التطبير …. غصة في حلوقنا .. ج1

محمد علي مزهر شعبان

لكل شعوب الارض طقوس وشعائر، وهي وسيلة ترفع الذكرى الى المقام السامي، وترتقي بها الى حيث المسير على خطاها ومبادئها . ونحن على مقربة من ذكرى عاشوراء ومسير سيد الشهداء، الى حيث الموقعة التي أحيت مواقف الاباء، فاتخذها المناضلون في مشارق الارض ومغاربها، لافتة تدعم وتدفع وتثور الايثار ضد قوى الظلالة والطغموية، مهما كانت مظاهر القوة، وتجيش الجيوش .

تلك اللافتة اتسمت بسمة فاق مفعولها، كل ما أنجزت قوى الشر، من سليل السيوف، ونثار الخيول، وشراء الذمم، وصولا لما تغطي السماء بالطائرات، وتملأ البحر بالبواخر والاساطيل والبوارج …. انها العقيدة والثبات على المواقف النبيله في خلاص الانسانية من عهر الديكتاتوريات واستلاب حقوق الانسان وسطوة الاشقياء . السؤال لاهل مدينة هي مرجع أمًه، ودافق إرسالياتها الى العالم، وموطن سادن من ضحوا، وأرسوا المباديء التي تضعنا على درب الاقتداء سلوكا وديدنا وعملا، لان تلك الرسائل التي بعثوها ليس لفئة ما فقط وانما للانسانية جمعاء . علي ع والحسين ع ليس مقتصرا ومحجوزا في مدينة النجف او كربلاء، ولكن من أحقية تلك المدن ان تكون نبراسا وأقباسا مشعة كونها الحاضره الناطقه، من أرض أؤلئك اللذين رسموا الخط الذي تتحد به قيم السماء مع سيد مخلوقاتها في الارض .

إذن كيف نحيَ تلك المناسبة، وكيف نبقي على ديموتها كمنار للتضحية والفداء ؟ هل نحييها بضرب الرؤوس، وإيذاء البدن، وتشويه المذهب، بوسائل أثارت السخرية والاستهجان من قبل متصدين ناصبيين، يبحثون عن كل نأمة او حركة تثير مثار الجدل ؟ ما مفهومك لطروحة ( رحم الله من أحيى شعائرنا ) وكيف فسرتها بسلوكية لم تفقه روح العقيدة بمعطياتها الجهادية والفكرية، بل وضعت الغشاوة على أعين من إتخذها سبيلا في النضال والتحرر ؟ إن إحياء الشعائر مؤسسة من ديدن وسلوك وعمل صاحب الذكرى . منهجه ثيمة فكره، وقوفه بثلة أباة أحرار، أمام إمبراطورية الجيوش والظلم .

ماهذا التظاهر، والسلوكيات التي تبعث على الاسى باعمالكم، وكأنكم تقتلون الحسين، وتمرغون ذلك الموقف البطولي الذي ذهب اليه، الحسين كان مدركا عارفا بنتيجة خسارة المعركة، ولكن لم يخسر الحرب التي استمرت ليومنا هذا بين إرادتين، الحق والباطل ، المقتول والقاتل ، المظلوم والظالم . أينكم من هذا الطريق، حينما إتخذتم مسالك التهلكة ومظاهر الحب الذي لا ولم يتزاوج مع مسلك من ضحى من أجله ذلك الكريم . لقد استبحتم المباديء المثلى لتك الثورة ومناسبتها، وتعظمت وتنوعت ممارساتكم بالاستمرار بالهدم، حتى اختنقت كلمة منعكم من هكذا مسالك، وتاهت كلمة حكامكم والاجلاء من علمائكم في دوي العناد والرفض، ولم يوقظ جرس إنذارها عقول السذج . من افتى لكم بهذا، إلا من إندس وروض عقول البسطاء، لينحو بتلك الثورة عن مسارها الحقيقي . لقد افتى اعمدة علماءكم وما جف مدادهم في تحريم هذه الظاهرة . لقد اوجب أن نذكرهم بما قالته المراجع في الجزء الثاني اذا كنتم تتبعون الحسين ع كمرجع لحبكم …..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here