فرصة لا تفوّت أمام ترامب لتخليص العراق من حرامية المنطقة الخضراء : لو كان جديا

بقلم مهدي قاسم

قيام وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على بعض المسؤولين
العراقيين ، أجّج تمنيات و رغبات بعض كثير من العراقيين ، نحو أن تتسع مساحة هذه العقوبات واسعة و شاملة ، لتشمل باقي لصوص و حرامية المنطقة الخضراء و كذلك غيرهم من المتواجدين خارجها أيضا ، ولا سيما أن تشمل لصوصا كبارا من وزن ثقيل من أصحاب ” سيادة و قيافة ونيافة
” زائفة وفاشلة ، ممن سرقوا مليارات دولارات من المال العام ، وبات كل واحد منهم يملك ما بين عشرين و خمسة وعشرين مليار دولار ــ وفقا لما نشرها بعض من الصحف الأمريكية ذاتها ، طبعا استنادا على مصادر و معلومات استخبارية ومؤسسات مصرفية ــ هذا في الوقت الذي كانت
مائة دولار حسرة على أغلبهم ، مثلما اعترف بذلك “عميد ” الساسة الفاسدين والمبذّرين للمال العام في العراق مختار عصر الكوارث نوري المالكي..

و في الحقيقة نحن نعتقد بإن عملية إحقاق الحق و أخذ بالثأر
للشعب العراقي من هؤلاء الصوص ، يجب أن تكون دافعا أساسيا لمثل هذه العقوبات الواسعة و الشاملة ليس فقط من ناحية تجريد هؤلاء اللصوص من هذه الأموال الهائلة المسروقة نهبا و سلبا ، إنما محاسبتهم و مقاضاتهم أيضا بسبب الأضرار الكارثية الوطنية العظمى التي سببّوها
للشعب العراقي سواء بشريا أو ماديا ، فضلا عن إن الحكومة الأمريكية عندما قامت بعملية غزو العراق وإسقاط النظام السابق فإنها قدمت آلافا من الجنود بين قتيل و مفقود و معوّق إلى جانب نفقات الغزو التي بلغت مئات مليارات دولارات حسب تصريح ترمب نفسه ، أما النتيجة فإن
عملاء النظام الإيراني من أحزاب طائفية منحازة التي ـــ سمحت لهم قوات الغزو بدخول العراق قادمين من إيران مع عشرات آلاف من عناصرهم و عدتهم ومعداتهم ـــ قد سلمت العراق مع كامل كيانه و ثرواته للنظام الثيوقراطي القمعي في طهران ، في مقابل دون أن تحصل الإدارة الأمريكية
ــ بعد كل هذه التضحيات البشرية والمادية الهائلة و الطائلة ، نقول دون تحصل حتى ولا على شروى نقير!..

لتخرج أمريكا من العراق خاوية الوفاض مع كثرة العجاج
..

بطبيعة الحال إذا لم توّسع الإدارة الأمريكية كل إجراءات
عقوباتها لتشمل كل القطط السمان و أنصاف السمان في مطابخ المنطقة الخضراء ، وإذا دعتهم أن يفلتوا برؤوسهم و حساباتهم المصرفية الخيالية ، بدلا من ممارسة ضغوط على الحكومة العراقية وضمن إطار من إجراءات وخطوات جدية و موسعة لتجريدهم من الأموال المسروقة و معاقبتهم
قضائيا ، فبدون هذا ، سوف تترسخ مشاعر القناعة واليقين لدى الشارع العراقي يوما بعد يوم ، بإن الإدارة الأمريكية قد أسقطت النظام السابق ، لا لشيء إلا بهدف تسليم مصير العراق للنظام الإيراني بدفع التخريب و التدمير، و من ثم تفكيك العراق على مراحل بطيئة ، لغاية في
نفس يعقوب ..

ذلك لأن أحدا لم يجد حتى الآن تفسيرا واحدا مقنعا لقيام
دولة بغزو دولة أخرى بقصد إسقاط نظامها ، و فوق ذلك ، بخسائر بشرية ومادية كبيرة فادحة ، و من ثم تسليم مصيرها لبلد ثالث ــ أي للنظام الإيراني ــ ليهمن عليها و يحتلها هو الآخر ولكن ليس بقوات مسلحة مباشرة ، إنما سياسيا وأمنيا واقتصاديا و ميليشاويا جرارا كأسراب
جراد !..

وهو الأمر الذي يعطي حقا مشروعا على نحو أن يقوم العراقيون
بمقاضاة الحكومة الأمريكية و يطالبوها بتعويضات لا تُعد ولا تُحصى ، بسبب عملية هذا الغزو الفاشلة ونتائجها المفضية للهيمنة الإيرانية ، و ما ترتبت عليها و نجمت من كوارث وطنية و مظاهر تخلف وتقهقر ، إلى جانب ويلات ومعاناة فظيعة للشعب العراقي ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here