يلوي اذرع الحقيقة و يدّعي الماركسية في كلامه

عماد علي

عندما تستمع اليه و كانه ماركس العصر، و عندما ترى اعماله ز سلوكه و تعامله مع الحقاق تلعن النفاق و تندم على الوقت الذي هدرته و اسمتعت اليه. هل هناك نفاق بهذا الشكل في كل بقاع العالم ام منطقتنا والظروف السياسية و الاقتصادية هي التي برزت اصحاب هذه النفاقات المبشرة بخير المرحلة و ما تحتويه!! و التي لم تسبق ان لمسنا ولو جزءا بسيطا من ما يتصف به هؤلاء من الفكر و السلوك المنافق من اجل مصالح حياتية ضيقة فقط.

سمعته يتكلم كثيرا عن حقوق الجميع وحريتهم و الاولوية للطبقة الكادحة في تامين حياتهم و ضمان ولو جزء بسيط من ضرورات حياتهم و لابد بذل كل الجهود من اعادة الحقوق المادية و المعنوية الى اصحابها، و انه يؤمن بانه لاغني قد اغتنى الا على حساب الفقير، و عليه فانه له الحق عليه كما عليه الهو الضريبة الحقة من قبل الحكومة، و قال لابد من قوانين و حقوق مضمونة للمستهلك و الحق العام في خضوع المحتكر لكل مساءلت التي تمنعه من ذلك، و من ثم قال لابد من العمل على المساواة و التقارب بين الطبقات و العمل على ردم الفجوة الكبيرة التي صنعت بين الفقير و الغني و اتسعت المسافة بينهما في كوردسدتان بالاخص، لاننا في بداية طريقنا، و اخيرا ادعى بانه لا يمكن ان يشارك في اي قانون لم يقع لصالح الطبقة الكادحة و الفقراء( لانه قانوني ايضا) لانني تربيت على ضمان مصالحهم رغم انني من عائلة ميسورة و غنية و ولدت و انا لم ار الفقر و العدم في حياتي، و لكن فكري و عقيدتي و نشاتي كان على الفلسفة الماركسية اليسارية و حقوق الطبقة العاملة و اؤمن بها بشكل لا يمكن ان يتزحزح ما اؤمن في اية مرحلة من حياتي، و قال الكثير بحيث فرض علي ان اصدقه و لما بالي بعد فيما استطال عن تلك الموضوعات و جاء بمثل و نصوص تؤيد كلامه، لا يمكن ان اتذكر جميعها.

و بعد اقل من اسبوع و تصادف او كان مدروسا و ممنهجا و انا لم اعلم به لانه يمكن ان اصفه بانه لقاء عمل، رأيته و جلسنا مع احد الاثرياء الذي كان يرافقهو تكلمنا بشكل عام دون تطرق الى اي موضوع خاص، و من ثم بعد ذلك بايام عرفت بان له عملا ثقافيا و اراد ان انفذه بمقابل حقوق مادية معتبرة و لم اعرف فحواه في تلك اللحظة، و من ثم تواعدنا و تقابلنا كي اعرف الامر و تفاصيله في الجلسة.

هذا الذي تكلم و مللت من كلامه عن الفقراء و الكادحين و الطبقة العاملة و لم يدع شيئا في كل ما يمت باليسارية و الماركسية التي لم يدع الا و فسرها لي من قبل، رايته بوجه اخر امام السيد الغني غير المثقف الذي هو من المنفلقين من الاغنياء الفل الذي برزهم مرحلة الفساد المستشري في كوردستان . و جاء هذا المنافق مع الغني ايضا الى الجلسة وبدا هذا المدعي اليساري بالكلام و كانه يؤمن بالراسمالية قلبا و قالبا، و كما ادعى ان الحياة شطارة و لا يكلف الله نفسا الا وسعها و لا يمكن ان يتساوى حميع الناس في امكانياتهم و ممتكاتهم و لابد من الفروقات الفردية، و لم اعلم هل نسي ما قاله من قبل ام اراد ان يحقق ما كان يرمي بتلك الكلمات و يهدف ان يصل الى شيء يريده الثري، و شكيت انه ربما قد يكون متفقا مع الغني في امر من قبل و لا اعلم به و يريدون بهذه المقدمات ان يوجهوا فكري اليه في وقته و تاكدت بعد ذلك منه.

بعدما توقف عن الكلام و ايده هذا الثري الفاحش في كل ما قال و هو يهز راسه، قلت ما رايك انت في كلام الاخ الراسمالي اليساري بين اليوم و الاخر، فتعجب الاثنان من كلامي. قال الغني انني متفق معه على اكثر كلامه و لكن يجب ان تكون هناك نخبة و ان كانت فقيرة ان تعيش بكرامة و عزة و ان تُضمن لهم كافة حقوقهم.

