لن تتمكن المنطقة الفاصلة الفصل بين الشعب الواحد

عماد علي

كما نحس ان اردوغان قلق جدا حول امكانية نجاح تنفيذ الاتفاقية غير معروفة التفاصيل او بالاحرى المؤجلة سرا تفاصيلها، و هو خائف حتى من عدم تنفيذ ما تم التوصل اليه و دخلت طور التنفيذ، و بعد ان حذره من عدم تطبيق المتفق عليه جاء يوضح بشكل جلي ومكشوف زيف ادعاءات تركيا حول ما اتفقا عليه كان في صلب طلباتها و ليس اقل من جهة، و محاولة تغطية ما حدث في وقت كان اردوغان يريد التوجه الى موسكو عسى يحصل الى اكثر ما يريد في مناورته المرحلية بين الطرفين من جهة اخرى، و لكنه لمس ما لم يتوقعه فمنعت قوات مشاته من التوغل في اراضي كوردستان الغربية كما اراد ليس بدوريات مشتركة و ازداد شكه في ان مصير الاتفاقية لن تكون افضل من ما حدث في منبج من جهنة اخرى.

كل ما يهدف اليه اردوغان و في مقدمة ما ينويه و كا يتربص فرص من قبل في تنفيذ خطته الاستراتيجية هو التغيير الديموغرافي للمنطقة و استغلال الظروف اامؤآتية له على الارض لصنع حدود اصطناعي من وضع فاصل بشري موالي له في المنطقة المراد انشاءها لفصل ابناء الشعب الواحد سواءفي اراضي داخل الحدود المصطنعة بين الدولتين و شعب واحد من قبل و بظروف دولية مغايرة او محاولته قطع مساحة اخرى من ارض دولة اخرى باسم المنطقة الفاصلة ترضية لجشعه و طمعه المعلوم عنه. انه يصطدم بجدار قوي للمرة الثانية بعدما وقفت امريكا على بعد واحد الى حدما وفي الوسط بينه و بين الكورد عند البحث في ايجاد الحل للمشكلة التي صنعها اردوغان بنفسه و لا يمت ما يجري في تلك المنطقة باي صلة به و بدولته اصلا. ان امريكا تدرك جيدا مقاصد اردوغان و لكنها لا تريد ان تدعه العوبة بين ايدي بوتين لما لها المصلحة الاستراتيجية القوية في بقائه و دولته على محور ذاته. و عليه تحاول الى اخر الحد من ان يلجم ادروغان سلما و بهدوء و تروي و من ثم لن تسمح في تغيير ميزان القوى لصالح روسيا على يد مغامر تركي برز و ترعرع على ايديهم و نفذ اوامرهم لمدة طويلة و ها يريد ان يتمرد نتيجة مشاتكله الداخلية و اخطائه، و كل ما تصر عليه امريكا الان هو عودة اردوغان الى الحضيرة و ان لا ينفلت او على الاقل تريد اعادته الى دائرة الخلافات و المحاولات لحلها دون ان تدفع الى الخروج و الانقطاع النهائي معه.

في حين نرى التصرياحت المتناقضة لدى الطرفين، فان تركيا تعتقد انها لعبت بامريكا و تريد باتفاق تكتيكي و مرحلي خدعة من اجل ترميم علاقتهم المؤقتة و المرحلية مع امريكا و العمل بشكل استراتيجي دائمي لتمهيد الارضية للتغيير المجتمعي و العسكري و السياسي و الديموغرافي الكامل للمنطقة على حساب الكورد، و في المقابل تعمل امريكا على سحب اردوغان من دائرة روسيا و لم تنوي ابعداه اكثر و في الوقت نفسه لا تريد اهمال القوى الكوردية العاملة على الارض و لها الفضل في تحقيق اهداف امريكا ايضا من جهة اخرى.

ما يعنينا هنا هو ان نذكره للجميع هو ما حصل في التاريخ الحديث مرارا على ايدي السلطة الدكتاتورية العراقية و الطرق التي اتبعها في فصل الكورد عن بعضهم و وصلت الى استخدام الاسلحة الكيميائية، و ما اقدم عليه اتاتورك و من جاء بعده ليس باقل من ما يتبعه اردوغان وغيره، و ما ابتعه الشاهنشاه الايراني و ما جاء بعده من الجموهورية الاسلامية من الطرق المختلقة في تحقيق هذا الهدف الذي يريد اردوغان تحقيقه الان بين ليلة وضحاها، و هو التغيير الديموغراي للفصل بين ابناء الشعب الواحد، و لميتعض اردوغان من فشل هؤلاء و لم ينجحوا فقط بل اعيدت الامور الى نصابها في اقل انعطافة سياسية كما حدث في كوردستان الجنوبية و لكن الاخطاء الكبيرة افنى ما حدث خلال ايام فقط. و عليه ان تمكن اردوغان في فعل شيء مؤقت و بمراوغاته و السير بطرق غير سليمة بعيدة عن ادعاءاته و ما يتسغله اليوم هو من اجل خروجه من الازمة الخانقة التي وقع فيها داخل تركيا و في حزبه ايضا، يريد ان ينقذ نفسه على حساب الشعب الكوردي،و لكنه ربما لا يعلم او يحاول مجددا كما قام ما كان قبله، فانه سيصطدم بصخرة الحقيقية و دائما الصحيح يصح في النهاية. فلن تتمكن اية منطقة فاصلة و ان كانت عرضها و طولها بعرض و طول ارض كوردستان قاطبة من فصل الشعب الكوردستاني عن بعضهم مهما كانت من الدواعي المضللة و لديهم القوة و السلطة و المال، والايام تثبت للجميع ما يمكن ان يحققه المحقون و يصيبوا اهدافهم الحقة في اية لحظة ملائمة ر غم جبروت و قوة الاعداء العالميين المصلحيين الكبار الى جانبهم و الصغار او الاقزام المرحليين الذين جاء بهم التاريخ ليحققوا ما يريده اردوغان و امثاله طوال المراحل التاريخية الماضية و فشلوا الى حدما و ننتظر ايضا ما يحصل مستقبلا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here