حجي حمزة لاتقلق…قنصلية لاس فيغاس لاتزال شاغرة!

ساهر عريبي
[email protected]

يقبع حجّي حمزة حاليا في أحد السجون ببغداد, بعد ان ألقت القبض عليه قوة أمنية تابعة للحشد الشعبي قبل أيام, بتهمة إدارة شبكة واسعة في العراق متخصصة بالقمار وتجارة المخدّرات والدعارة والأهم من كل ذلك غسيل الأموال! ولا شك بأن الحاج مصدوم اليوم ويعتريه قلق كبير لإعتقاده بان رفاق الأمس الذين قدم لهم خدمات جليلة ووفروا له بالمقابل حماية مطلقة ,قد خذلوه وتنكّروا لخدماته وتركوه يلاقي مصيرا مجهولا.

فهذه الهواجس تؤرقه في منامه في السجن وهو الذي اعتاد على النوم طوال السنوات العشر الأخيرة, في الغرف الفارهة سواء في بغداد او بيروت أو غيرها من العواصم. وهو قلق اليوم على الثروات التي جمعها بعرق جبينه ولم يسرقها من الدولة العراقية وحتى ولو وصفه البعض ب“القواد“ لكنه أشرف بمراتب من ”القوادين“ من الساسة العراقيين وبعض المعمّمين الذين يتسابقون لأخذ الصور معه ونيل رضاه!

فكل مايفعله هو غسل الأموال التي سرقها السياسيون من خزينة الدولة العراقية, فيعطيهم وثائق رسمية معتبرة دوليا بانهم ربحوها في صالات القمار! وماعليهم سوى أن يدفعوا خمسها الى الحجي لتصبح حلالا زلالا عليهم, يشتروا بها العقارات ويبنوا بها المولات وفوق كل ذلك يعززون بها قبضتهم على الحكم, فهل ينسى هؤلاء فضله؟

وهل ينسون بأنه كان يوفر لهم مختلف أنواع اللحوم من شرقية وغربية وقد كتب عليها حلال زلال فيقضون بين أحضانها ليالي حمراء من المتعة حيث كؤوس الشراب التي تطير صوابهم ليجلسوا في الصباح ليكتبوا تاريخ الحركة الإسلامية منذ بزوغ شمسها وحتى سطوع فسقها! وهل ينسى هؤلاء الرحلات الخاصة التي كان ينظمها لهم اسبوعيا وعلى متن طائرات خاصة تنطلق من مطار بغداد لتحط في قبرص حيث صالات القمار والنساء الحسان, فهذا جهاد مكمل لجهادهم أيام المعارضة!

سيفتقدونك ياحاج ولن يمكنهم الإستغناء عنك, فلاتقلق أبدا! وكل ماعليك فعله هو أن تبرم صفقة معهم تتنازل فيها عن نصف ثرواتك, فهؤلاء ليس لجشعهم ولا لغدرهم حدود! وإن فعلت فسيتم إطلاق سراحك وسيصدر بيان رسمي يثبت أنك برئ من جميع التهم الموجّهة اليك كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب! و كبادرة لإثبات حسن نواياهم, فإن كتاب تعيينك قنصلا عاما في ولاية لاس فيغاس الأمريكية قد صدر وهو موضوع في الدرج! وماعليك إلا ان توافق على الصفقة كما وافق عليها آخرون ممن يمثلون العراق في سفاراته في الدول, لأنهم خير من يمثّل ويعكس واقع وآمال هذه الطبقة السياسية الحاكمة! وإن لم تفعل فلاتنس بأنك الصندوق الأسود الذي يحوي من الأسرار ما تطيح برؤوس كبيرة, وحينها فلاخيار لهم سوى إصدار حكم باعدامك باعتبارك مفسد في الأرض وهم المصلحون!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here