لست متباكيا , بل آسفا على العهد الملكي

بعد نشري مقالة بعنوان( ماهي الأسباب تحولي ألى ا الملكية) , وبعد ان وضحت سبب حكمي هذا,تلقيت من بعض الاخوات والاخوة اعتراضات,حاولوا ان يشفعوها بذكر القليل والقليل جدا من مثالب العهد الملكي,وجعلوها سببا كافيا لادانة الحكم الملكي,وكذلك عابوا علي تحولي من الشيوعية الى ,والتي سبق وان ناضلت في صفوف الحزب الشيوعي العراقي,وتلقيت حكما ظالما بالاعدام غيابيا من قبل الحاكم العسكري العام رشيد مصلح بعد نكسة 8شباط 1963,لذلك فقد رأيت لزاما علي ان أوضح وجهة نظري,وباسهاب هذه المرة لكي أوضح الأسباب التي دفعتني الى هذا التحول

فليس عيبا ان يعتنق الانسان فكرا سياسيا,لكن من العيب ان يتشبث بذلك المعتقد ان تبين له انه كان مخطئا في تصوراته وحساباته وتقديره الصائب لحقيقة ذلك الفكر بعد تجريده من من القشور والدعايات والهتافات الفارغة

أولا – من أفتتح أكبر معتقل في تاريخ العراق , سجن نكرة السلمان ؟ ,يزعم بعض قليلي المعرفة ,انه نوري السعيد,زهذا خطأ تاريخي ,لأن ذلك المعتقل,اسس ابان الحكم العثماني حتى يعاقب تمرد فلاحي العراق , بعدها أستمر وجوده في العهد الملكي لتأديب الخارجين عن النظام والقانون, وبقى في العهد الجمهوري , وعند مقارنة حالته في العهد الملكي والجمهوري , نجد فرقا شاسعا,حيث كان المعتقل في العهد الملكي ,يظم جمعا من المتهمين بالعداء للحكم , حينها أصبح المعتقل فرصة لنشر أفكار وفلسفة الحزب الشيوعي , وكان يدخل الحزب نصير ليخرج عضو , وخلال وجود عدد من المثقفين والشعراء كانت تقام فيه ندوات شعرية وحفلات تمثيلية , وفي صورة لسجناء المعتقل شاهدت عدد منهم بلباس النوم واقفين أمام بوابة المعتقل وكأنهم في فندق لا معتقل .

ومقارنة بالعهد الجمهوري الذي سجل أكبر جريمة بعد انقلاب شباط البعثي الفاشي في حادثة قطار الموت,حين حشر فيه مئات المعتقلين في عربات سدت أبوابها ونوافذها حتي يسقط راكبيها أمواتا قبل وصولهم

المعتقل , ولولا دور سائق القطار بزيادة سرعة القطار ونجدة المواطنين في الطريق , لكانت كارثة كبرى في موت جميع ركاب القطار .

2 _ من هو صاحب أول قانون أسقاط الجنسية العراقية للمواطنين العراقيين ؟ نعم ، حدث هذا لمواطنين عرقيين , هم المحامي كامل قزانجي والسيد توفيق منير رئيس جمعية أنصار السلام في العراق,ولكنهم لم ينفوا في صحراء قاحلة ولا في جزيرة غير مأهولة , بل إلى تركية حيث الهواء عليل والطبيعة زاهية , عكس العهد الجمهوري الذي قام فيه النظام بتهجير الآف المواطنين بتهمة الولاء للعدو , وهم سكان العراق منذ القدم ,أسقطت عنهم جناسيهم وتركوا على الحدود الإيرانية في القفار تاه اكثرهم وماتوا جوعا وعطشا , كذلك ترك الآف المواطنين جناسيهم طوعا هربا من جحيم الحكم الديكتاتوري القمعي الذي ساد العراق خلال الحكم الجمهوري , هذا هو الحال الذي يعيشه الشعب العراقي الآن ,أصبحت حياة الناس لا تطاق .

3 – من قام بإعدام الضباط الأربعة ؟ نعم حدث هذا خلال فترة خطيرة في تاريخ العراق,لقد كانت خطة هؤلاء الضباط الأربعة بزعامة ووليهم رشيد عالي الكيلاني أقامة نظام نازي مشابه للنظام الهتلري ا,وادخال العراق في دول المحور وحدوث معركة دامية مع القوت البريطانية المقيمة في حامية سن الذبان في منطقة الحبانية , أذكر وصول أول وحدة من الجيش ألألماني في حدود مدينة الموصل وإقامة معسكر هناك , ولولا تدارك الأمر وإسقاط حكومة رشيد عالي الكيلاني وهروبه خارج العراق أبعد الشر

والخطر,لكانت العوقب وخيمة على الشعب العراقي.

أما عن إعدام الضباط الأربعة فقد نالوا جزائهم على ما ارتكبوه من زجهم بلدهم في سياسة خطرة على مستقبل العراق , لكن أنا ضد حكم الإعدام الذي هو الخروج عن مبدأ الحياة الإنسانية , يمكن تعويضه بالاعتقال والسجن .

