الفيل الأزرق 2 … المقعد الجالس عند زاوية الظل

Image preview

1

بعد النهاية …

تخلصت من خيوط المقاعد وضعت يدي على المساحة القريبة رأيت يدي الاخرى تهرب عرفت أنها تعشق المساحات البعيدة مضت ثواني طويلة لكنني خرجت بحثت عن مقعد اخر في نهايات الممر جلست طلبت كوبا من الشاي مع الكثير من السكر وقطع الليمون وعلبة سجائر فالعلبة التي كانت معي قبل البداية اصبحت مرتعا للفراغ التهمت كل السجائر التي فيها كي أكون جاهزا للحوار مع العالم الاخر … الفيل الأزرق 2

2

وأنا أشاهد الفيلم من المقعد الجالس عند زاوية الظل …

رأيت عين العدسة وهي تتدحرج بقيت جالسا في متاهة الصوت والصورة تابعت كل خطواتها سقطت انفاسي تلعثمت نبضات قلبي تطايرت أجزاء من روحي حصل هذا وأنا في مرحلة الصراع مع الأشياء العنصر البارز الذي لطالما كتبت عنه بوحشية وجمود لم أضع في كراس حرفي حرفا يناقض تلك المعادلة لأنني لم أكن أعرف إنني سأواجه ذاك الحرف من المقعد الجالس عند زاوية الظل … الفيل الأزرق 2

3

الى أي أفق تمضي السينما المصرية عرض مبهر عرض يكسر الخيال البداية تلملم شتات الصورة النهاية تفك الحظر عن الصوت … الفيل الأزرق 2

4

شخصيته بعيدة عن التصنع والازدواجية أنه تلقائي ومنظم السايكوباثية تليق به يتقن فنون وأسرار النص … كريم عبدالعزيز

يلفت الانتباه أنه نقطة ضوء في عالم السينما يعشق الحركة يتواصل مع الاخر بلغة الجسد يقتنص التفاصيل من حائط المشاهد … خالد الصاوي

تملك خاصية المواجهة مع العدسة لا تخشى إعماقها ملامحها تراقص الألم تلاعب قالب اللاوعي تنتهك فصول الذاكرة اللامرئية … هند صبري

5

شربت عدة أكواب من الشاي بعد أن عصرت قطع الليمون فيها رافقتها عدة سجائر وتذكرت ما حصل لي عندما كنت أشاهد الفيلم …

دخلت في غيبوبة سينمائية تتخطى الزمن والمكان عشت تجربة مليئة بالخيارات والاحتمالات خضت مغامرة مع الحواس انتفض الشغف وأحتل الرسوم أمتنع الشك عن الإحتكاك بالعلامات والرموز مضى الحلم الى بقعة الماورائيات تطايرت اجنحة اللانتماء في مجسم الأبعاد والأرقام … الفيل الأزرق 2

6

الفيلم أعتمد على المادة الحسية في نسج المقاطع الصورية صناعه تغلبوا على نمطية القصة وتخلصوا من الشخصيات المبرمجة تفاعلوا بنشاط مع التغيير حيث لا أثر للدراما المفبركة ولا للتراجيديا المقنعة العمل يتناول الاثارة والتشويق والغموض والجريمة من فكرة معقدة غير طبيعية وغير مألوفة صعبة كمفهوم للإدراك العقلي وقاسية في الاستجابة البصرية …

قلت يجب أن أحمله معي فما رأيته وما شاهدته أعطاني جرعة سينمائية دسمة لكن شعوري بعدم إكتمال حكايتي مع الفيلم دعاني لالتقاط سيلفي معه فعلت هذا لقطة هنا لقطة هناك أحداهن أعطتني ما أريد حملت أفكاري ورحلت وقبل أن أخرج وقفت ونظرت لملصق الفيلم وكتبت في كراس حرفي … الفيل الأزرق 2

ايفان علي عثمان

شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here