الحل هو الجدار العازل بين تركيا و كوردستان روزآوا

عماد علي

من المعلوم و المتاكد لدى الجميع ان اردوغان يتحجج و ياتي يوميا بقصة مختلفة من اجل احتلال روزآوا و ليس حماية بلاده كما يدعي زورا و بهتانا، بل كلما وقع و انغص في مشكلة داخلية في بلاده و كما هوحاله الان و كما نرى ينفك منه اقرب الاقربين بشكل يومي، فنراه يزيد من ضوغطاته من هذا الجانب و يصر على التوجه نحو سوريا و كوردستان الغربية كمنقذ له، كما يقول المثل الكوردي؛ انه لا يقدر على الغريب فيتمكن من خاله، بل يريد ان يلعب في هذه الساحة دوليا مثلما احتل عفرين في غفلة مستغلا الفرصة التي سنحت بشكل مفاجيء بموافقة روسيا، و هو يطمع ان يبني تلك المنطقة جزءا من امبراطوريته السليمانباشوية و يبدا من هناك تحقيق حلمه القديم و افتعال قضية اكبر ليخرج من الوحل الداخلي الذي اوقع نفسه فيه.

لا يمر يوم و هو يهدد منطقة شرق فرات و يرقص على نغمات متعددة كلما نكزه المنشقين من حزبه من رفاق دربه و اصدقاءه المخلصين له حتى الامس، فمن المحتمل بانه ينتظر تاسيس حزب جديد وبه يفرض عليه ما يريد هذا الحدث ان يصاب بعقدة روزآوا من خلال محاولاته للفت الانظار عن ما يحدث هناك، و انه يعتقد بانه ينقذ نفسه من خلال تلك البقعة و يهدد و ربما ينفّذ ما يدعه يرفع رصيده المتهاوي سياسيا خلال هذا الشهر مرتبطا بما يحدث داخليا. و تبقى المعادلة السياسية الحرجة و تعامل كل من روسيا وامريكا معه و من خلال ضمان استراتيجية لكل منهما في هذه المرحلة المتنقلة بالنسبة لهذه القضية الحرجة على المعسكرين، فان امريكا لا تريد خسارة تركيا كموقع و حليف الامس و تريد روسيا ان تثبت اقدامها و تبني مسندا قويا و اعمدة تبعد امريكا عن قوة موقعها في هذه المنطقة سياسيا طالما كانت نقطة قوة امريكا ابان الحرب الباردة و كيف تكون ان اضيفت اليها سوريا، وان خسرت الاثنتين فبه تبتعد و عن احتكار مسار المؤثرات التي تمتلك قيادته فرصة ادامة ما كانت عليه سابقا من مكانة استراتيجية قوية لم تتمكن روسيا ان تهزها من قبل و لحد الساعة. و من جانبها تريد امريكا ايضا ان تتاكد من توجه تركيا و استقرارها على ما تحتاره من الوجهة السياسية و تحاول ان لا تضيع حليف، و ان كان هناك بديل غير مستقر و لم تبلغ ثقله ان تضحي بتركيا في هذا الوقت من اجله، فان لم تخطط و تنفذ و تصر امريكا على بناء مكانة و موقع قوي له و يبني عليه استراتيجية بديلة لماهي عليه تركيا و موقعها المهم لها، و هذا يؤكد عدم اقرار امريكا لحد اللحظة من احلال روزآوا بديلا لتركيا من جهة، و لم تتاكد بعد ايضا على ان تركيا ستعيد توجهها نحو الغرب ايضا من جهة اخرى، كي تقر ما هو الاهم لها و لضمان مصالحها الاستراتيجية البعيدة المدى، و الا فان التضحية باحدهما سهل ان تاكدت من هذه الامور المعلقة لديها نتيجة تلاعب تركيا ايضا على الاوتار العدة في هذه اللحظات و مراوغتها الوقتية المرحلية المؤقتة بين روسيا و امريكا و الغرب في هذه المرحلة.

فان تركيا تحاول التضييق على قوات سوريا الديموقراطية و تنعتها بالارهاب و التهديدات اليومية المستمرة و من قبل اردوغان ذاته يومية دون انقطاع، مما يشير هذا على مدى تضييق الامر عليه قبل ان يحيل ماهو به الى كوردستان الغربية مالفات نظر. علاوة على ذلك فان تركيا تحاول الحصار الخانق على تلك المنطقة محاولة التدخل العسكري كي تحصل على قدم و تكون لها الكلمة في مستقبل سوريا ايضا.

من المعلوم ان هذا سيستمر الى ان يخرج اردوغان اما منتصرا بقوته و تدخله كما يتوعد او يتمكن من ارضاء امريكا من حصر قوات سوريا الديموقراطية بشكل ما او ينجح من تقليل من تاثيرها او تقصير وجودها تابعة اما للمركز السوري و يبعد مساندة امريكا لها و اعادة قوات الحكومة السورية المركزية الى تلك المنطقة ان لم تجد فرصة احتلال تلك المنطقة بنفسه و ان ارتضت امريكا و كانت مساعدة لخططها.

و ما على قوات سوريا الديموقراطية الا التوجه نحو خطط بديلة لتبني عقبات سياسية وعسكرية امام تحقيق اردوغان مرامه بسهولة، و ان تلح على محاولتها في قطع الطريق ليس امام تدخله العسكري بل السياسي ايضا و هذا ما يحتاج لمساومات مرحلية و براغماتية سياسية و مناورة مرحلية ان لم تتاكد من نوايا امريكا و اهدافها و خططها.

فعلى قوات سوريا الديموقرطاية ايجاد الوقت المناسب لطرح اقتراحات متتالية مشوشة على تركيا و اردوغان خططه و منها اعلان البديل المناسب الذي يمكن ان يقطع الطريق امام حجج اردوغان الواهية و هو طرح بناء جدار عازل بين كوردستان الغربية و تركيا على طول الحدود بمساعدة امريكا التي تبني هي حدودا بجدار عازل مع مكسيك و لها تجربة خاصة في هذا الاطار. و به يمكن ان تفاجيء تركيا و تقطع عن اردوغان ادعاءاته المزيفة و تضليلاته و من ثم يمكن ان تجد طريقا لتامين نفسها بشكل دائم و تحتمي نفسها

من شرور اردوغان و جشعه و طمعه و كذلك تقطع عنه اانقاذ نفسه من الوحل الداخلي بالفات النظر نحو هذه المشكلة كلما ضاقت عليه الامر داخليا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here