سفير أنقرة في بغداد: عام 2019 سيشهد انطلاقة بعلاقاتنا مع العراق

أكد السفير التركي لدى بغداد فاتح يلدز أن الزيارة المرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان للعراق، المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري، ستمثل مرحلة مهمة للغاية في العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى أن “العام الحالي سيشهد انطلاقة في علاقات البلدين”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير التركي لوكالة الأناضول، على هامش مشاركته في مؤتمر السفراء الأتراك الحادي عشر، بالعاصمة أنقرة.

ولفت يلدز إلى أن “العام الجاري شهد إجراء زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، ومن ثم فإنه سيشهد انطلاقة في العلاقات الثنائية بينهما”.

وأضاف: “من المنتظر أن يجري الرئيس أردوغان مع حلول نهاية العام الجاري زيارة إلى العراق، للمشاركة في أعمال مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين”.

وأوضح أن “هناك كثيراً من الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين عام 2009، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ، وبالتالي فإن العام الجاري ستكون له أهمية بالغة لتفعيلها”.

وأشار يلدز إلى أن بلاده سبق أن تعهدت بدفع خمسة مليارات دولار لإعادة إعمار العراق، بعد تطهيره من تنظيم “داعش”، مضيفاً: “وقد حان الوقت لرؤية هذا في الميدان، ومن ثم علينا حسن تقييم هذه الفترة، واستغلال زيارة الرئيس أردوغان المقبلة كعتبة مهمة للغاية بالنسبة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وأفاد السفير التركي أنهم يهدفون إلى إعلان مشروع أو عدة مشاريع خلال زيارة أردوغان المقبلة للعراق، وذلك إلى جانب خمسة مليارات دولار الخاصة بإعادة إعمار البلاد.

وأضاف: “وأيضاً فإن هذا العام شهد عودة مقاولينا ورجال أعمالنا إلى العراق. وثمة أنشطة مهمة للغاية متعلقة بهذا الصدد، نقوم بها في الميدان”.

معبر “أوفاكوي” الحدودي
وبخصوص افتتاح معبر “أوفاكوي” الحدودي قال السفير التركي: “قطعنا مسافة كبيرة وهامة في مباحثاتنا مع الجانب العراقي بخصوص المعبر الثاني، لكن في الوقت ذاته يتعين عدم نسيان الحقائق على أرض الواقع”.

وأكد أهمية المعبر باعتباره خطاً استراتيجياً بالنسبة إلى تركيا، وأنه “سيكون بمثابة الخيار الثاني. وإن كانت هناك حاجة إلى أكثر من ذلك (أي لعدة معابر)، فمن المهم أن يكون لتركيا معبر آخر على الأقل مع العراق الذي يمتلك 8 معابر حدودية” مع دول الجوار.

وشدد الدبلوماسي التركي على أنهم يرغبون من خلال معبر “أوفاكوي” في إعادة إحياء التجارة وفرص العمل على هذا الخط بالمنطقة.

من جانب آخر، لفت يلدز إلى عدم وجود ربط بالسكك الحديدية المباشرة لتركيا مع العراق، وقال: “يتعين علينا مد خط سكة حديد مع العراق مباشرة، ونحن هنا نتحدث عن خط يبلغ طوله بين 70 إلى 75 كم تقريباً، ممتد من ناحية ربيعة (على الحدود العراقية السورية) وصولاً إلى المكان الذي سننشئ عنده المعبر الثاني”.

وتابع: “ولقد قلنا إذا كان العراق جاهزاً للعمل في هذا الصدد فنحن أيضاً جاهزون. كما يتعين إيصال خط سكتنا الحديدي الموجود حالياً ليمتد من مدينة نصيبين إلى النقطة التي أتحدث عنها، وبالتالي إذا تمكنا من تحقيق ذلك فسنكون قد ربطنا مدينتي البصرة ومرسين ببعضهما”.

مشكلة المياه
وفي سياق آخر، تطرق السفير يلدز إلى تقييم المباحثات “المثمرة” التي أجراها الأسبوع الماضي بالعراق، ويسل أر أوغلو، مبعوث الرئيس أردوغان للمياه، خلال زيارة استمرت يوماً واحداً، مشيراً في هذا الصدد إلى أن العراق يعيش مشكلات تتعلق بإدارة المياه أكثر من تلك المتعلقة بكميتها.

وأكد أن بلاده تعهدت بمزيد من التعاون مع العراق بخصوص موضوعات إدارة المياه، مشيراً إلى أن خطة العمل التي أعدها المبعوث أر أوغلو تتضمن عدة مقترحات بخصوص حل أزمة المياه.

وأوضح السفير أن المشكلة المتعلقة بموارد المياه العراقية لم تكن وليدة هذا العام. وقال إن مسألة إدارة المياه تتسم بنوع من الاستمرارية منذ مدة.

واستطرد قائلاً: “هذه مشكلة يتعين حلها على المدى الطويل. ولقد كشفنا عن هذا خلال المباحثات (مع الجانب العراقي). وكنا اقترحنا تأسيس مركز دراسات مشترك في بغداد، ولقد رحبوا هناك بهذا المقترح. وهذا المركز يعتبر جزءاً أصيلاً من خطة العمل المذكورة، كما أنه (أي المركز) سيمكننا في ذات الوقت من تحديد المشكلات بشكل الصحيح”.

الخلافات بين بغداد وأربيل
في شأن آخر، أكد الدبلوماسي التركي أن تجاوز كل من الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق بعض المشاكل يصب في مصلحة تركيا.

وشدد على أنه “عند وضع مصالح تركيا نصب أعيننا، فإنه يتعين أن تكون لها علاقة صحّية بكل ما تعني الكلمة من معنى مع العراق”، مضيفاً: “تجاوز بعض المشاكل التي تشهدها العلاقات بين بغداد وأربيل أمر ستكون له نتائج إيجابية للغاية بالنسبة إلى العلاقات التركية العراقية”.
كما لفت إلى أنه بسبب عدم القدرة على تحقيق تفاهم حيال بعض الموضوعات بين بغداد وأربيل، كانت بلاده تتضرر أحياناً من هذا الوضع، بحسب قوله.

وختم السفير حديثه بأن “التقارب بين الجانبين، وتوصلهما إلى تفاهم بخصوص إمكانية تقاسم بعض السلطات والمسؤوليات فيما بينهما، تطورات مهمة للغاية بالنسبة إلينا. وأرى أن هذا سيساهم بشكل أو بآخر في تجاوز المشكلات التي نواجهها في علاقاتنا مع العراق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here