرق الاندية التي مثلوها في اللقاءات والبطولات و الدورات الرياضية المحلية والعربية و الاسيوية و الاولمبية ولكن مع سيطرة البعث وظروف التهجير صعوداً الى يومنا هذا انحسر العدد الى اقل من اصابع اليد..
وكان لجيل الرواد الاول والثاني دور كبير في مشاركاتهم بفوز العراق بالبطولات المحلية والدولية، ومن اشهرهم في حياة وتاريخ الكورد الفيليين:
*اللاعب انور مراد الذي مثل ابتداءً من العام ١٩٥٧، اضافة الى نادي الفيلية، فرق ( الشرطة والفرقة الثالثة والمنتخبات ــ العسكري، الاولمبي، المنتخب العراقي).
وقد استشهدت بنت اخت اللاعب انور مراد بانفجار لغم تحت اقدام اسرة شقيته عند الحدود الايرانية العراقية، اثناء تهجيرهم الى ايران مع الالاف من العوائل الكوردية الفيلية اوائل الثمانينات، وكان اللاعب انور مراد وزوجته يوم ذاك في محافظة اربيل ومن هناك اضطرا الى الهجرة الى هولندا..
*محمود اسد، لعب ابتداءً من العام ١٩٦٢، في فرق (نادي الاسالة، المصلحة، الفرقة الثالثة آليات الشرطة القوة السيارة، شرطة المرور، والمنتخبات ( العسكري، الاولمبي، المنتخب العراقي).
*عبد الصمد اسد، شارك ابتداءً من العام ١٩٦٧، مع فرق (السكك القوة السيارة، النجدة والمنتخبات ــ الاهلي، الشرطة، الاولمبي، المنتخب العراقي،)، وفي العام ٢٠٠٥ بعد سقوط نظام صدام واعادة بناء الجيش العراقي تم تعينه كاول مدير كوردي في تاريخ العاب الجيش، واستقال بعد عام واحد من تعيينه.
وقد اعتبر، الموقع الرياضي( منتديات كووورة عراقية ) في ارشفتها الرياضية، الاشقاء محمود اسد وعبد الصمد اسد، و ـ د. صاحب اسد( دكتوراه التربية الرياضية ـ موسكوـ) ولاعب فرق (التربية والجيش والزراعة)، من ضمن اشهر العوائل الرياضية العراقية. ورغم كل ذلك تم تهجير جميع افراد عائلتهم الى ايران، في العام ١٩٨٢، وتم احتجاز ابن شقيقهم وثلاثة من اولاد شقيقتهم وابن خالهم الحاج كريم كرم الذي تم تهجيره مع المجموعة الاولى من التجار، ولم يكتشف لهم اثر حتى في المقابر الجماعية الى اليوم، وتمت تلك الجرائم في غياب الاشقاء الاربعة حينها خارج العراق …
وموصولاً بتمثيل ذلك الجيل من الكورد الفيلية للرياضة العراقية، ظهر جيل ثاني مثل فرق القمة والمنتخبات بعد العام ١٩٧٢، اي بعد البطولة العربية، التي سميت بكأس فلسطين..
وقد برز العديد من الرياضيين من خلال تمثيلهم المنتخبات المحلية والدولية اضافة الى فرق الاندية:
*حامي الهدف الامين، جلال عبد الرحمن، الذي لعب لفريق ( السكك الذي تحول مع الغاء المؤسسات الى نادي الزوراء ـ ومثل المنتخبات، المدرسي، ومنتخب بغداد الاهلي والمنتخب الوطني)، وكذلك حامي الهدف البارع، قاسم محمد ــ ابو حمرة ــ وقد لعب في فرق ( الكهرباء، الصناعة، الجيش، الزوراء، منتخب بغداد، المنتخب الوطني )، واما لاعب الوسط الجريء، المرحوم محمد علي قنبر– فقد مثل فرق ( السكك ، المصلحة، القوة السيارة، المرور، ومنتخب بغداد الاهلي، والمنتخب الوطني )…
وكان هولاء الثلاثة امتداد وحبل الوصل بين الجيل الاول والثاني بعد اعتزال الجيل الاول، وذلك حين ظهر اللاعب مهدي عبد الصاحب – الذي لعب في (الطلبة والتجارة ــ المنتخب العسكري ــ منتخب شباب العراق الفائز بكأس شباب أسيا في طهران عام 1977)، وايضاً تم تهجيره وعائلته الى ايران، ثم هاجر الى السويد…

ثم ظهر عدد كبير من اللاعبين من امثال: اللاعب، ولي كريم فيلي الذي لعب في فرق (نادي الجيش، الطلبة، الطيران، واحترف في قطر والجزائر، ومثل منتخب شباب العراق)… اللاعب شاكر علي، لعب في فرق (نادي الطلبة، نادي الجيش، ومثل منتخب شباب العراق ومنتخب العراق)… اللاعب علي رستم، لعب في فرق (الصناعة، الشرطة، منتخب العراق)… اللاعب سعد عبد الحميد، مثل فرق( نادي الشباب، القوة الجوية، الشرطة، ومنتخب العراق، واحترف في تونس وقطر)… اللاعب اسماعيل محمد، لعب في فرق ( الزوراء والشرطة ونادي الشباب ومنتخب العراق)… اللاعب جاسم محمد غلام، مثل فرق (نادي الجيش، والقوة الجوية، ومنتخب العراق، واحترف في قطر)… و سلام شاكر، وهو ابن لاعب المنتخب شاكر علي، وقد لعب في فرق ( الطلبة، الزوراء، الكرخ، الشرطة، واحترف في السعودية والامارات، وشارك ضمن المنتخب العراقي الفائز بكأس أمم اسيا عام – 2007 –)… وهناك لاعب وحيد من ابناء المهجرين الكورد الفيليين يلعب في السويد ومايزال يمثل المنتخب العراقي هو اللاعب احمد ياسين..