و بعد الحديث و استمد الاخ المنتشي بوجوده مع الثري في كلامه كثير و الذي يمكن ان اصفه بالجاهل حقا، افتتح الاخ الثري موضوع فتح مشروع ثقافي بكامل مواصفاته و على نفقته الكاملة و باللغتين العربية والكوردية، و لكوني من الكاتبين باللغة العربية و الكرودية ان يكون لي دور رئيسي بل من المشرفين على تلك النشطات الثقافية و الكثيرة الفروع من الصحافة و الاذاعة و من المحتمل التلفزيون وباجر مغري. و من ثم قال لي ما رايك، فقلت جيد جدا و هذا مشروع جيد و امل يراودني التفكير كثيرا في هذا منذ مدة. قال طيب فلنبدا من الان، فقلت مهلك و لكن الم نعلم على اي اسس يكون و ما منهجه و سياسته و اهدافه. قال ما لك اننا سوف نتكلم عنه فيما بعد و لكن يجب ان نستهل العمل منذ الان كي لا نتاخر( تيقنت ربما انه مكلف من قبل جهة اخرى، والا لماذا يتاخر ويكون هو صاحب المشروع) فقلت: لا لا يمكن ان نبدا و انا لم اعلم راسي من قدمي و فافرض انك بدات العمل و كان اهدافه و استراتيجيته عكس ما انا ادعيه و افتخر طوال عمري بالتزامي به. فقال هل يهمك هذا و اجرك مغري يا اخي و انت في هذا الوضع المزري اقتصاديا، و لم يستغل احد امكانياتك و قدراتك في هذا الامر من قبل. قلت لا لن اتحرك قبل ان اعلم فحوى و ما يهدف هذا المشروع الكبير المكلّف . فقال جيد سنلتقي فيما بعد عن هذا لوحدنا، و قلت لماذا لوحدنا و اردكت انهما يتلاعبان و هما متفقان و من ثم يتكلمان عكس ما هما

متفقان عليه او يريدان ان يخفيا ما اتفقا عليه، و يقول نلتقي لوحدنا كي اعتقد بان هذا الاخ الراسمالي اليساري ليس له دخل في هذا، فقلت تكلم الان وهذا ليس بغريب و يمكن ان يشاركنا في امر فيه خير.

قال طيب ، انه مشروع ثقافي يدر على صاحبه كثيرا من المال ان نجحنا و يستند على المباديء و االسس التالية:

اولا: الابتعاد عن امور استقلال كوردستان ولو بكلمة و الاصرار على وحدة العراق و اراضيه و شعبه و عدم التطرق الى ما يخص المكونات بانفصال عن الكلام عن الشعب العراقي الواحد الموحد، على عكس ما تصر و تكتبه يوميا.

ثانيا: عدم الكلام عن الفروقات الطبقية و اعتبار المنبر ثقافيا ليبراليا يؤكد على الثقافة الانسانية الموحدة فقط.

ثالثا: يجب ان يبتعد عن اذهاننا الكلام عن التاريخ الخاص بالقومية و الحقوق وما قُدم من الضحايا من اجلها، و الاكتفاء بالحقوق الانسانية البحتة التي لا تفرق بين المكونات.

رابعا: سرية المهن و عدم التساؤل عن مصدر التمويل و الجهة التي تخطط و تضع المناهج .

خامسا: و هذا يمكن ان يكون صعبا عليك ارجوا تجاوزه وهو عدم التطرق في الفلسفة الاسلامية و مذاهبها و تاريخها و عدم الانحياز الى اي دين و الى اي طرف كان من تاريخ الاديان و الابتعاد عن التقييم لما حدث في المنطقة من قبل فكريا و فلسفيا.

فتنهدت على ما سمعت، و قلت هل انت حقا تتصور انك تتكلم مع الشخص المختار من قبلكم لهذه المهمة، هل يمكن و انا في هذا العمر الذي لم يبق لي من حياتي اكثر من عمر نعجة كما نقول نحن الكورد في كوردستان الحبيبة و لسنا عراقيين اصلا و فصلا ان اقبل هذه الشروط و ان كان العرض مغريا كما تقول، فهل انت تعتقد انك جالس مع الشخص المناسب لهذه المهمة و انني و في هذا التاريخ الذي مررته في حياتي ان اقبل ولو بشرط واحد مما ذكرت ولو كان العرض مال قارون. فهذا الصديق الماركسي الراسمالي الذي كان معنا، بدا ينصحني و يقول لي انها فرصة لا تعوض لمثل ظروفك و حياتك، فقلت له بكلمة اوحدة: اخرس. و حقا خرس من بعد ما تعصبت و اصريت ان ادفع تكليف اللقاء الذي لم نشرب فيه الا ما كلفنا قليلا جدا بدلا من الغني و المنافق الذي هو اكثر ضررا من الاعداء الصريحين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here