زيادة معدل الغباء السياسي

علي الابراهيمي

الفلسفة التي تقوم عليها الأنظمة الحكومية الغالبة في عالم عصر الشركات المتعددة الجنسيات ترتكز الى تشويه كل ما يرتبط بالمؤسسات الحكومية الاقتصادية والتعليمية والخدماتية , ليتم اللجوء الى زعماء العالم الأسود ورجال العصابات من قبل الناس في اطار عملية الخصخصة الناعمة وبرمجة العقول .

لذلك يتم عرض العديد من الخيارات السياسية في ظل العمليات الانتخابية الديمقراطية في العالم , وجميعها كتل غبية , يتم تسويقها إعلاميا .

لقد بلغت عمليات البرمجة العقلية مراحل متقدمة في منظومات العصابات , وانتقلت الى عمليات التحكم بالعقل الجمعي , في مقابل تردي مستوى الذكاء العام بفعل المناهج التعليمية الحكومية . ومن ثم يتصور الانسان انه يملك عدة خيارات ينتقي منها , لكنه لا يدرك قطعاً انها خيارات صناعية التقطها من الاعلام .

وفي العراق يجد المواطن جملة من الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية والعلمانية والقومية , يمكنه ان يختار منها , الا انه دائماً يواجه نفس المصير ويخسر المزيد من أبنائه . فجميع هذه الأحزاب مملوكة للدولة العميقة , واقطاب هذه الدولة مملوكون للسفارة الامريكية .

ويمكن للمواطن العراقي مشاهدة العديد من القنوات الإعلامية , التي تزيده غباءً كل يوم , من فضائيات ومواقع تواصل اجتماعي وصحف .

ومن ثم يلجأ لرجال دين هم جزء من اللعبة , فهو غير قادر على تشخيص القيادات الدينية الصالحة بعد انخفاض معدل الذكاء واختلاط الأوراق الممنهج .

تعمد مجموعة غبية الى اختيار كتلة ( سائرون ) تحت تأثير الحماسة الدينية , والتي تسن قانوناً يخالف الشريعة مثل قانون ( العنف الاسري ) , دون ان تميز تلك المجموعة ما يجري , بسبب انخفاض معدل الذكاء .

كان ( محمود الصرخي ) يريد ان يصبح مرجعاً دينياً , دون ان يتم مقدمات هذا الامر وفق المنظومة العلمية الشيعية , فكان مرجعاً ناقصا , يحتاج الى جمهور غبي , فعمد الى اختيار اغبى الافراد ليشعر بالذكاء .

ان زيادة معدل الغباء ضرورة سياسية في عالم الشركات المتعددة الجنسيات لزيادة مقدار الربح . ففي العراق ايضاً يقوم ابن البلد الغني صاحب الثروة – بمبلغ ستمائة دولار – بحماية موظف اجنبي يعمل في احدى الشركات النفطية في العراق يعطى على الأقل اربة الاف دولار . وبينما لا يجد هذا العراقي من الخدمات في محل عمله او سكنه ما يتناسب والكرامة الإنسانية يتمتع الأجنبي بحياة افضل مما كان في بلده . تحت رعاية المرتشين . وهذا العراقي لا يلتفت الى هذه المعادلة البائسة , وينشغل بمواقع التواصل الاجتماعي وكثرة الحديث . فيما تنشغل النخب الاجتماعية بمظاهر من الخداع والانفة والكذب , بعد ان تم تأهيلها لهذه المرحلة لاكثر من أربعين سنة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here