العازف حسين فجر..في ثلاثة مشاريع موسيقية تنموية

تضامن عبدالمحسن

حسين فجر، عازف كمان وباحث وأكاديمي، درس الة العود في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد، واضطر الى ترك الدراسة عام 1998 والسفر الى سوريا، ودرس الكمان بشكل اكاديمي في دمشق، في المركز الثقافي الروسي. وحينما عاد الى العراق، عام 2010، أكمل دراسته الأكاديمية في معهد الدراسات الموسيقية وحصل على شهادة الدبلوم بدرجة امتياز عام 2012 كباحث موسيقي عن بحثه (الغجر في وسط وجنوب العراق)، الموجودة نسخة منه في مركز الدراسات الدولي في دائرة الفنون الموسيقية.

· المشاريع الموسيقية الثلاثة

ولنتعرف على مشاريعه الموسيقية، اجرينا الحوار التالي معه، فكان الاول: العلاج بالموسيقى، يقول فجر

– (بدأنا في دائرة الفنون الموسيقية بمشروع العلاج عبر الموسيقى من خلال تحقيق زيارات ميدانية الى مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية، بالتعاون مع الكادر الطبي الموجود في قسم التأهيل النفسي. ومن جانبي قدمت طروحات جديدة وغير مسبوقة، لينجح المشروع بدعم كبير من قبل معاون المدير للدائرة عماد جاسم.

قبل ذلك كنت قد أجريت بحثا مطولا عن العلاج بالموسيقى، فكان تعاملي مع هذا الموضوع بشكل مختلف، فأنا باحث وعازف ومؤلف، وطرحي الجديد هو العلاج بموسيقى مشابهة لنفس بيئة المريض النفسي، وهذا يشبه التاريخ المرضي عند المريض، وحينما نتعرف على التاريخ الموسيقي نبدأ بالعلاج.

وقد طبقت ذلك على عدد من الاشخاص وتعرفت على ردود الافعال، والآن سنطبقه على نزلاء مستشفى الامراض النفسية بشكل عملي.

· هل وضعت احتمال الا ينجح المشروع؟

– الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يفهمها جميع سكان الارض، ولكن لأسباب بيئية معينة ينفر البعض من جمل موسيقية بعينها، او من نوع معين من الآلات الموسيقية، واشكالية حب او كره الموسيقى يأتي من عدم معرفة التعريف العلمي للموسيقى، والذي يعني ان لكل صوت زمن محدد وهي الموسيقى، ومن هذه القاعدة سنتمكن من معرفة الايقاع الذي يحبذه المستمع للموسيقى، او نزلاء مستشفى الرشاد، وكل ذلك يعتمد على بيئة الانسان وخلفيته الثقافية والاجتماعية.

· وماهو مشروعك الثاني..

– مشروعي الثاني مهم جدا بالنسبة لتاريخ العراق ومهم بالنسبة لي، وهو (توثيق المناطق والشخصيات التاريخية في العراق القديم)، واؤكد جازما ان مثل هذا المشروع لم ينفذ في العراق ولا في المنطقة عموما.

اذ بدأت في آثار بابل مثلا، ورسمت تصوري عن الحياة في بابل، وكذلك للشخصيات الموجودة في تلك المنطقة، كلكامش وانكيدو من خلال دراسة الاحداث والحروب التاريخية، والفكرة كانت بايحاء من صديقي الاعلامي عماد جاسم الذي نقل لي مشاهداته من المتاحف العالمية.

· كيف تعطي لبابل موسيقى معينة ولأور، مثلا، موسيقى اخرى؟

– من خلال القراءات التاريخية، ستكون الموسيقى تخيلية، اذ ليس هناك تدوين للموسيقى من السابق، اعزف من خلال الاحداث، مثلا في مقطوعة بابل تناولت السبي البابلي في تلك الفترة، ونبوخذ نصر، وسوف استخدم الة العود البابلي القديم، والمصنوعة من امعاء الحيوانات لتعطيني نفس الصوت الذي كان يخرج من الآلة الموسيقية سابقا. اما بالنسبة لمقطوعة آشور استخدمت آلات تستخدم في شمال العراق مثل السنطور والات البالابان والتي هي من عائلة الناي.

حققت نصف مشروعي او اكثر قليلا، وسيتم تحقيقه من خلال دائرة الفنون الموسيقية.

· كم معلم اثري ستنجز؟

– قائمتي حاليا تضم ثمان اعمال، اضافة الى شخصيات تاريخية عديدة، والقائمة مفتوحة.

وهذا المشروع اهم احد الدروس التي اقدمها لطلابي، فاطالبهم بموسيقى لوصف شخصيات مهمة في حياتهم.

· توثيق المقام العراقي، والمشروع الثالث..

قام حسين فجر بتأسيس بيت الموسيقى البغدادي، على نفقته الخاصة، ليكون مكانا لتعليم العزف على الالات الموسيقية ومركزا ثقافيا يهتم بالتراث الموسيقي العراقي، اضافة الى انه ملتقى للثقفين والمهتمين بالموسيقى.

يأتي مشروع فجر الثالث من خلال هذا البيت، اذ يقول

– ان مشروعي هو محاولة لتوثيق المقام العراقي بشكل جديد ومهذب من الاصوات الناشزة بسبب قِدم المواد المسجلة الموجودة. وساعدني قاريء المقام طه غريب في تسجيل عدد من المقامات وسنقدمها بشكل جديد وواضح، وهذا مشروع لصالح العراق، وسأهديه للجهات المعنية بالشأن الموسيقي.

· التأليف الموسيقي..

– ألف حسين فجر العديد من القطع الموسيقية بقوالب متنوعة ولحن ووزع مجموعة من الاغاني، كما وضع الموسيقى لأعمال تلفزيونية ومسرحية وسينمائية واخرها كان فيلم (نيجاتف) الذي شارك في مهرجانات دولية.

واسس في بغداد (اوركسترا مجموعة بغداد للموسيقى). وفي مجال الموسيقى التصويرية لديه مؤلفات كثيرة وتجارب مهمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here