البركست اللاخروج واللابقاء

كتب : علاء الخطيب

كلما أرى حيرت البريطانيين في عملية الخروج. أتذكر الاغنية العراقية التي تتحدث عن فتاة تعشق حبيبها لكنها لا تتمكن ان تتركه ولا تتمكن ان تبقى معه ولا هي قادرة على نسيانه ، الاغنية تقول:

لگدر أظل ونساك ولا أگدر اروح وياك ولا أگدر أخليك . فهي حيرة حقاً

هل تبقى بريطانيا جزءاً من الاتحاد الأوربي ام ستغادره نهائياً ؟

أينما تذهب أو تتواجد في الباص أو الدائرة أو الشارع سيواجهك السؤال الذي يدور في أذهان البريطانيين هذه الأيام ، ماذا علينا فعله ، هل نغادر أم نبقى أم ماذا؟

رئيس الوزراء الجديد يهدد اوربا بالخروج من غير اتفاق وأروبا متعنته ولا تريد التنازل ، النواب منقسمون ، ورئيس البنك المركزي البريطاني يحذر من تداعيات اقتصادية كبيرة ، شركة ايرباص تنذر الحكومة بالخروج وترك 15 الف موظف بلا عمل ، الكثير يخشون من تفكك المملكة المتحدة .

توقعات باستقالة رئيس الوزراء جونسون فيما إذا بعض رفض نواب حزبه التصويت على الخروج دون اتفاق وشكلوا جبهة معارضة قوية داخل البرلمان ، حينها يصار الى انتخابات مبكرة .

رحلة البحث عن البديل مستمرة ، هل ستتنازل أوربا وتقبل بشروط جونسون أم أن 31 أكتوبر هو يوم الطلاق الرسمي .

من قبل رفض نواب مجلس العموم البريطاني جميع الخيارات البديلة لاتفاق “بركست” الذي وقعته رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي مع زعماء الاتحاد الأوروبي أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ، فهل سيوافق مجلس العموم هذه المرة ويتراجع نوابه عن قراراتهم الأولى ؟ .

رئيس مجلس العموم جون بيركو سابقاً يوضح أن الخيارات هي: إقامة اتحاد جمركي دائم، فهل ستقبل اوربا بما يقوله بيركو ؟

هل ستوافق اوربا ان تبقى بريطانيا داخل السوق الأوروبية الموحدة، من خلال الحصول على عضوية المنطقة الاقتصادية الأوروبية أسوةً بالنرويج ؟ أم انها لا تقبل أنصاف الحلول, كما صرح بذلك جان كلود يونكر رئيس المفوضية الاوربية .

هل سينجح معارضو الخروج من إقناع الشارع البريطاني باستفتاء ثان، وهذا يتطلب تشكيل جبهة معارضة قوية داخل البرلمان وإسقاط حكومة جونسون ، والدعوة الى انتخابات جديدة وحكومة جديدة .

أم ستعمد بريطانيا الى إلغاء خروجها من الاتحاد الأوروبي.

جملة من المشاكل وقليل من الحلول أمام حكومة السيد جونسون، فهل سيعبر بالسفينة البريطانية الى بر الأمان ، ام سنشهد احداث دراماتيكية تغير وجهة المملكة التي لا ستغيب عن مستعمراتها الشمس هذه المرة ، كما سنشهد ربما ولادة دول جديدة على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي السابق.

فالمخاص التي تمر به بريطانيا اليوم هو مخاض مفصلي وصعب في تاريخها.

فهي مرحلة سيتحمل صناع القرار فيها وزر قراراتهم وسيكتب التاريخ عنهم ما قاموا به من فعل ، والشعب ينتظر ما تؤول اليه لعملية، ويبقى هل ستبقى بريطانيا ام ستخرج ؟

سؤال ننتظر جوابه جميعاً يوم 31 أكتوبر القادم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here