دور الكنائس الإنجيلية في هروب المرأة السعودية

Attachment thumbnail
Attachment thumbnail
إيهاب مقبل

 يُشار عادةً، في كل حادثة هروب امرأة سعودية من بلادها، إلى العوامل الاجتماعية في المنازلِ، وبعدها تظهر صدور بعض النساء الغربيات في وسائل الإعلام للدفاع عن «حقوق المرأة والمساواة» في المملكة العربية السعودية. وبغض النظر عن صدورهن المصنوعة من السيليكون، فأن النساء الغربيات ذاتهن يواجهن الويلات في بلدانهن. فهذه كندا، التي استقبلت «رهف محمد القنون» وسط ضجة إعلامية حينذاك، يُقتل فيها امرأتان اثنتان كل خمسة أيام بسبب العنف الاجتماعي المتفشي في البلاد بحسب تقرير المرصد الكندي للعدالة والمساءلة في أواخر يناير كانون الثاني من العام الحالي، 2019م. وهذه السويد، التي استقبلت فتاة الخبر في عام 2012م، لم تحظى برئيس وزراء لها من جنس النساء منذ عام 1876م، وذلك لأن هذه المهنة يراها المجتمع السويدي ذكورية بامتياز. ولذلك، لا حقوق كافية للمرأة في الغرب، ولا مساواة حقيقية يحتذى بها، وبالتالي لا علاقة للعوامل الاجتماعية في قضية هروب الفتيات السعوديات من منازلهن، وذلك لأن جميع الأسر في العالم لا تخلوا من المشاكل الأسرية.

 

القضية بإختصار أن النصارى الإنجيليين يعملون عبر شبكة في الشرق الأوسط على تنصير المسلمين الذين يتوقون للهجرة إلى الغرب بغية التسكع واحتساء الخمور وتعاطي المخدرات. وتدار هذه الشبكة من قبل القس الأمريكي كارل فيكري المتواجد في تركيا، وتضم مجموعة من الناطقين بالعربية والكردية والتركية والفارسية والافغانية. وتعتمد الشبكة في عملها في المقام الأول على التواصل عبر الأنترنت، حيث تحاول إقناع المسلمات، ولاسيما في المملكة العربية السعودية بسبب أهميتها الدينية، على الهجرة إلى البلدان التي يتواجد فيها الإنجيليين، مثل أمريكا الشمالية وبريطانيا وكندا والسويد والنرويج وفنلندا والدنمارك، مقابل تسهيل إجراءاتهم القانونية في تلك البلدان تحت مسمى «اللجوء من الاضطهاد الإسلامي»، ولكن الشيطان ما يعدهم إلا خديعة.

 

ومثال على ذلك، نشرت بعض الصحف الغربية في عام 2017م، تصريحات مثيرة للاستغراب للفتاة السعودية الهاربة موضي الجهني تحت عنوان لافت للانتباه «الفارين من الإسلام: كان منزلي سجنًا»، حيث حشدت الجهني الرأي العام الغربي ضد الإسلام بهدف حصولها على اللجوء في امريكا الشمالية. ولكنها انخرطت بعد وصولها امريكا الشمالية في تعاطي المخدرات، وقدْ تم القبض عليها ثلاث مرات في قضايا مختلفة، منهم الهجرة غير الشرعية وحيازة ممنوعات وإزعاج السلطاتوبذلك، لم تحصل على حق اللجوء القانوني في البلادِ.

 

والتبشير الإنجيلي في البلاد العربية ليس بجديد، وذلك لأن الإرساليات الإنجيلية عملت منذ القرن التاسع عشر الميلادي على تنصير بعض الناس في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان. ولكن من المهم ذكره أن الإنجيليين يعملون باستقلال مالي وإداري عن حكوماتهم، ولذلك يمكن القول بأن لا علاقة للحكومات الغربية بنشاطهم، فهم يحاولون جمع المزيد من الأتباع لكنائسهم لأهداف مالية بحتة تتعلق بالتبرعات المحلية، فإذا فرغت كنائسهم تُهدم في أمريكا الشمالية أو تباع كحانات ومطاعم ومساجد في السويد. ولكن يمكن لبعض الأحزاب السياسية في الغرب استغلال أعمال التنصير في الشرق الأوسط لأهداف سياسية بحتة، وهو ما يحدث اليوم.

 

ويُعتبر العراق الدولة العربية الوحيدة التي تنبأت بالدور الشرير للكنائس الإنجيلية منذ وقت مبكر، حيث عملَ الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر على طرد المبشرين الإنجيليين وإبعادهم من العراق بعد تسلمه مقاليد حكم البلاد في عام 1968م، وذلك بسبب ما أحدثوه من مشاكل عديدة في البلادِ، حيث استهدفوا في البداية الكنائس الكاثوليكية والأرثوذوكسية في الموصل والبصرة وبغداد بحجة «الإصلاح المسيحي» حتى تمكنوا من تقطيع أوصال العائلات المسيحية العراقية، وبعدها استهدفوا المسلمين، فحدثت اشتباكات عديدة بين المسلمين والمبشرين الإنجيليين في منطقة عقد النصارى ببغداد، فكل هذه الأحداث دفعت البكر لاصدار قرار بوقف أنشطة المبشرين في العراقِ، ثم عادوا مرة أخرى للبلاد بعد عام 2003م. 

الهاربة السعودية موضي الجهني في سجن كارولينا

https://1.top4top.net/p_1331nhjh91.jpg

 الهاربة موضي الجهني بين حرية السعودية وسجون امريكا

https://2.top4top.net/p_13314zhmn2.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here