شذرات من قصائد الشاعر نزار قباني في الحب

شذرات من قصائد الشاعر نزار قباني في الحب * د. رضا العطار

رسالة حب

عندما قلتُ لكِ
(احبك)
كنت اعرف
اني اقود انقلابا فيى شريعة القبيلة
واقرع اجراس الفضيحة
كنت اريد ان استلم السلطة
لاجعل غابات العالم اكثر ورقا
وبحار العالم اكثر زرقةً
واطفال العالم اكثر براءة
كنت اريد
ان انهي عصر البربرية
واقتل آخر الخلفاء
وكان في نيتي – عندما احببتك –
ان اكسر ابواب الحريم
وانقذ اثداء النساء
من اسنان الرجال
واجعل حلماتهن
ترقص في الهواء مبتهجة
كحبات الزعرور الاحمر

عندما قلت لكِ
(احبك)
كنت اعرف
انني اخترع ابجدية جديدة
لمدينةٍ لا تقرأ
وانشد اشعاري في قاعة فارغة
واقدم النبيذ
لمن لا يعرفون نعمة السُكر
عندما قلت لكِ
(احبك)
كنت اعرف ان المتوحشين سيتعقبونني
بالرماح المسمومة واقواس النشًاب
وان صوري
ستلصق على كل الحيطان
و ان بصماتي
ستوزعُ على كل المخافر
وان جائزة كبرى
ستعطى لمن يحمل لهم راسي
ليعلق على بوابة المدينة
كبرتقالة فلسطينية
عندما كتبت اسمك على دفاتر الورد
كنت اعرف
ان كل الاميين سيقفون ضدي
وكل آل عثمان . . ضدي
وكل الدراويش والطرابيش . . ضدي
وكل العاطلين بالوراثة
عن ممارسة الحب . . ضدي
وكل المرضى بورم الجنس
ضدي

وقد يستمر الشاعر في سرد مشاعره ويضيف :
إياكِ ان تتصوري
اني افكر فيك تفكير القبيلة بالثريد
واريد ان تتحولي حجرا ، اطارده الهوى
اريد ان امحو حدودكِ في حدودي
انا هارب من كل ارهاب يمارسه جدودُكِ او جدودي
انا هارب من عصر تكفين النساء
وعصر تقطيع النهود
فضعي يديكِ ، كنجمتين على يدي
فأنا احبكِ . . كي ادافع عن وجودي

اياكِ ان تتخيلي
اني افتش عن مغامرة ، واسلاب ، وعن غزو جديد
او تحسبي اني سأحكمُ في الفراش بمفردي
لا فرق عندي ، إن اردتِ ولم تريدي
لا انت من صنف العبيد ، ولا انا اهتم في بيع العبيد
إني احبكِ . . جدولا وحمامة
ونُبُوءةً تاتي من الزمن البعيد
وقصيدةً . . وعدت ولم تحضر
ومكتوبا غراميا يزقزق في بريدي

وانا احبكِ في طموح البحر ، في غزل الرعود مع الرعود
وانا احبكِ في احتجاج الغاضبين
وفرحة الاحرار في كسر الحديد
وانا احبك في وجوه القادمين لقتل هارون الرشيد
هل تصبحين شريكتي في قتل هارون الرشيد ؟

* مقتبس من ديوان الشاعر م 2 ص 15 ، 397

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here