ألا من مغيث…!

كلنا نعلم ان المرجعية هي مساهم اساسي لهذا النظام الفاشل في العراق وهي مساهم اساسي في وضع الدستور الحالي وهي من دعمت والى اليوم هذه الاحزاب الاسلامية الحاكمة التي خرّبت البلد ونهبت خيراته وعاثت في الارض فسادا, سكوتها المطبق باستثناء بعض الاشارات العابرة بين خطبة واخرى او ما تشيع من مقاطعتها الاحزاب الحاكمة, غمض اعينها عن كل المآسي التي تجري وتصورها الفضائيات للقاصي والداني, والمرجعية إما تعطي الاذن الطرشة أو تخرج بين فترة وأخرى باشارات من باب ذر الرماد في العيون ليس إلاّ!!! المرجعية التي يتمسح بها الكثير من المسؤولين واحزابهم كان بامكانها استدعاء المسؤولين وتتحاور معهم لوضع حل لكل هذه المشاكل قبل تفاقمها وتتابع وتحاسب باعتبارها ولي هذه الامة أو على الاقل اتباعها بحسب فقههم نراها تتسائل حالها حال أي مواطن بسيط , فيتسائل وكيل المرجعية فيقول :” لدينا تساؤلات سياسية واقتصادية واجتماعية مشروعة وقد لا تصل الى آذان المعنيين وهي تحمل في طياتها معاناة وهي ليس من الصحيح أن تبقى وانما تحتاج الى من يرفعها لهم فوجدنا من المناسب ان تظهر من خلال الوثائق أمام الملأ” !!!!! يقولها وكأنه لم يشاهد ولم يسمع عن المظاهرات في كافة انحاء العراق منذ سنين, أليس هذا تقصير المرجعية ايضا؟ ثم يضيف وكأنها معلومة غائبة: “ان في العراق مئات الآلاف من العقول فلماذا لا نستجلبها ونجلس معها من اجل العمل على حل المشاكل”!!! لا بل تتمادى المرجعية في تجاهلها كل ما يجري وجرى منذ سنوات ثم يأتي اليوم بعد ان كلّ العراقيون التظاهر واعطوا الشهداء في ساحات بغداد والمحافظات ليسأل الحكومة: ” أين ذهبت أموال البلاد بأرقامها المرعبة؟ وكأنه يضيف شيئا مبتكرا, ثم يضيف : ” ان هناك محافظات طبيعتها زراعية تضيف الى البلد المردود الزراعي وترفد المحافظات الاخرى بالمحاصيل فلماذا لايُحافظ على هويتها الزراعية هذه؟ ثم يفجر معلومة غائبة فيقول : ” الزراعة في العراق تفتت وتبددت وتحول العراق الذي كان يسمى يوماً ببلاد السواد الى حالة من التصحر”. يا سلام على هذه المعلومة الغائبة عن الجميع واكتشفتها المرجعية!!!!

ومما اكتشفته المرجعية أيضا حقيقة كانت غائبة عن الجميع بقوله: ” ان شباب العراق يمتلكون طاقات كبيرة ولكن الواحد منهم لا يملك اكثر من 5 آلاف دينار في جيوبه”, والحمد لله صحت المرجعية بفطنتها لتكشف خطأَ للحكومة كما قال في: “فتح الحدود أمام استيراد المحاصيل الزراعية وخسارة الفلاح والمزارع العراقي الذي هجر زراعته بسبب هذه الإجراءات”.

وكعادة المسؤولين الفاشلين ختمت المرجعية خطبتها : “متى ينتهي التعب والمعاناة المتكررة.. الاعلام مشوش والثقة مفقودة والاخبار متعبة .. نأمل اعطاء الحلول وانهاء المعاناة .. فهل من مجيب؟

وأنا كمواطن عراقي أسأل أيضا: ألا من مجيب يجيبنا, ألا من مغيث يغيثنا , من عبث العمائم كلها صغيرها وكبيرها وكل حواشيها واحزابها ونظامها.

احمد رامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here