ماذا بعد ان فضح يايلا اردوغان؟

عماد علي

قال احمد يايلا قائد شرطة تركيا الاسبق كل شيء عن ما اقترفه اردوغان بشكل سري و كل ما تكلم عنه الجميع علنا من قبل و انكره اردوغان، و لكن المهم في امر هذا الامر هو ما افضحه يايلا بالوثائق والدلائل الرسمية الصورية والصوتية و ما اتبعه اردوغان في السنوات الماضية. انه موّل مسلحي داعش و هرّبهم الى سوريا و سهّل لهم التنقل في بلاده و بين البلدان و سمح لهم العبور الى سوريا الذي كان بامكانه منعهم و ادعى ذلك انه يحاربهم و يخطوا لمنعهم و منعهم انكارا لما كان يفعله على ارض الواقع. انه اشترى البترول من التنظيمات الارهابية الموجودة على ارض سوريا جميعهم. و في الوقت نفسه فضح يايلا هاكان فيدان قائد المخابرات التركية الذي نفذ اوامر اردوغان بانه ارسل الفي شاحنة الى سوريا مع ما قاله انه ينوي ارسال اربع رجال في مهمة خاصة الى هناك للاشراف علي انجاز العلميات التي اراد اجراءها، و من ثم كشف عن زيف ادعاءات اردوغان العلنية و قئاد مخابراته بحجج و منها تثبيت كلامه بقذف ثمانية قذائف على تركيا كي يعتبرها حجة لتحقيق مرامه، و من ثم ما صرخوا و هوّلوا الامر في حينه من مهاجمة قبر سليمان شاه الذي كشف يايلا ان هاكان اعترف على ان كل ما جرى هو من عمل ايديهم. و كان كل ما نوى اليه اردوغان هو تاسيس دولة اسلامية كبرى على غرار الامبراطورية العثمانية مستغلا الوضع القائم الذي توفر نتيجة فوضى الربيع العربي و ما حدث في سوريا و كذلك تدخله في العديد من تلك البلدان كمصر و ليبيا و محاولته للتدخل في تونس و كان بمعيته في الكثير من تلك التدخلات من المتحالفين معه من امثال قطر علنا.

اي كل ما قام به اردوغان من غض الطرف عن الارهابيين في بلاده و عدم منع تحركاتهم و تهريبهم بعد الافراج عنهم من سجونه و نقلهم الى سوريا و تسليح المتطرفين الموالين له، فقط هذا و ان لم نذكر غيره فانه حقا جريمة دولية يمكن محاسبته وفق القوانين المرعية ضد الارهاب. و ام يحاول اردوغان ابتزاز الدول الاوربية عندما يحس باختناقه جراء سياساته المتدهورة و اختباطه بشكل دائم الا للتغطية على ما يعمل و يقترف من هذه الجرائم اضافة الى ما يفعله داخليا في بلده. هذا ماحدا الى انفكاك الكثير من رفاقه القدماء منه و من المتوقع انهم يعلنون حزبا جديدا قريبا نتيجة ما احسوا به من انفراد اردوغان و خروجه حتى من التوجهات و الادعاءات و الاهداف التي اعلنها هو من قبل، و الاهم انهم يريدون الخروج عن طائل محاسبتهم هم ايضا على هذه الجرائم، و هم كانوا من الموالين له من قبل.

ان ما عملت و تعمل عليه الاسرة الدولية من عدم المحاولة لوقف اردوغان في اقتراف هذه الجرائم و غض الطرف عنه و الخبث في السياسة المتبعة ازاءه من اجل مصالح معينة و التجاهل المطبق عن خطواته السياسية العسكرية المؤدية الى تشويه حياة الناس و محاربة السلم العالمي وفق القانون، يؤكد لنا ما نرى ان الكثير من الدول الراسمالية العالمية التي تدعي الانسانية في العالم هم على خطى اردوغان سياسيا و لا يهمهم الا مصالحهم و اهدافهم الخاصة، و يتاكد لدينا انهم بستغلون القوانين و يدفعون بامور وفق ماهو لصالحهم مزاجيا و بانتقاءات للمواضيع العامة و المهمة التي تخص مصير الانسانية و عدم الالمام بما يتطلب التدخل و التي تدخل ضمن جرائم ضد الانسانية في العالم. فهل من المعقول ان تدرج قوى عالمية تكافح لنيل حقوقها المشروعة وفق قوانينكم في قائمة الارهابيين و تغض الطرف عن حكومات و رؤساء الدول التي تجرم وفق قوانينكم ايضا و تعتبر جرائمه ارهابية بشكل مطلق و واضح لدى الجميع.

يساورني الان و بعد التمعن و التقييم لما يجري على ارض تركيا و ما يُكشف الان مما اقترفه اردوغان من الجرائم انه لم يعد في مرحلة انقضاء عصره الذهبي فقط و انما سيتعرض للمحاسبة الدولية على غرار المجرمين الدوليين و لا يمكن ان يبتعد و يعيش حياته بعد كل تلك الجرائم كما حصل لاسلافه.

اما حول وضع اردوغان و المفيد من بقاءه ضعيفا مذلولا مخذولا و افرازات اخطاءه و ما يفيد القضية الكوردية في كوردستان الشمالية او كافة احزاء كودستان، فانه امر طبيعي و تحصيل حاصل، و لكن الاهم هو الحسابات الدقيقة من القوى المناهضة له و الخطوات المطلوبة لعدم نجاته من الشبكة المعقدة من ما نسجه هو بنفسه حول عنقه. و لكنني و بعد التدقيق في هذا الامر و التفحص في تاريخ انقضى و ما فعل السلف من امثاله و من خلف من الرؤساء و القيادات التركية و تعاملهم مع القضية الكوردية، فان البديل الذي ياتي بعد اي رئيس راحل او مبتعد يكون اكثر احتراما و تقديرا من سابقه لدى القوى الدولية، و به يمسح ما اقترفه سابقه، و لم يقع هذا في اية خانة من مصلحة القضية الكوردية و لن يكون الخلف البديل افضل من سابقه ازاء هذه القضية المصيرية، و عليه انا شخصيا اتمنى ان يبقى اردوغان لمدة اطول و يكون اكثر ذليلا و يحول تركيا لساحة فوضى و بها يمكن تحقيق خطوات من التقدم في القضية الحقة للشعب الكوردي المغدور، و الا انني اعتقد ان رحيله بسرعة لا يمكن ان ينفع كثيرا جدا، و انما يمكن ان يكون استراحة مرحلية و منفعة سياسية تكتيكية بعيدة عن الاستراتيجية التي تفضل الطريق السالكالمتعدد الفروع لتحقيق اكبر الاهداف و اهمها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here