المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي خلال خطبة عيد الاضحى المبارك:

الخطر الجاثم اليوم على العراق هو الاحتلال والفساد وشيوع المخدرات

أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة عيد الاضحى المبارك، بتاريخ العاشر من شهر ذو الحجة الحرام 1440هـ الموافق لـ 11 آب 2019م، ان معنى العيد يتجسد في كونه شعيرة دينية إيمانية تجمع البشر على طاعة الله تعالى ورضاه، وعيد الاضحى يمثل هذه الحالة في الزمان والمكان الواحد.

وأضاف: عيد الاضحى هو عيد الحجيج، وموقفهم هو الذي ينبغي الالتزام به بين ابناء الامة في كل مكان، من كان في الحج او غير الحج، وعليهم ان يؤدوا السنن في هذا العيد من الاضاحي لمن وجدها وتمكن منها، وايضاً التكبيرات التي تبدأ من ظهر يوم العيد ولعشر صلوات قادمة لمن لم يكن في منى، اما من كان في منى فلخمس عشرة صلاة. مبيناً ان الاضحية سنة مؤكدة في كل عام، يتصدق صاحبها بثلث، ويهدي ثلثاً منها، ويأكل هو وعياله من الثلث الآخر، وهذه سنة صحيحة ان يأكل من الاضحية.

وتابع قائلاً: العيد كما هو مطلوب ومعروف، وقت وميدان للتكافل والتقارب بين المسلمين، ورفع الاحقاد والاضغان، وجمع الكلمة على الخير، وعلى الجميع ان يعملوا في سبيل ذلك؛ لأن التراحم بين المسلمين هو الذي يستجلب الرحمة من السماء على العباد كافة.

وبيّن سماحته ان اعظم دلائل العيد وهي دلائل الاسلام الكبرى الموجودة في كل أحكام الإسلام، ان الاخوة الإسلامية هي الاخوة الحاكمة، وهي اوسع من العائلية، ومن العشائرية، ومن القبلية، ومن القومية؛ هي حالة انسانية فريدة ورائعة تجمع البشر على معرفة الله تعالى وحبه وطاعته، فالمسلم اخو المسلم، لا يخذله ولا يقصّر في حقوقه الواجبة عليه، وهذا هو مفهوم الامة بالمعنى الشامل والعام.

واشار سماحته إلى تجلي قضية الوحدة في مواجهة مخططات الاعداء الذين يفرقون المسلمين ويعملون على اثارة الفتن بينهم، وينبغي ان يكون هذا في المرحلة الحالية في بداية واضحة لوقف الفتن والحروب والاقتتال، فهذه حرب اليمن وماذا فعلت، وهذه البحرين، وقبلها العراق وبلاد الشام، واليوم ليبيا والسودان وكثير من بلاد المسلمين.

وفي الشأن السياسي الداخلي قال المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي(دام ظله): نرى اتساع نطاق الفساد والافساد وانتشار المخدرات في العراق والجرائم الناتجة عنها واخرها الجريمة الكبيرة التي جرت في حزام بغداد قبل ايام، حيث سقط عدد من الضحايا الأبرياء من ابناء هذا الشعب بجريمة قتل منكرة سببها الفلتان الأمني ورواج المخدرات والمنكرات بين أوساط الشباب دون أن يكون هناك رادع قوي من الجهات المسؤولة عن امن وسلامة المواطنين.

ودعا سماحته إلى منع انتشار محلات الخمور والفجور التي نراها في مختلف مناطق بغداد، وأمام مرأى ومسمع من الجهات الحكومية وهذه الأماكن تعتبر المركز الرئيسي للمدمنين والمنحرفين، ووسيلة من وسائل اسقاط وانحراف الكثير من الشباب اليوم.

وأوضح سماحته ان الخطر الأكبر الجاثم اليوم على العراق هو الاحتلال والفساد الذي اوجد بواسطة عملائه المتلبسين بلباس الخنوع والذلة والمهانة وهم يدعون انهم يمثلون الدين واهل هذا الدين او من اصحاب هذا الدين؛ والدين منهم براء، ولعنة الله قائمة عليهم إلى يوم القيامة، فمن يعمل مع اعداء الامة ومع الاحتلال لا ينتمي إلى هذا الدين، ولذلك هم كانوا ادوات الفساد والرذيلة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، والشعب العراقي هو الذي يعاني ويدفع الثمن الباهض، في وجوده، وفي صحته، وفي اجتماعه، وفي تعليمه، في تثقيفه يجب على الامة ان تنتبه لذلك، وعلى العلماء ان يتحركوا ، فالساكت عن الحق هذا شيطان استثنائي اخرس واحمق.

وأكد سماحته على ان المسلمين أمة واحدة، وهم أهل القبلة، وربهم وقرآنهم وكتابهم ونبيهم وأئمتهم وعلمائهم كلهم يقولون بهذا، فلا ينبغي الخضوع لأصوات الفتنة والتفرقة التي تحاول ان تمزق هذه الامة حتى يقتل ابناؤها ويجري الاعتداء عليهم كما حصل بالأمس في مناطق اطراف بغداد.

وبيّن سماحته ان الواجب على المسلمين ان يقفوا صفاً واحداً في وجه أي اعتداء يجري على أي مسلم، لأنهم ان لم يفعلوا فتكون هذه استهانة بالدماء، وقد رأينا فتنة اليمن كنموذج كيف بدأت بعنوان اقتلاع فئة من المسلمين من اهل اليمن، وكيف انتهت، حيث يقتتل الآخرون اليوم فيما بينهم في عدن وفي الجنوب وبدواعي الانفصال والتقسيم وبدعم هذه الدول التي تتدعي انها تؤيد الشعب اليمني.

وأشار سماحته إلى بعض المعضلات في العالم والتي يجب ان تحل على ضوء الإسلام وضوء الوحدة التي امرنا بها هذا الدين، كما في افغانستان والحرب الاجرامية التي قام بها المحتلون، وميانمار وما فيها من مآسي وكوارث وازمة كشمير العظيمة، والمسلمون في تركستان وغيرها من بلاد المسلمين، كذلك في افريقيا وفي نيجيريا وبلاد اخرى.

وتابع قائلاً: لتحقيق هذا الأمر يجب ان يقوم علماء الامة وساستهم بالواجب الشرعي الملقى عليهم، وذلك بأن يتقاربوا ويتحدوا ويبتعدوا عن الاتفاق مع الاجانب، فإنشاء مناطق آمنة في شمال سوريا لا يمكن ان يكون بلا رضى اهل البلد بأنفسهم، وبالتوافق معهم، ولا يمكن ان يكون بالتوافق مع امريكا التي لا تريد الخير لبلاد المسلمين، وقد رأى الاخوة في تركيا كيف جرى الانقلاب وما الذي دفع إلى الانقلاب، ورأوهم كيف يقفون بوجه الحصول حتى على بعض الاسلحة، فلا يمكن الوثوق بهم لإنشاء مناطق آمنة في شمال سوريا لأن هذه المنطقة ستكون ايضاً جزءاً من مناطق النفوذ التي يقوم الاعداء من خلال بضرب الامة كلها، وتركيا ايضاً ستكون مستهدفة كما هي سوريا والعراق وايران.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here