تكاثر عدد الجزر المنتشرة في كوردستان

عماد علي

من يتابع الاعمار و البناء في كوردستان، يتوضح لديه مدى عشوائية العمل و عدم التخطيط والدراسة من جوانبه المتعددة و اولها الوضع الاقتصادي و الحالة المعيشية العامة للناس و دخل الفرد و ماهو المناسب لمستوى معيشة المجتمع الكوردستاني و دخلهم و العمل او درسة الوضع القائم و من ثم بناء كل تلك العمارات الشاهقة الجميلة التي يمكن ان نسميها العشوائيات التي اصبحت جزرا على ما توضحه بشكل جلي الفروقات الاجتماعية و الاختلافات الطبقية التي برزت في المرحلة الاخيرة و توسعت الفجوة الكبيرة اكثر بين الناس بطبقاتهم و حياتهم و معيشتهم و دخلهم المالي و كيفية قضاء يومهم و المتطلبات او الضرورات و الاوليات التي يمكن ان تتوفر لهم.

بعد تفشي الفساد بشكل مخيف و لم يتم الاصلاح الذي ادعتها الاحزاب مزايدة من اجل كسب الاصوات من جهة، و عدم قدرتهم على حل المشكلة لتورطهم هم بانفسهم في هذه المشكلة التي اصبحت قضية معقدة وصلت لحالة يمكن ان نقول بسيطرة المافيا على الامر بشكل عام و للاحزاب المتسلطةنفسها دورها السلبي الكبير و المشارك في الامر و من ضمنهم القيادة المتنفذة من الدوائر المتعددة من التكتلات المصلحية المنتشرة في كافة الاحزاب التي اصبحت شركات تدر عليهم الارباح بسهولة.

لو تابعنا جانب واحد من هذا الامر، اي الطريق السهل للوصول الى الاموال الطائلة بشكل كبير و باسلوب يمكن ان نرى الفساد المستشري ناصعة فيه و للمستولين على العملية التي تتم بها بناء هذه الجزر، سواء بتخطيط و تنفيذ الاحزاب انفسهم ام مع الموالين و الشركاء من الاثرياء الجدد التابيعن لهم ايضا. و اسهل الطرق هو بناء المجمعات السكنية التي لم تر الا و تنفلق عمارة من تحت الارض و ترتفع الى عناني السماء خلال ايام و تحاط بالاسيجة و بتصاميم مختلفة تتنافس فيها الجماعات المخلتفة كما قلنا, و المشكلة انها رغم كثرتها لم تحتل مشكلة الاجار. عند البحث في الامر و انت تتوغل في وضع المجتمع و ما تراه من الفقر المدقع و نسبة المؤجرين و من لا يمتلكون مترا ليئويهم من البرد القارص شتاءا و الحر القض صيفا في كافة مدن كوردستان، سوف تتعجب من العدد الوفير من تلك العمارات والمجمعات و هذه النسبة الكبيرة من الناس الذين يفرشون الارض و يلحفون السماء.

فان الاختلاف الكبير بين مستوى معيشة الناس الموجودين في تلك المجمعات و اخرى في المناطق العفيفة و بيوت الطين و الصفائح سوف تلعن هذه الاحزاب و من فيها على ما صنعته ايديهم من هذه الفروقات الطبقية. فعندما تزور اي مجمع تعقتد انك في جزيرة نائية ليست في كوردستان و انما في اعماق البحار، وبعدما تعود و تذهب الى الاحياء الفقيرة التي ترى اطفالهم يلهثون وراء لقمة العيش لن تجد غير ان تلعن هذه السلطة والاحزاب و الجماعات والتكتلات والداوئر المتنفذة الضيقة المسيطرة على مقدرات الشعب منة خلال نظامهم الراسمالي التخلفي الضيق الافق او بالاحرة في نظامهم اللانظام.

نعم انهم ببناء هذه الجزر المبنية من العمارات الشاهقة و الاماكن المرفهة لهم و لابنائهم وما يقضون من العيش الرغيد فيها، قسموا الشعب الكوردسدتاني عمليا على الارض الى طبقات و جماعات اضافة الى ما كان عليه من التقاسيم المجتمعية من العشائرية و القبلية و الفروقاات الفردية و العائلية التي كانت لها موقعها و تاثيراتها السلبية نتيجة ولائاتها للسلطات العراقية والكوردستانية المتلاحقة. انهم قسموا كوردستان الى جزر ابهة و ترف و العربدة بجوار الاحياء الفقيرة و بيوت الطين، انهم قسمو الحياة من معيشة الترف و الملاهي الى حياة الضيق و الحصرة و العوز، انهم على فعلتهم هذه فقط يستحقون ان يحاكموا امام الشعب و ليس لما اقترفته اياديهم في ضرب مصلحة الشعب بامور سياسية اقتصادية متعددة اخرى ايضا. انهم ضد الشعب و يتباكون عليه لما يدعون به على الملا و من اجل مصالحهم التي ضرب مصير هذه الامة المغدورة من اجلها.

فما كان من صديق الا ان يقول لي بالامس؛ ما بك تروج و تدافع عن استقلال كوردستان و الاستفتاء و الترهات هذه و لم تحسب لمصلحتك ولو لحظة، ومن ثم قال ؛تعال قل لي هل تسمي جمهوريتها الفتية عند تاسيسها على ايديك بجمهورية جزر كوردستان الجنوبية و رئيسها صاحب الجزر و ليس صاحب السمو.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here