الانتخابات الأسرائيلية..وتصريحات نتناياهو..

حكمت مهدي جبار.

تستعد حكومة الكيان الصهيوني لأجراء الانتخابات البرلمانية(ألأسرائيلية) وذلك بعد ألأعلان عنها في يوم الثلاثاء القادم.وتأتي هذه الانتخابات في ظل تقلبات اقليمية ودولية متعددة.فضلا عن وضع الكيان الداخلي الذي يخشى من تدني نسبة المشاركة لاسيما في المناطق العربية الموجودة في فلسطين. حيث أشارت استطلاعات للرأي العام إلى تراجع في نسبة المصوتين مقارنة مع الدورة الماضية عام 2015.ويتنافس في هذه الانتخابات 41 قائمة أبرزها الحزبين الرئيسيين (الليكود)و(أزرق وابيض) المتنافسان على تشكيل الحكومة القادمة.

رئيس الوزراء الصهيوني(الأسرائيلي) (بنيامين نتنياهو) رئيس (حزب الليكود) والشخصية الابرز في الساحة السياسية الصهيونية صرح قبل بدء الانتخابات بانه اوعد الاسرائيليين بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، إذا فاز حزبه بانتخابات الكنيست المقبلة. غير أن رئيس اللجنة، القاضي حانان ميلتسر، قد أقر بأن المؤتمر الصحفي الذي وعد فيه رئيس الوزراء بفرض سيادة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات العبرية في الضفة الغربية يضم دعاية انتخابية غير مشروعة، ملزما حزب رئيس الحكومة بدفع 15 ألف شيكل (أي نحو 4.26 ألف دولار) إلى كل من تحالف “أزرق-أبيض” الوسطي و”المعسكر الديمقراطي”.

لكن الغريب في الامر أن لجنة الانتخابات الاسرائيلية المركزية حذرت من أن أي مخالفة جديدة من قبل “الليكود” لمعايير الدعاية الانتخابية معتبرة ان ماصرح به (نتنياهو) مخالفا لطبيعة الانتخبات !!! وانها ستفرض غرامة تقدر بـ50 ألف (شيكل) بالنسبة لحزب (الليكود)..فهل هي مخادعة ام هي تطبيق لمقررات تلك اللجنة؟

وسبق أن رفضت لجنة الانتخابات طلب “أزرق-أبيض” و”المعسكر الديمقراطي” حظر بث المؤتمر الصحفي لنتنياهو الأربعاء الماضي بشكل مباشر، وذلك بعد أن قدم المتحدث باسم (الليكود) (جوناتان أوريخ) ضمانات خطية بأن كلمة رئيس الوزراء لن تضم دعاية انتخابية.

غير أن نتنياهو، علاوة على وعوده بضم نحو ربع أراضي الضفة في حال إعادة انتخابه، انتقد في تلك الكلمة بشدة قيادة “أزرق-أبيض”، أكبر منافس لحزبه في الانتخابات المقبلة.

وعقب المؤتمر، تم استدعاء أوريخ إلى لجنة الانتخابات المركزية لتقديم توضيحات، حيث تعهد بأن 25% من خطاب نتنياهو يمكن اعتبارها في الواقع دعاية، غير أن هذه التصريحات لم تكن أصلا ضمن خطة الكلمة، وتمت إضافتها إلى المؤتمر من قبل نتنياهو دون التنسيق مع الحزب

نحن وبالقدر الذي نراقب فيه هذه الانتخابات فأننا لابد أن ننظر كعرب اليها بعين ذات أهمية انطلاقا من كون أسرائيل هي كيان محتل لأرض عربية وأن فلسطين هي قضيتنا الأولى التي مرت عليها اعوام ولم يكن هناك حل لها كي يأخذ الشعب الفلسطيني حقه بالكامل..فالحكام العرب هاهم يقفون وينظرون كيف يصرح رئيس وزراء أسرائيل بقضية ضم اجزاء أخرى ألى المستوطنات التي احتلها منذ سنة 1948 وحتى هذا اليوم.ليرضي شعبه ويحقق احلامهم الطامعة في الاراضي العربية.

فما هي ردود الفعل العربية ازاء ذلك التصريح فيما اذا فاز نتنياهو وحزبه الذي يتفوق بشكل كبير على حزب أزرق أبيض؟ حيث تقول الانباء أن حزب (الليكود) يتمكن من تأمين 61 مقعدا في الكنيست عبر التحالف مع حزب (يمينا) اليميني، وحزبي (شاس) و(يهودية التوراة المتحدة) المتطرفين، وبهذا يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة مستقرة، على غرار الحكومة التي قادها حتى أواخر العام الماضي.وبذلك سوف يتمكن من تنفيذ (وعده الجديد) امام مرأى العرب والعلم برمته.

أن ما ينوي به نتنياهو من تصريحات تهين الانظمة العربية انما هو أمر واضح عن اطماع الصهيونية التي لم تتوقف بالاراضي العربية القريبة من فلسطين وعن الوقاحة التي لم يرع فيها أي رادع اخلاقي ولاسياسي ولادولي..وهنا نتسائل ونقول مامدى مصداقية رئيس وزراء اسرائيل بهذا التصريح؟وهل هو (وعد بلفور) جديد؟أم هي لعبة دعائية انتخابية يكسب بها اصوات من رأى فيهم الترحيب بما صرح به؟..وعلى اية حال سواء فاز نتنياهو او لم يفز فالأمر واحد لم يتغير ازاء الأراضي الفسطينية المحتلة.بل أن موقف الكيان الصهيوني هو نفسه الموقف الذي شرعن فيه احقيته ووجوده وتأريخه في فلسطين..فهل يغير نتنياهو سياسته اتجاه عرب فلسطين والانظمة العربية؟ وهل سيعيد النظر في الاتفاقات المبرمة مع الحكومة الفلسطينية الحالية بما يحترم حقوق الشعب الفلسطيني تأريخيا وسياسيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here