كرة السلة

كان لنادي الفيليه الرياضي و الثانوية الاهليه الفيليه دور متميز في اعداد الكثير من لاعبي كرة السلة من المشاهير ايضاً الذين شاركوا في البطولات المحلية و الدولية – ضمن المنتخبات العراقية من الرعيل الاول امثال : اللاعب الدولي نعمان مراد، عضو المنتخب العراقي في فترة الستينيات… اللاعب داود سلمان لاعب المنتخب العراقي … اللاعب عبد الحسين خليل – لاعب المنتخب الوطني و العسكري خلال الاعوام ( 1966 ــ 1979 )… اللاعب سامي كريم – عضو المنتخب العراقي سابقا … اللاعب عبد الرحمن سردار – لعب ضمن الدوري الممتاز و كذلك ضمن فريق نادي الشباب … اللاعب كريم سهراب، وجبار سيف الله – لعبوا ضمن اندية الدوري الممتاز بكرة السلة و الطائرة – ,, وهناك مجموعة اخرى من نجوم كرة السلة والطائرة الذين مثلوا النادي والعراق في اللقاءات الخارجية امثال : اللاعب انور مراد و شمه جمعه و كاظم رضا و ستار احمد وعلي حافظ و سعيد حسين و غيرهم .

في العاب القوى :

وفي العاب القوى برز على الساحة المحلية و الدولية عدد أخر من الابطال الذين مثلوا نادي الفيلية والعراق، وحسب قول السيد بدري علي شمه “ وكما اشترك المرحوم عبد كاظم وباسل مهدي والمرحوم صبحي اديب من الاخوة العرب مع نادي الفيلية في كرة القدم، كذلك انضم في العام ١٩٥٧، اي في اوائل تأسيس نادي الفيلية العداء النجفي مثقال ابو كَُلَلْ بطل المدارس العراقية والعراق يوم ذاك لسباقي المسافات القصيرة ,, 100م , 200م.”

وفي نفس العام اشترك في البطولة العربية التي اقيمت في بيروت وحاز على المدالية الذهبية وحطم الرقم القياسي العربي اضافة الى رقمه القياسي الذي كان مسجلاً في العراق باسمه، من رقم “11,1” ثانية الى“ 10,9 “في الثانية..

وبالاضافة الى العداء البطل المرحوم ابو كَُلَلْ، انضم المرحوم البطل خضير سلاطه في نهاية الخمسينيات الى بداية الستينيات بطل المسافات القصيرة ,, 100م , 200م , 4× 100م تتابع , 4 × 400م تتابع ,, و البطل المرحوم سامي كريم بطل العراق في الوثب الطويل… و البطله كوثر نعمه بطلة العراق في الوثب العالي … وغيرهم .

وفي كرة المنضدة : برز اللاعب عبد الوهاب عبد الحسين بطل العراق .. و قد مثل البلاد في دورة سيؤول الاولمبية عام 1988 … واللاعب مجيد نايلي الذي شارك ضمن بطولة العراق بكرة المنضدة ممثلا لنادي الفيليه، وابراهيم صفر من عوائل التجير في السبعيات، الذي كان بطل كأس التربية في الستينات في العراق، ولكن جريمة التهجير لم تخذل طاقته الرياضية، حيث صار في ايران بطلاً لجامعاتها ومدرباً ناجحاً هناك، الى ان التجأ الى السويد..

في الملاكمة : كان لنادي الفيليه ايضا دور متميز في اعداد وتهيئة الابطال للمشاركة في البطولات المحلية و الدولية امثال : الملاكم اسماعيل خليل الفيلي و الملاكم كاظم محمد علي الذي شارك في بطولة أسيا .. و الملاكم عبد الوهاب حسين و اكرم مروكي وسامي ابراهيم وعلي حسين وغيرهم .

في رفع الاثقال : اشتهر الرباع عباس محمد – عضو منتخب العراق بالاثقال و الذي شارك في عدة سباقات خارجية ,, و الرباع عزيز عباس بطل اسيا ,, والرباع عبد الواحد عزيز – الذي فاز بوسام برونزي في اولبياد طوكيو عام1964.

على الرغم من ان هذه الاسماء التي تم ذكرها موثقة في تاريخ ذاكرة الرياضة العراقية الا ان هناك ايضاً اسماء عديدة لها انجازات رياضية قد تكون قد سقطت دون قصد او عدم توفر مصادر لتوثيقها في الذاكرة، ومن الممكن في حال وجود او استحداث مركز بحوث جمع هذا التراث الغني المتنوع للكورد الفيليين في كتاب لتعريف الاجيال واغناء المكتبات بذلك التاريخ المشرق..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here