في الغربة ولم تتركني الكلاب

عباس راضي العزاوي
جيرانه عدهم چلب بس شلونه صدگ چلب ابن چلب وهو اصلا في حقيقته البايلوجية لايمت بصله للكلاب التي نعرفها , لا في حجمه ولا فی طبيعته المتفردة وكأنه بعير بسنام وبوز ضخم يرهول طوال الوقت من چاملغات فچه المترهلة…بس المصيبة وهذا من سوء حظي الگامز منذ زمن بعيد ان الكثير من الچلاب تكرهني انا شخصيا كرها شديدا ولا تقبلني حتى على طريق مفروش باللحم المقدد والعظام الدسمة…
وهاي المعاناة التي اعيشها تمتد لزمن چلب (حجي گاطع* ) جيرانه بالعراق والذي مات ـ اي الكلب ـ بعملية استدراج مدروسة خارج نطاق سلطته من قبل كتائب زعاطيط المنطقه الاشاوس وبالاشتراك مع قوات التدخل السريع من القطاعات المتاخمة لقطاعنا.
الغريب ان هذا الكائن الأسطوري يصاب بسعار مفرط وكلش اوفر كل يوم عندما يشاهدني أخرج فيه من بيتي لممارسة رياضة المشي فيرفع عقيرته بالنباح بعنف وهستيريا غير مبرره في عالم الكلاب الداجنة
اتگول ابنه مسحوگ واني صاحب اللوري الذي مرد رأسه.. ولو لم يكن صاحبه مهيمن عليه بمقود جلدي طويل وكاف شره المستطير عني چان خلاني اصير أسرع عداء ركض بالمنطقة الشرقية من مدينة هلسنكي وضواحيها .
ففكرت طويلا بهذا المأزق المرهق الذي صار يسبب لي رهاب لايطاق من صوت او منظر الچلاب الحاقدة وما أكثرها في العالم.
تذكرت نصيحة احد الاصدقاء بضرورة التوقف والانحناء عندما يواجه الانسان كلبا مسعورا لتوهمه بانك تلتقط حجرا فيولي هاربا داسا ذيله بين رجليه حسب نظرية صدیقي المفترضة, واتذكر اني قلت له في حينها ومنين اجيب القلب الذي يطاوعني للانحناء امام صدمات الصوت المنبعث من هذه الكائنات عندما تغضب.
فرد علي وهو يبتسم اذن ستقضي حياتك راكضا!!
نظرية صديقي الخطيرة مع ما جنيته من سنين عمري من خبرة ومعرفة, قررت مواجهة الموقف بشجاعة, واولى خطوات هذه المواجهة التوقف دائما امام هذا المسخ الذي يسمى جزافا كلب, عندما يشرع بالنباح, اقف هكذا وبتحدي وانظر الي عينيه مباشرة, وابتسم في وجه صاحبه نفاقا دون اشعاره بالنوايا المضمرة وقواعد الاشتباك الجديدة التي ابتدعتها لنفسي مع رفيقه.
وهكذا تكرر الامر یومیا ولمدة اسبوع اسير بالقرب منه حتى اذا بدا النباح اقف امامه لارمقه بنظرة تحدي وسخرية رغم كمية الرعب التي تضطرم في احشائي, والكلب يشتعل غضبا في مقود صاحبه ,حتى بدا اليأس ياكل همته ورغبته العارمة بالتهامي وخفت مع الايام حدة توتره وجنونه وهکذا اعتاد وقوفي امامه, فاخذ ينظر بالجهة الثانية ويبدي انشغاله عني بامور جانبيه, بعد ان كنت همه الاول والازلي..
فتخلصت من هذه العقده والحمد لله بوقت قصير وبخسائر لاتكاد تذكر وادركت حينها بان فروع واغصان الخوف التي في دواخلنا نحن من يغرس بذورها ويغذيها حتى تنمو وتكبر وتتعشق في كل مساماتنا وعقولنا. فظلال اشجار الهزيمة التي تظلل نفوسنا وتحيط بنا من كل جانب لم تاتي الا من بذور خوف قديمة.

* وجهة نظر حجي كاطع ( مقال قديم )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here