4 _ من قام بإعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي؟ , نعم حدث هذا في العهد الملكي سببه سياسة الحزب الذي كانت تهدف الى أسقاط الحكم الملكي وإقامة الحكم الشيوعي في العراق والذي زاد خطره بعد عودة زعيم الحزب يوسف سلمان فهد من الدراسة في معهد الدراسات للكوادر الحزبية في الاتحاد السوفيتي وقد تشبع بالسياسة البلشفية الستالينية التي فرضت جبروتها على دول شرق أوربا بعد فرضها للنظام الشيوعي في تلك الدول,

, في البداية حاولت الحكومة العراقية اعتقاله مؤقتا رغبة بإصلاحه وعودته إلى احترام حكم الدولة التي ترعاه , لكن أستمر بسياسته المنادية بأسقاط النظام الملكي , وكان خبر نشر القيادي في الحزب الشيوعي مالك سيف موسعته التي ضمت في صفحتها أعداد كبيرة من المنضمين للحزب , منهم من الطبقة العاملة والمثقفين حتى من أبناء الطبقة البرجوازية مما أرعب النظام الملكي , عندها كانت نصيحة السفير البريطاني في العراق وإصراره على التصدي للخطر الذي يهدد الحكم , لذا قامت الحكومة العراقية بتنفيذ حكم الإعدام , كذلك أكرر الرأي بخطل حكم الإعدام

5 _ من جعل الفلاح العراقي يعمل طول يومه ولا يحصل على قوت يومه ؟ حقيقة هي أن الفلاح العراقي كان يعيش ظروف وحياة صعبة , وهذا أرث للحكم العثماني للعراق ودام حوالي خمسة قرون من العبودية والظلم , وبواسطة الإقطاعي الذي يدعي كونه شيخ العشيرة الذي يطاع أمره وبدوره المسؤول عن حياة الفلاح , وهو السبب وقتها لحالة الفلاح العراقي , ولما بدأ الحكم الوطني بعد تحرير العراق من الحكم العثماني , كان أمام الحكومة مشاكل وصعوبات تركها ألاحتلال , بدأ أولا بإصلاح الحياة المدنية التي كان الوضع مزريا وهو أمر معقد بشق الطرق وسن القوانين وتأسيس معاهد العلم ودور الثقافة وبناء المستشفيات ,ولأول مرة في العراق , هذا الكم من الأمور والصعاب شغلت الحكومة العراقية عن ألالتفات لشؤن حياة الفلاح العراقي , وكان في برنامج مجلس الأعماربرنامج لحله , لكن سقوط العهد الملكي أضاع هذه الفرصة , بعدها قام العهد الجمهوري بإصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي أصبح كارثة على الزراعة والإنتاج الزراعي وفي كتابات لي مسبقة وضحت الأمر بالتفاصيل .

6 _ من ساهم في تهجير العرقيين من وطنهم بسبب ديانتهم اليهودية ؟

حدث هذا لأسباب عديدة جرت كانت السبب بهجرة الطائفة اليهودية , بالوقت التي كانت هذه الطائفة جزء من لحمة المجتمع العراقي كونها عاشت الآف السنين في وطنها العراق , وكان أول وزير للمالية بداية الحكم الوطني ساسون حسقيل من الطائفة اليهودية أشتهر

بالنزاهة وحرصه الشديد على صرف المال العراقي ,بعكس ما يحصل الآن في العهد الجمهوري من سرقة أموال الدولة وقوت الشعب , هكذا كان حال هذه الطائفة حتى مجيء حكومة رشيد عالي الكيلاني وسلوكها سياسة نازية شوفينيه وتحالفها مع الحكومة الألمانية النازية التي اضطهدت هذه الطائفة, بعدها حدثت واقعة الفرهود التي جرت تحت علم ونظر الحكومة قامت فيها أعمال شنيعة من قتل وسلب الأموال ذهب عدد كبير من هذه الطائفة بين قتيل وجريح , بعدها جاءت حوادث حرب فلسطين أستغلها المعادين لهذه الطائفة في التعدي الفض حتى وصل الأمر بهجرتهم إلى دولة إسرائيل أملا للخلاص من عيشهم الذي أصبح لا يطاق .

بعد التدهور الخطير الذي حل خلال الحكم الجمهوري ,وبعد ان حققت حلمي في العيش في بلد يطبق النظام الشيوعي والذي شعاره,الذي جذبني(وطن حر وشعب سعيد)وجدت ان واقع الامر انني أعيش في بلد سجن وشعب تعيس,عشت تلكالحالة رايتها ولمستها,فأكتشفت البون الشاسع بين النظرية والتطبيق,لذلك ,تخليت عن هذا الفكر الذي كنت مؤمن به لما شاهدته من أخطاء في النظام الشيوعي, وتقليد وحمل النظام الاشتراكي في حكومات العهد الجمهوري هو سبب المحنة التي قضت على آمال الشعب العراقي بعد تخليه عن السير في طريق كان الأمل أن يكون العراق سباقا في طليعة الأمة العربية , حتى عالميا لما كان يملكه من قدرات وظروف​ كفيلة بأن تمكنه من الحصول على مبتغاه تحت حكم يديره أناس كان همهم أن يكون العراق بخير وسعادة

أصبحت على يقين من أن ماحل باعراق من تدهور ودمار سببه سقوط العهد الملكي وتولي حكومات نشرت الديكتاتورية والخراب حتى دخل الشعب في متاهات وضياع بعد الضربات الموجعة التي تلقاها حتى فقد الأمل في الخلاص من عذابه وقهره

,

لقمان الشيخ

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here