لمن تقرع الاجراس، طالما نحن قوم لا يسمع ! *

د. رضا العطار

منذ سنوات عديدة والامم المتحدة تدق نواقيس الخطر في العالم العربي من خلال تقارير التنمية البشرية التي تصدرها كل عام. تحذر فيها بالارقام والحقائق الواقعة على الارض وليس بالخطب العنترية والشعارات السياسية، العالم العربي من اقترابه من الهاوية سنة بعد اخرى. فلا يتوقف عن الاقتراب من الهاوية ولا هو يتراجع بعيدا عن هذه الهاوية. على الرغم من ان هذه التقارير العلمية الموثقة الخطيرة، التي يرتج لها الاعلام العربي لمدة اسبوع او شهر ثم ينساها. فتطوى صفحاتها وتوضع على رفوف النسيان او ان تباع بالكيلو الى بائعي الفلافل.

فالى اين نحن سائرون ؟ – – – ومن الذي يقرأ هذه التقارير الخطيرة ويتعظ بها ويصلح من ذات نفسه وشعبه ووطنه. – – يبدو ان لا احد يقرأ وان قرأ فلا يعمل بما قرأ ويدع اجهزة اعلامه تهاجم هذه التقارير كما يتم كل عام. ومنذ اكثر من عشر سنوات يتهم المحررين والباحثين الذين اعدوا مثل هذه التقارير – وكلهم من العرب – ان الانظمة العربية تمارس انتهاكها لحقوق المواطنين في الحياة والحرية من خلال التعذيب والاحتجاز غير القانوني. – – ودونت لجنة حقوق الانسان في المنظمة الدولية امثلة على ممارسات التعذيب في ثماني دول عربية.

فهل من جديد في هذا التقرير ؟ – – – ان القاصي والداني والجاهل والمتعلم والمجنون والعاقل والكبير والصغير والغائب والحاضر يعلم علم اليقين ان هذه الممارسات غير الانسانية، بل هو يعيشها يوميا وساعة فساعة على ارض الواقع ولكن ما هو الحل؟
الانظمة العربية لن تعدل ولن تعتدل دون شعوب ثائرة تطالب بحريتها بقوة وعزيمة وثبات. – – – والشعوب الثائرة نائمة او مخدرة تخديرا طويل الامد وكلما حاولت الافاقة تم تخديرها من جديد مرة بالمخدر الاقتصادي ومرة بالمخدر الديني ومرة بالمخدر السياسي ومرات اخرى بمخدرات مختلفة.

وملً العالم العربي من ان التاريخ يكرر نفسه، وبالتي لنا برئيس امريكي كجورج دبلية بوش يصرف المليارات من خزينة الدولة الامريكية ويضحي بالاف الجنود وبالسمعة الامريكية من اجل انقاذ شعب من طاغيته و حكمه الدموي كما فعل في العراق – – فهذا اصبح الان من سابع المستحيلات ولن يتكرر ابدا. فهنيئا للشعب العراقي بهذه الفرصة الذهبية التاريخية الثمينة – – فرصة التحرير بواسطة قوى خارجية باموال خارجية تعجز عن توفيرها اكبر الخزائن العربية والاسلامية.

* مقتبس من كتاب (الخط العريض) لشاكر النابلسي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here