زفرات وعبرات، على أسوار خان شيخون!

تشير الأحداث..

والوقائع الميدانية.. وشدة المعارك.. وحدة قصف الطائرات المعادية على إدلب..

على وجود اتفاق بين الجميع.. على هذه الحرب الشرسة!!

وعلى قيام كل طرف.. بدور معين على مسرح الجريمة.. لخداع الناس وتضليلهم!!

ولكن:

لن يضير المجاهدين الصادقين.. مكرهم وكيدهم..

وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال!!

إذا اعتمدوا كليا على الله تعالى..

المهم في هذه الفتن المتأججة.. المشتعلة.. والخطوب المدلهمة..

معرفة من هم الأعداء حقيقة.. وعدم تصديق أي طرف يدعي..

أنه يهمه مصلحة سورية!!

وعدم تمجيد وتعظيم أي ناعق. . لأنه تحدث كلاما حلوا مثل العسل!!

فهو:

يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً

ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ!!

فلا تأمنوا مكرهم وكيدهم..

كلهم .. لا تهمهم أرواح البشر..

يا مجاهدون .. يا ثائرون .. يا ثوار ..

لقد قرر الأعداء كلهم .. بما فيهم من يزعم صداقتكم.. وكانوا أكثر من مائة دولة!!!

على استئصال شأفتكم…

لأنكم إرهابيون .. تهددون السلم المحلي والعالمي!!!

وأصبحت المعركة مصيرية ..

إما حياة أو موت ..

فأن تموتوا أعزة .. كراما.. وتتبوؤا من الجنة غرفا..

خير من أن تموتوا أذلة .. مدبرين.. صاغرين!!!

تدوسكم أقدام الرافضة .. والنصيرية.. والروسية ..

انفروا جميعا..

وأمطروا قاعدة حميميم.. بالصواريخ..

وأحيلوها بمن فيها إلى ركام..

طالما أنهم أجبروكم على الانسحاب.. من خان شيخون.. بعد أن جعلوها قاعا صفصفا..

كما تزعمون ..

فإن لم تفعلوا ذلك حالا وعاجلا ..

فأنتم لستم أكثر.. من حثالة من قطيع الخرفان ..

تسيرون وراء من يقرع الأجراس ..

فتبا لكم وسحقا..

وإن الذين يضمدون جراح الناس.. على وخم وعفن..

إنما يغشونهم ويخدعونهم.. ويضحكون عليهم!!!

وستنكأ الجراح بعد حين.. وتنزف الدماء من جديد..

والذين يبيعونهم الأوهام.. ويعدونهم بالنصر القريب والأكيد!!!

إنما يفترون على الله الكذب..

فالله تعالى ..لم يعد الذين يحادون الله ورسوله بالنصر.. ولا مقاتلي الخيانة والعهر الأستاني.. ولا الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت..ولا الذين يأتمرون بأمر الحاكم بأمره ..

إنه وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات.. ويلتزمون منهجه ونظامه.. ويجاهدون في سبيله.. لإعلاء كلمته فقط.. بالنصر المبين..

ومما يحزن القلب.. ويفتت الكبد.. ويدمي الفؤاد..

أنه:

أصبح الوضع في الشمال السوري .. مأساويا.. وكارثيا!!!

مما يستوجب مصارحة الناس.. وإن كانوا يقاسون العذاب.. والآلام.. والأهوال.. ومآسي النزوج.. والتشرد.. وهم يهيمون على وجوههم في الصحراء.. لا يجدون مأوى.. ولا مأمن..

يجب أن يقال لهم.. دون مجاملة.. ولا مداهنة:

أنتم الذين فرطتم بدينكم.. وعرضكم.. وبلادكم.. وصدقتم الكلام المعسل.. للأمراء والحكام الكفرة.. الظلمة الفجرة.. ورضيتم بالخنوع والركوع والسجود لهم!!!

( عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ).

هل ثمة ذل أشد.. وأنكى من الذل الذي أنتم فيه؟!

لقد قاتلتم – إلا قليلا منكم – في سبيل الوطنية والديموقراطية الجاهلية!!!

فماذا نفعكم؟؟؟!!!

فاسألوهم الآن.. النصر.. إن كانوا ينصرونكم.. أو ينتصرون لأنفسهم..

إن الله لا يخلف وعده.. بنصر المؤمنين..

( وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ) الروم 47.

فلا نصر للديموقراطيين والعلمانيين.. ومقاتلي أستانا.. والجيش الوطني والحر.. والمقاتلين في سبيل المغنم.. وإرضاء راعيهم.. الذي يقول لهم:

تقدموا فيتقدموا..

وتراجعوا فيتراجعوا..

وانسحبوا فينسحبوا..

وسلموا أسلحتكم فيسلموا. .

فكل هؤلاء المقاتلين الرعاع.. هم أهون على الله عز وجل.. من أن ينظر إليهم.. أو يبالي بهم.. أو يهتم لهم..

لأنهم هم ابتداءً.. لا يقدرون الله.. ولا يطيعونه.. ولا يتقونه.. ولا يهمهم رضاه..

بل إنهم يحادونه.. ويتعدون حدوده.. وبعضهم ينكر وجوده!!!

فكيف سينصرهم؟؟؟!!!.

وهو الذي وضع شرطا أساسيا لتحقيق النصر..

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ) محمد 7 .

فيجب أن تتوبوا إلى الله.. يا مقاتلون.. وأن تلتزموا بأوامره كاملة.. وتطيعوه في السر والعلانية.. وفي العسر واليسر..

وأن تتذكروا دائما وأبدا قول عمر رضي الله عنه.. وتجعلوه شعارا لكم.. ترددوه يوميا صباحا.. كما كان جنود الأسد.. يرددون شعار البعث صباح كل يوم:

( نحن لا ننتصر على أعدائنا بقوة سلاح وعتاد.. وإنما بطاعتنا لله.. ومعصية أعدائنا له.. فإذا تساوينا في المعصية.. تغلبوا علينا بقوة سلاحهم.. وكثرة عددهم ).

وما لي هؤلاء الناس.. مضطربون.. مهتاجون!!!

وعم يتساءلون.. عن سقوط خان العسل.. أم اللطامنة.. أم درعا.. أم الغوطة.. أم حلب!!!

ولماذا كل هذه النكبات تترى علينا؟

ويجيب العليم الخبير:

( أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ) آل عمران 165.

( وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ ) الشورى 30.

يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم.. باتخاذكم العجل.. وآلهة أخرى من دون الله..

وظننتم أنهم ينصرونكم!!!

( وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ) فصلت 23.

( فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ ) البقرة 54.

( وَٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٞ وَدُودٞ ) هود 90.

وقاتلوا في سبيله وحده.. ولإعلاء كلمته وحده..

ينصركم على أعدائكم.. ولا يضركم كيدهم شيئاً..

وتطردوا المحتلين الغزاة.. وتتحرروا من الطواغيت الكفار الفجار.. وتصبحوا في أرضكم أسيادا.. أعزة.. أباة.. وتكونوا في الآخرة من الفائزين بجنات الخلود.. وهذا هو الهدف الأسمى.. والأسنى.. لكل مؤمن..

( إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡ‍ًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ) آل عمران 120.

( أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ ) الفيل 2.

الأحد 2 المحرم 1441

1 أيلول 2019

موفق السباعي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here