هل ياتمر العبادي بامرة بريطانيا؟

عماد علي

من المعلوم لدى الكثيرين بان للدول العظمى دور كبير في تحديد دور اي سياسي عراقي و افعاله و سياساته وفق تبعيته منذ عهد الملكية ( و خرج البعض من امرتها و لقي حتفه كما نعلم) و ما يمكن لهذا التابع و اكثرهم من العملاء ان يؤديه من دور لتامين مصالحهما وفق تبادل المصلحة( العرّاب و التابع ) . و من المعلوم ايضا ان خروج المالكي بالشكل الذي رايناه نتيجة مواقفه وافعاله ايضا من موقع رئاسة الوزراء في حينه و احل العبادي بديلا عنه الذي جاء بمخاض اشترك فيه جميع دول المنطقة و التحالف الدولي في العراق و كان لبريطانيا و شركاتها و بالاخص شركة النفط البريطانية الدور الحاسم لما كان تكنه من النية في جلبه الى الحكم و كيف استغلت عملية الاستفتاء و مواقف دول المنطقة و بالاخص ايران و ارادت ان تعيد هيبتها الى هذه المدينة و تعوض ما سحبت يدها منها وفق تاميم النفط. و المتابعين يعرفون بتفاصيل تداخلات بريطانيا في هذه الامور بروية و هدوء و سرية لا يعرف عنها الا متاخرا، و هكذا كشفت افعاال بريطانيا بسرعة في هذه العملية المخابراتية الكبيرة السرية، و ادى العبادي دوره بعد استخدامه القوة في الدخول الى كركوك بمساعدة من توافقت معه مصلحتهم الحزبية الشخصية الضيقة من السذج السطحيين من الكورد.

اليوم نعيد الى الذاكرة يوم عملية الاستفتاء المشرف لمن اشترك فيها، على الرغم من التداعيات لما بعد فعلة العبادي القصيرة النظر، فانها العملية التي اظهرت للعالم قوة ارادة الكورد في نيل حقوقه مهما تاخر.

اليوم ايضا يعلن العبادي عن نيته في انشاء تحالف باسم عراقية كركوك كي يجمع المتعصبين المتشددين القوميين المعتدين على حقوق الغير من اجل تقوية مكانته حزبيا و جماهيريا، و يريد ان يستمر في غيه، و سوف نرى ندامته ايضا بعدما يرى ما يحصل لان بريطانيا ليست صديقة دائمة لاي احد كما هو المعروف عنها. فانها تريد ان تنفذ به امرا اخر يهمها، كي تستمر في نهب النفط من قبل شركتها برتش بتروليوم لاخر الامر. و كلما طالت مدة الخلافات و استمرت بريطانيا و شركتها الجشعة من نهب النفط الموجود في كركوك بحيل و ما هي تستمر فيه فانها تريد ان تستغل القوى و لم تلق الا العبادي التابع له و باسم حزب الدعوة كي تفرض عليه مشروعا اخرا كي لا تستتب الامن والامان و تحل الفوضى التي تقع لصالحها.

مشروع عراقية كركوك ليس للعبادي كما يدعي و لما يعتبره تحديا للامتداد في ما فرض عليه من قبل عسى و لعل تتمكن بريطانيا ان تقوي من موقعه و تعلي من شانه المتردي نتيجة خسارته الكاسحة الفضيحة في الانتخابات و عدم قبول المالكي به حتى عضوا في حزبه، و انه طرده بشكل محترم و لم يبقيه حتى تابعا في حزبه.

انه يطلب من اهالي كركوك ان يجتمعوا من حوله لاثبات و ترسيخ عراقية كركوك، و يعلم الجميع بانه له اهداف كبيرة في هذا و انه من خباثات بريطانيا حتما قبل العبادي وهي التي تفرض عليه الطريق لغرض في نفس يعقوب، و لم يتعض العبادي من انه يخسر كثيرا هنا ايضا كما خسر من قبل، ولا يعلم ان الوافدين من العرب لا يمكن ان يؤمنوا به لانهم اقروا بمواقفهم من قبل من جهة، و انهم من المذهب الاخر اما الموجود من مذهبه فانهم توزعوا على القوى الاخرى و لم يبق لديه ما يلعب عليهم من جهة اخرى. و انه يريد ان يصعب الامر عن السيد عادل عبدالمهدي في محاولته للتطبيع في هذه المدينة و الخروج بحلول مقنعة للجميع على الرغم من التداخلات الخارجية التي تصعب الامر على الجميع. و ما يريده العبادي سوف يمكنه ان يضع عرقلة صغيرة بقدر حجمه الكروي وهو قزم في جسمه و سياسته ايضا. فانه يعلن عن نيته في ذكرى عملية الاستفتاء، و هذا ما يقصد به الكثير من الامور و لا يعلم بانه يخطا مرة اخرى في المدى الطويل و عندئذ لا تفيده بريطانيا و لا مشروعه القزم ايضا، و انه فشل سياسيا و يريد ان يعيد الى نفسه حيوية سياسية لمن احتمع في دائرته الصغيرة و لا يعلم انه يعمل العكس، فان لم تلعب على الحقيقة و تسير بتضليل و تنوي الاجحاف بالحقوق، سوف تسقط و ان تاخر الامر. انت خسرت موقعك و لم تزد من شانك شيئا بمواقفك السابقة و متّ سياسيا و تريد الانعاش على اطلال ذكرياتك. فانك تخسر الاول و الاخير قريبا في اية خطوة في هذا الشان و سوف تتلقى الضربات الاقوى سياسيا ليس في كركوك و انما في العراق اجمع حتما و غدا لناظره لقريب.

و يمكن ان نقول شيئا لبريطانيا ايضا، انها تتحسر على ايام ما قبل التاميم، فانها نجحت في استغلال القزم العبادي في تحقيق اهدافها التي وقعت على حساب الكورد كما كانت من قبل، و مهما فعلت فان الكورد لا يمكن ان ينسوا التاريخ ابدا، فمنذ عهد الملك محمود و حتى يوم عملية الاستفتاء التي تصادف يوم 25/9 ، و يعتبر يوم تاريخي مشرف و سيبقى وجه بريطانيا وافعالها منذ تاسيسها لدولة العراق و مرورا باعتداءاتها على الكورد و الى موقفها من عملية الاستتفاء و مؤآمراتها اسودا داكنا وبقعة ملطخة في وجهها الاسود اصلا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here