الى جريدة التلغراف (جوني عبو) عاشوراء ليست عيداً بل ذكرى صرخة المظلوم الخالدة

بقلم: كامل مصطفى الكاظمي

كتب الزميل جوني عبو محرر في صحيفة التلغراف الاسترالية عموداً خبرياً عما قامت به الامة الشيعية من احياء لذكرى ملحمة كربلاء في تجمهر سنوي مهيب في العاشر من المحرم الذي شهدته استراليا هذا العام كما في السنوات الماضية. وجاء عنوان عموده وبعض نعوت في متنه تستفز مشاعر الآلاف من المواطنين الشيعة الاسترال بعنوان (الطائفة الاسلامية الشيعية احتفلت بعيد عاشوراء). وايضاً ايلاج جملة نعوت غير لائقة بالاعلامي والصحفي النزيه منها: (الطائفة الشيعية المدعومة من ايران) و(اللطميات والضرب) و(البيان الديني السياسي) و(الخلافات التأريخية بين السنة والشيعة) وما الى ذلك من عبارات لا تفيد غير الاثارة وزرع اللغم.

الشيعة في استراليا:

– ليسو طائفيين بل هم جزء من المجتمع الاسترالي ولهم كغيرهم ممارسة حقوقهم التي يكفلها القانون.

– الشيعة في استراليا غير مسندين من جهة (لا ايران ولا غيرها) ويعتمدون على بناء هويتهم ومؤسساتهم بما تعتمده شرائح المجتمع الاسترالي.

– بيانهم في كل تجمهراتهم يخلو من التحريض ويبتعد عن روائح السياسة.

– كل ما في فعاليتهم هو احياء لصاحب ملحمة عظيمة اراد من تضحيته الكبيرة المشهورة الارتقاء بعموم الانسان الى انسانيته وحريته التي من اجلها وجد (كونوا احرارا في دنياكم).

– ذكر عبارة (خلاف تأريخي بين الفرق) من شأنه اثارة الحفيظة التي ينبغي للاعلامي الرسمي اجتنابها كما يبين ذلك القانون الاسترالي.

– اكثر من نصف مليار شيعي في الارض يحيون ذكرى عاشوراء الامام الحسين باعتبارها ملحمة الفداء التي رسمت للانسان منهج تحريره وحريته من رق السلطان الجائر.

مع هذا لا أتهم الاستاذ عبو بتقصد الاساءة فله نبله المشهود وصفته الاعلامية المتزنة لكن يمكن نعته ههنا بالغفلة، إذ لزمه كصحفي بارع انتقاء المفردة والتسميات، وعليه كونه شرقي من اصل لبناني ويعرف حقيقة المحرم ان ما كتبه في عموده لا يطابق عاشوراء الشيعة ولا ينسجم مع نهضة عاشوراء الشيعة التي لم تتأثر على مدى 1400عام بهجومات اعادة تدوير خطاب الطائفيين الحمقى الذين سعوا الى الاساءة لعاشوراء الحسين والتقليل من اهميتها التأريخية والحاضرة في رفضها الطغيان ومحاكمة كل انواع الجريمة وانتهاك الحريات والحقوق.

لست متهماً لزميلي وصديقي جوني عبو الكاتب المعروف بسجيته الطيبة وشفافية قلمه التي عودنا عليها في كتاباته ونقله للخبر بصورة تختلف عما ارتكبه اليوم من شبهة كبيرة تجاه الامة الاسلامية الشيعية، اذ لا نعلم سبيلا دعاه لتسمية يوم الحزن الاكبر (عاشوراء الامام الحسين) بالعيد فربما اخذه من المغرضين للشيعة الذين اجتهدوا ان يفرحوا بهذا اليوم ويحتفلوا به كعيد وفق ما عندهم من مرويات مزيفة.

استراليا- ملبورن

15-09-2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here