قصيدة حب – شذرات من نظم الشاعر نزار قباني *

د. رضا العطار

وصفة عربية لمداواة العشق

تصورت حبك
طفحا خفيفا على سطح جلدي
اداويه بالماء . . او بالكحول
وبررته باختلاف المناخ
وعللته بانقلاب الفصول
وكنت اذا سألوني ، اقول
هواجس نفس
وضربة شمس
وخدش صغير على الوجه . و سوف يزول
تصورت حبكِ . . نهرا صغيرا
سيحيي المراعي . . ويروي الحقول
ولكنه اجتاح برً حياتي
فأغرق كل القرى
واتلف كل السهول
وجرً سريري
وجدران بيتي
وخلُفني فوق ارض الذهول

تصورت في البدأ
ان هواك يمر مرور الغمامة
وانك شط الامان
وبر السلامة
وقدرت ان القضية بيني وبينك
سوف تهون ككل القضايا
وانكِ سوف تذوبين مثل الكتابة فوق المرايا
وان مرور الزمان
سيقطع كل جذور الحنان
ويغمر بالثلج كل الزوايا

تصورت ان حماس عينيكِ كان انفعالا
كأي انفعال
وان كلامي عن الحب ، كان كأي كلام يقال
واكتشفت الان . . اني كنت قصير الخيال
فما كان حبكِ طفحا يداوى بماء البنفسج واليانسون
ولا كان خدشا طفيفا يعالج بالعشب او الدهون
ولا كان نوبة برد
سنرحل عند رحيل رياح الشمال
ولكنه كان سيفا ينام بلحمي
وجيش احتلال
واول مرحلة في طريق الجنون

وقد يخاطبها الشاعر قائلا :

أميًة الشفتين . . لا تتبرمي
اني اتيتك هاديا ومبشرا
حتى اعلًمكِ الهوى . . فتعلًمي
ما زال قانون القبيلة حاكما
جسد النساء . . فحاولي ان تحكمي
إصغي اليً . . فإن وقتي ضيقٌ
والقمحُ ينبت مرةً في الموسم
خليًكِ عاقلةً . . ولا تستقبلي
مطر الربيع بوجهك المتجهم
كوني كما كل النساء . . فإنني
لا اعرف امرأةً تعيش بلا فمِ

هذي تعاليمي امامك . . كلها
سترين فيها جنًتي وجهنًمي
إن كنت حتى الان لم تستوعبي
ما جاء فيها . . فأسألي واستفهمي
انا لا اريد عليك فرض مواقفي
إن كان يعجبك الكلامُ . . تكلمي
او كنت ترتاحين في شتمي . . اشتمي
فالحب بالاكراه . . ليس هوايتي
والعنف – سيدتي – يزيد تأزمي
سأكون نذلا . . لو جررتكِ للهوى
جر النعاج . . فحاولي ان تفهمي
خليًكِ هادئة . . فليس بنيتي
ان اقلب الليل الجميل لمأتم
انا لم اكن يوما رئيس قبيلة
حتى احبكِ بالاظافر والدم
لكنني رجل يحاول دائما
تغيير خارطة السماء بشعره
وبعشقه . . تغيير طقسِ الانجم

* مقتبس من ديوان الشاعر م 2 ص 109 ، 239

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here